طالب عدد من نواب مجلس العموم البريطاني اليوم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بتغيير موقف حكومته مما تشهده دول شرق اوروبا من تدفق لالاف من المهاجرين السوريين والمساهمة في استضافة عدد منهم.
ودعا عدد من نواب حزب المحافظين الحاكم واخرين من احزاب المعارضة الحكومة البريطانية إلى فتح الحدود لاستقبال اللاجئين السوريين الفارين من الحرب عوضا عن استضافة "بضع مئات" من ذوي الحالات الخاصة الذين وافقت الحكومة البريطانية على منحهم اللجوء منذ العام الماضي.
واعتبر زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار تيم فارون انه "من الخطأ الاخلاقي استقبال بضع مئات فقط في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها اللاجئون".
ومن جهتها اكدت الوزير الاول لإسكتلندا نيكولا ستارجن ان "المملكة المتحدة بمقدورها عمل المزيد والكثير" معربة عن استعداد بلادها لاستقبال عدد من اللاجئين.
كما أكد النائب عن حزب العمال ووزير الصحة السابق اندي بورنم انه سيتقدم بمقترح لمناقشة ازمة اللاجئين في البرلمان من اجل بحث الخيارات التي يمكن ان تتبنها الحكومة فيما اعتبرت منافسته وزيرة الداخلية في حكومة الظل ايفات كووبر ان بلادها قادرة على استقبال 10 الاف لاجئ على الأقل.
ومن جانبه قال وزير الشؤون الاوروبية الايطالي ساندرو غوزي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان ما تشهده اوروبا من "فوضى" بسبب تدفق الاف المهاجرين واللاجئين عليها يتطلب تضافر جهود كل الدول الاوروبية ومعها بريطانيا.
وحذر غوزي من ان اصرار كاميرون على ابقاء حكومته بعيدا عما يجري من تطورات في الساحة الاوروبية قد يفقده الدعم الذي يسعى لحشده خلف إصلاحاته المقترحة على معاهدات ومؤسسات الاتحاد الاوروبي.
وتأتي هذه الدعوات متزامنة مع تصريحات ممثل الامم المتحدة الخاص لشؤون الهجرة بيتر سوذرلاند التي اكدت ان "بريطانيا لا تزال من الدول الاوروبية التي يمكنها بذل مزيد من الجهود للمساعدة في حل ازمة اللاجئين في اوروبا".
واعتبر سوذرلاند ان المخرج الوحيد للازمة الراهنة هو وحدة اوروبا حول مشروع واحد قائم على تقاسم الاعباء مضيفا ان اوروبا تشهد حاليا ازمة إنسانية لم تشهدها منذ عدة عقود.
يذكر ان الحكومة البريطانية اكدت في وقت سابق انها استقبلت منذ مطلع العام 216 سوريا من بين الاشخاص الاكثر حاجة للرعاية الخاصة بينما تم منح حوالي 500 اخرين حق اللجوء السياسي والانساني.
وكانت ألمانيا وافقت على استقبال اكثر من 35 الف لاجئ في وقت ذكرت فيه تقارير إعلامية ان عدد طلبات اللجوء في ألمانيا يمكن ان يصل هذا العام الى حوالي 800 الف حالة.
كما وافقت كل من فرنسا وإيطاليا والسويد ودول أوروبية اخرى على استقبال الاف من اللاجئين.