هبطت الأسهم الأوروبية امس الثلاثاء بعدما أثارت بيانات عن تراجع الصناعات التحويلية في الصين مخاوف جديدة بشأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم وبحلول الساعة 0706 بتوقيت جرينتش هبط المؤشر يوروفرست 300 لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 1.3 بالمئة عند 1414.74 نقطة مع هبوط أسهم قطاع الموارد الأساسية اثنين بالمئة ليكون أكبر القطاعات الخاسرة.
وأظهر مسح رسمي امس الثلاثاء أن نشاط قطاع الصناعات التحويلية في الصين انكمش بأسرع وتيرة في ثلاث سنوات في شهر أغسطس آب مما عزز مخاوف من حدوث تباطؤ أكبر في ثاني أكبر اقتصاد في العالم برغم سلسلة من إجراءات الدعم الحكومي. ودفعت البيانات أسهم آسيا إلى الانخفاض. وقال كريج إرلام محلل السوق لدى أواندا في مذكرة «في وقت يبذل فيه بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) جهودا حثيثة بالفعل لدعم الاقتصاد... تبعث (هذه البيانات) على القلق الشديد.» وفي أنحاء أوروبا نزل المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني واحدا بالمئة بينما هبط كاك 40 الفرنسي 1.5 بالمئة وداكس الألماني 1.8 بالمئة. وتهاوت الأسهم اليابانية امس الثلاثاء مواصلة خسائر الاثنين بعدما أظهرت مسوح أن القطاع الصناعي في الصين انكمش للشهر السادس على التوالي في أغسطس آب بينما ظل المستثمرون في حالة ترقب قبيل صدور بيانات أميركية هامة خلال الأسبوع. وتضررت أيضا معنويات السوق بفعل بيانات الإنفاق الرأسمالي التي أظهرت تراجع استثمار الشركات اليابانية في التجهيزات والمعدات. وتراجع المؤشر نيكي 3.8 بالمئة ليغلق عند 18165.69 نقطة متجها صوب أدنى مستوى في ستة أشهر والذي بلغه الأسبوع الماضي عند 17714.30 نقطة.
وقال ستيفان ورال من كريدي سويس «يظل السوق في حالة ارتباك بعد التقلب الذي شهدناه في الآونة الأخيرة وفي ظل وجود أحداث في الأفق قد تتسبب في المزيد من التقلب.» وتراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 3.8 بالمئة ليغلق عند 1478.11 نقطة. وأكد مورجان ستانلي المستوى المستهدف لتوبكس عند 1740 نقطة وأوصى المستثمرين برفع الأوزان لليابان للشراء مرة أخرى خلال التراجع الحالي الذي اعتبره مبالغا فيه. وهبط المؤشر جيه.بي.اكس-نيكي 400 بنسبة اربعة بالمئة إلى 13267.48 نقطة.
وأنهت الأسهم الأميركية تعاملات اول امس الاثنين على تراجع بعد تصريحات لنائب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) ستانلي فيشر مطلع الأسبوع تبقي فيما يبدو على احتمالات رفع أسعار الفائدة في سبتمبر. ونزل المؤشر داو جونز الصناعي 114.98 نقطة بما يعادل 0.69 بالمئة ليصل إلى 16528.03 نقطة. وتراجع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 16.7 نقطة أو 0.84 بالمئة إلى 1972.18 نقطة. وهط المؤشر ناسداك المجمع 51.82 نقطة أو 1.07 بالمئة ليسجل 4776.51 نقطة. وسجل ستاندرد آند بورز 500 في أغسطس آب أكبر انخفاض شهري له بالنسبة المئوية منذ مايو ايار 2012. وكان أداء ناسداك في أغسطس الأسوأ للمؤشر أيضا منذ مايو ايار 2012. وسجل المؤشر داو جونز أسوأ أداء شهري له منذ مايو ايار 2010.
ذلك هبطت العقود الاجلة للنفط أكثر من ثلاثة بالمئة في التعاملات المبكرة في اسيا امس الثلاثاء مع اقبال المستثمرين على مبيعات لجني الارباح بعد ان قفزت اسعار برنت والخام الاميركي اكثر من 8 بالمئة في الجلسة السابقة. وأذكى تلك القفزة تعليق لاوبك يقول إن المنظمة مستعدة للحديث الي منتجين اخرين لتحقيق اسعار معقولة للنفط وايضا تعديل بالخفض لبيانات انتاج الخام الاميركي من ادارة معلومات الطاقة الاميركية.
واظهرت البيانات المعدلة التي نشرت يوم الاثنين ان انتاج النفط المحلي في الولايات المتحدة وصل الي ذروة فوق 9.6 مليون برميل يوميا في ابريل نيسان قبل ان يهبط باكثر من 300 ألف برميل يوميا على مدى الشهرين التاليين. وانخفضت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق 1.91 دولار أو 3.53 بالمئة الي 52.24 دولار للبرميل بحلول الساعة 0050 بتوقيت جرينتش بعد ان سجلت قفزة بلغت 4.10 دولار أو 8.20 بالمئة في الجلسة السابقة.
