قال رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم إن إيمان الكويت بأشقائها الخليجيين متجذر ومتأصل وإن تلك القناعة تشكل ركنا أساسيا في العقيدة السياسية الكويتية.
وقال الغانم إنه إذا كان البعض ينسب فضلا للكويت وأميرها لما شهدته الكويت من ملتقيات خليجية عدة أخيرا فإن الحق والإنصاف يستوجبان أيضا الإشارة إلى فضل دول مجلس التعاون الخليجي جميعها قيادات وشعوبا فيما تم من بوادر خير خلال الفترة القليلة الماضية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الغانم في حفل افتتاح الاجتماع الحادي عشر لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء المجالس التشريعية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي انطلقت أعماله امس تحت رعاية وحضور حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه-.
وأشار الغانم إلى التطورات الإيجابية التي حدثت أخيرا على صعيد التلاقي الخليجي بدءا من قمة قادة دول مجلس التعاون مرورا بإقامة كأس الخليج لكرة القدم وانتهاء بمؤتمر رؤساء البرلمانات الخليجية الحالي بالرغم من أن المشهد كان يبدو للبعض، باعثا على اليأس وغارقا في السوداوية.
وقال الغانم «إذا كان البعض سينسب فضلا للكويت، وعلى رأسها حكيمها صاحب السمو أمير البلاد -حفظه الله ورعاه- فإننا لن نتواضع وننفي هذه النسبة الجميلة لنا «.
وأضاف «لكننا ومن باب الإنصاف والحق، وشهادة للتاريخ، سنقول إن الفضل الكبير فيما تم من بوادر خير أخيرا، ينسب لهم جميعا بلا استثناء أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وشعوب الخليج قاطبة «. وقال الغانم «لم نشك يوما واحدا في أن أبناء الخليج سيعجزون عن البقاء بعيدا عن بعضهم، وإن اختلفوا».
واستطرد الغانم قائلا «لقد خبرناهم قرونا من الزمن، وخضنا معهم الاختبار تلو الاختبار فما وجدناهم إلا إخوة وعرفنا أنهم الغيث والغوث، السند والعضد، لا يغلبون في امتحان الفزعة والحمية».
وقال الغانم «من تلك الحقيقة، كان إيماننا في الكويت بهم راسخا ومتجذرا ومن التاريخ استمددنا تفاؤلنا في مقارعة السياسة ومن الجغرافيا استلهمنا إيجابيتنا في مجابهة التفاصيل ومن الثقافة ومزاجنا الجمعي الخليجي المتشابه، ترسخت قناعتنا، في مواجهة الحيثيات العابرة «.
وأضاف «من هذا المتراكم بيننا والقديم والمتجذر والمتأصل والفطري والطبيعي، من هذا المشترك الواسع والعام والشاسع كان إيماننا بأن ما هو عرضي سيبقى عرضيا وما هو عابر سيبقى عابرا وما هو مؤقت سيكون مؤقتا ، فالأصل أننا واحد وأن دولنا الخليجية الحبيبة والعزيزة بدءا من قياداتنا المتمثلة في أصحاب الجلالة والسمو مرورا بنخبنا السياسية والثقافية والإعلامية انتهاء بأصغر مواطن خليجي جميعهم بلا استثناء حريصون كل الحرص ، ومؤمنون كل الإيمان ، ومتمسكون كل التمسك بهذا الكيان الجميل، والبنيان الشامخ هذا الذي بناه جابر وفهد، وزايد وعيسى، وقابوس وخليفة».
وقال «هذه قناعتنا بإخوتنا وهي قناعة لا تتزعزع ، وإيمان لا يضعف ومن تلك القناعات الراسخة والمتجذرة يتشكل منهجنا وعقيدتنا السياسية «.
وتوجه الغانم في ختام كلمته بالشكر والعرفان لصاحب السمو أمير البلاد قائلا «شكرا لأنك بيننا اليوم، شكرا لأنك لا تكل ولا تمل، في تجميعنا وتعضيدنا وتقويتنا برغم التعب والإجهاد، شكرا لأنه عندما لا تطاوعك الظروف، لا تيأس، شكرا لأنه عندما تعاكسك المعطيات، لا تقنط، شكرا لأن إيمانك بنا كخليجيين ثابت ومتأصل ولا يتزعزع ، شكرا لأنك تحافظ على ابتسامتك الواثقة، مهما شقت الأيام وادلهمت الليالي».
وفيما يلي النص الكامل لكلمة الغانم:
قبل أكثر من شهر، كان المشهد يبدو للبعض، باعثا على اليأس ، غارقا في السوداوية ، في الوقت الذي راهن فيه الأعداء والمتربصون على مزيد من التصدع ، والذهاب بعيدا في الأزمة ثم جاءت قمة القادة في الكويت ، كاملة العدد ستة أعلام كاملة العدد عزيزة على القلب، رفرفت في سماء الكويت.
تلك الأعلام المألوفة لأعيننا كخليجيين ثم جاء الخليجيون كلهم إلى الكويت كاملي العدد مرة أخرى ليبصموا على بطولتنا الأثيرة والحبيبة ، دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم.
