قال رئيس الدورة ال72 للجمعية العامة للامم المتحدة ميروسلاف لايتشاك اليوم الاربعاء ان فاتورة الصراعات في العام 2016 تسببت بخسارة اكثر من 3ر14 مليار دولار.
جاء ذلك في محاضرة القاها لايتشاك بمركز دراسات النزاع والعمل الانساني في معهد الدوحة للدراسات العليا بعنوان (كيف يمكن للامم المتحدة ان تساهم في منع نشوب الصراعات في القرن 21).
واضاف ان الفاتورة الاقتصادية التي تدفعها الامم المتحدة جراء عمليات حفظ السلام تصل الى اكثر من ثمانية مليارات دولار سنويا وهو ما رأى انها مفارقة بسبب "عدم وجود اي سلام ليحفظ في تلك المناطق التي تنتشر بها قوات حفظ السلام".
واكد انه من الضروري البدء بالاستثمار في عمليات حفظ السلام التي تحول دون وقوع الصراعات بكونه استثمارا اكثر نجاعة لان "كل دولار يصرف للحيلولة دون وقوع الصراع يوفر 10 دولارات ستصرف على عملية حل الصراع".
وحول سبب عجز الامم المتحدة عن حل الصراعات تطرق لايتشاك الى نقاط عجز منظومة الامم المتحدة التي "لا تملك اي ادوات تساهم في تفعيل دورها في عملية تفادي وقوع الصراع".
واشار الى ان ذلك يعود الى غياب نظام حقيقي يحول دون وقوع الصراعات اضافة الى صعوبة التحرك المباشر للتدخل في الصراعات بسبب الاجراءات البيروقراطية التي تقيد عمليات التدخل الانساني وتؤخرها مما يجعل الامم المتحدة تأخذ موقف رد الفعل تجاه الصراعات حول العالم ولا تعمل على الحيلولة دون وقوعها.
وحول مستقبل صنع السلام في العالم اعرب لايتشاك عن تفائله بقرارات صدرت مؤخرا رأى انها ستساهم في تغيير فلسفة صنع السلام وحل الصراعات في العالم.
ودعا قادة العالم الى التعاون مع الامم المتحدة في المرحلة المقبلة لتفعيل نظم جديدة تجعل عملية وقف النزاعات وصنع السلام اكثر واقعية.
وتطرق لايتشاك عن الشراكات التي يجب على الامم المتحدة والدول الاعضاء فيها ان تبنيها مع المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية وكافة الفاعلين الدوليين لجعل عملية صنع السلام اكثر تأثيرا وتوسعية باعتبار ان مسؤولية صنع السلام تقع على جميع الاطراف وليس فقط على عاتق القادة السياسيين في العالم.
وجدد دعوته لباحثي مركز دراسات النزاع والعمل الانساني في معهد الدوحة بضرورة تزويد الامم المتحدة بالخبرات التي وصلوا لها فيما يتعلق بعملية صنع السلام وتفادي الصراعات.
وشارك في المحاضرة التي ادارها مدير مركز دراسات النزاع والعمل الانساني الدكتور سلطان بركات عدد من الدبلوماسيين والاكاديميين والباحثين والعاملين في مجال ادارة النزاعات والعمل الانساني.