وهبطت عقود الخام الاميركي 1.86 دولار أو 3.8 بالمئة إلى 47.35 دولار للبرميل بعد انهت جلسة الاثنين مرتفعة 3.98 دولار أو 8.8 بالمئة. وسجل النفط الاميركي قفزة بلغت 27.5 بالمئة في الجلسات الثلاث الماضية وهي اكبر زيادة في ثلاثة ايام من حيث القيمة الدولارية منذ فبراير شباط 2011 وأكبر زيادة من حيث النسبة المئوية منذ اغسطس اب 1990. وينتظر المستثمرون بيانات مهمة من الصين والولايات المتحدة في وقت لاحق أمس الثلاثاء لاسترشاد بها على اتجاه اسعار الخام.
وارتفع الذهب امس الثلاثاء مع تراجع الأسهم بفعل إشارات جديدة على ضعف الاقتصاد الصيني على الرغم من أن الآمال المتزايدة في أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة هذا الشهر على الأرجح حافظت على بعض المكاسب.
وانكمش نشاط المصانع الصينية بأسرع وتيرة في آخر ثلاث سنوات في أغسطس آب حيث سجلت الطلبيات المحلية وطلبات التصدير هبوطا كبيرا ما عزز مخاوف المستثمرين بشأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وارتفع سعر الذهب في العقود الفورية 0.6 بالمئة إلى 1141 دولارا للأوقية بحلول الساعة 0558 بتوقيت جرينتش بعد جلسة هادئة يوم الإثنين. وأنهى المعدن الأصفر أغسطس آب على ارتفاع بنسبة 3.5 بالمئة مع تسبب القلق من تباطؤ الاقتصاد الصيني في مشتريات للأصول الاستثمارية الآمنة رغم أن المعدن النفيس تراجع من أعلى مستوى في سبعة أسابيع.
وقد تؤدي الإشارات المتزايدة على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي ربما يرفع أسعار الفائدة خلال اجتماع لجنة السياسات النقدية القادمة في 16-17 سبتمبر أيلول إلى تحجيم اتجاه الذهب الصعودي. وارتفع الذهب الأميركي تسليم ديسمبر كانون الأول 0.7 بالمئة إلى 1140.90 دولار للأوقية. وهبط سعر البلاديوم في العقود الفورية 1.1 بالمئة إلى 592.30 دولار للأوقية بينما زاد البلاتين 0.2 بالمئة إلى 1008.80 دولار وارتفعت الفضة 0.3 بالمئة إلى 14.65 دولار. كما واصلت الأسهم الصينية تراجعها لليوم الثاني على التوالي في تعاملات امس الثلاثاء بعد ارتفاع ملموس أواخر الأسبوع الماضي، في الوقت الذي أشارت فيه بيانات اقتصادية إلى استمرار تباطؤ النشاط الصناعي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
تراجع مؤشر بورصة شنغهاي المجمع في الصين في تعاملات أمس بأكثر من 2 بالمئة، حيث خسر المؤشر مؤخرا كل المكاسب التي حققها منذ بداية العام الحالي، ما أثار موجة فزع بين المستثمرين دفعتهم إلى البيع الكثيف للأسهم.
كما تراجع مؤشر بورصة شينشن الصينية بأكثر من 4 بالمئة صباح أمس وكذلك مؤشر «تشي نكست» لأسهم التكنولوجيا والشركات ذات معدلات النمو السريعة الأخرى في أعقاب التراجع الكبير أمس. يأتي ذلك فيما أظهرت بيانات اقتصادية نشرت أمس الثلاثاء تباطؤ النشاط الصناعي في الصين خلال أغسطس حيث سجل مؤشر مجموعة «كايشين إنسايت جروب» لقياس النشاط الصناعي أسرع تراجع منذ 6 سنوات.
انخفض مؤشر «كايشين إنسايت جروب» لمديري مشتريات قطاع التصنيع في الصين خلال آب/أغسطس الماضي إلى 3ر47 نقطة مقابل 8ر47 نقطة في تموز الماضي وهو ما يقل كثيرا عن حاجز ال 50 نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش في القطاع. وتشير قراءة المؤشر لأقل من 50 نقطة إلى انكماش القطاع فيما تشير قراءته لأكثر من 50 نقطة إلى نموه. وقال هي فان كبير خبراء الاقتصاد في مجموعة «كايشين إنسايت جروب» إن البيانات النهائية للمؤشر لشهر /أغسطس الماضي تشير إلى «استمرار الطلب الضعيف في الأسواق على السلع ومستلزمات الإنتاج. والاضطرابات الأخيرة في الأسواق المالية يمكن أن تؤثر سلبا على الاقتصاد الحقيقي، كما أن التوقعات المتشائمة بشأن آفاق الاقتصاد يمكن أن تصبح حقيقية «. في الوقت نفسه فإن المؤشر الرسمي لمديري المشتريات في الصين سجل خلال أغسطس الماضي 7ر49 نقطة مقابل 50 نقطة في يوليو الماضي وهو ما يشير أيضا إلى أسرع انكماش للنشاط منذ 3 سنوات.