وها نحن اليوم عند الثالثة ، التي ندعو الله جلت قدرته أن تكون الثالثة الثابتة ، عندما تجمع ممثلو شعوبنا في الكويت ، من رؤساء البرلمانات الخليجية.
وهنا قد يسأل الكثير كيف حدث كل هذا ؟ وكيف بدا ما هو صعب قبل فترة ، سهلا وطيعا وسلسا ؟، وكيف نجحنا كخليجيين في التجمع مرة ومرتين وثلاثا؟
وإذا كان البعض سينسب فضلا للكويت ، وعلى رأسها حكيمها صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه ، فإننا لن نتواضع وننفي هذه النسبة الجميلة لنا. 
أقول هذا لأن الله وحده الذي يعلم ، حجم الألم الذي يعانيه سموه من هذا الطارئ الحزين الذي أصابنا ، والله وحده الذي يعلم كيف سكنت تلك الأزمة الطارئة قلب سموه ووجدانه
والله وحده الذي يعلم ، سعادة سموه وهو يرى أبناءه الخليجيين مجتمعين ومتعاضدين ومتكاتفين لكننا ومن باب الإنصاف والحق ، وشهادة للتاريخ ، سنقول إن الفضل الكبير فيما تم من بوادر خير مؤخرا ، ينسب لهم، لهم جميعا بلا استثناء أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وشعوب الخليج قاطبة... إخوتنا في الدم، هؤلاء الذين لم نشك يوما واحدا في أنهم سيعجزون عن البقاء بعيدا عن بعضهم ، وإن اختلفوا.
هؤلاء الذين خبرناهم قرونا من الزمن ، وخضنا معهم الاختبار تلو الاختبار فما وجدناهم إلا إخوة، وعرفنا أنهم الغيث والغوث، السند والعضد، لا يغلبون في امتحان الفزعة والحمية. 
من تلك الحقيقة ، كان إيماننا في الكويت بهم راسخا ومتجذرا، ومن التاريخ استمددنا تفاؤلنا في مقارعة السياسة، ومن الجغرافيا استلهمنا إيجابيتنا في مجابهة التفاصيل ومن الثقافة ومزاجنا الجمعي الخليجي المتشابه ، ترسخت قناعتنا ، في مواجهة الحيثيات العابرة.
من هذا المتراكم بيننا، والقديم، والمتجذر، والمتأصل ، والفطري ، والطبيعي، من هذا المشترك الواسع والعام والشاسع كان إيماننا بأن ما هو عرضي سيبقى عرضيا وما هو عابر سيبقى عابرا، وما هو مؤقت سيكون مؤقتا، وما هو صاخب سيخفت، وما هو ثائر سيخمد، فالأصل أننا واحد، وأن دولنا الخليجية الحبيبة والعزيزة بدءا من قياداتنا المتمثلة في أصحاب الجلالة والسمو، مرورا بنخبنا السياسية والثقافية والإعلامية، انتهاء بأصغر مواطن خليجي جميعهم بلا استثناء حريصون كل الحرص، ومؤمنون كل الإيمان ، ومتمسكون كل التمسك بهذا الكيان الجميل ، والبنيان الشامخ، هذا الذي بناه جابر وفهد ، وزايد وعيسى ، وقابوس وخليفة، فأحسنوا بناء أساسه ، وأجادوا متانة قواعده.
هذه قناعتنا بإخوتنا، وهي قناعة لا تتزعزع ، وإيمان لا يضعف، ومن تلك القناعات الراسخة ، والمتجذرة، يتشكل منهجنا وعقيدتنا السياسية
صاحب السمو أمير البلاد
شكرا لأنك بيننا اليوم
شكرا لأنك لا تكل ولا تمل ، في تجميعنا وتعضيدنا وتقويتنا برغم التعب والإجهاد
شكرا لأنه عندما لا تطاوعك الظروف، لا تيأس شكرا لأنه عندما تعاكسك المعطيات ، لا تقنط
شكرا لأن إيمانك بنا كخليجيين ثابت ومتأصل ولا يتزعزع
شكرا لأنك تحافظ على ابتسامتك الواثقة ، مهما شقت الأيام وادلهمت الليالي
والشكر موصول لعضيدك وولي عهدك الأمين هذا الذي ولعقود من الزمن ، واقف إلى يمينك ، قامة وهامة
كما لا يسعني في هذا المقام ، إلا أن أعبر عن الامتنان الكبير، والعرفان التام، لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذين لولا دعمهم ومباركتهم، لما كان لهذا الاجتماع أن يكون.
والشكر واجب واستحقاق ، لأصحاب المعالي رؤساء البرلمانات الخليجية ، الذين أكرمونا بحضورهم ومشاركتهم وزادونا أملا بتفاعلهم.
ولا يفوتني أن أعرب عن الشكر الجزيل لمعالي أحمد بن إبراهيم الملا ، رئيس مجلس النواب بمملكة البحرين الشقيقة، على جهده وعطائه وحسن إدارته، طيلة فترة رئاسته السابقة.
خـــتــامــا....
أسال الله جلت قدرته أن يحفظ خليجنا، واحدا موحدا ، وأن يوفق دولنا لما فيه خير ورفاه وتقدم شعوبنا، إنه سميع مجيب.