أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الحكومة ستواصل العمل على توازن الميزانية وذلك على الرغم من التكاليف الزائدة بسبب تنامي أعداد اللاجئين. وفي رسالتها الأسبوعية المتلفزة عبر الإنترنت، قالت ميركل: «لا يمكن أن نقول ببساطة: لأن لدينا واجبا صعبا فإن الميزانية المتوازنة أو قضية الديون لم يعد لها دور».

وأوضحت ميركل: «يجب علينا تحديد الأولويات من جديد وهذا أمر صائب»، ونظرا للكثير من الواجبات المهمة، فإن وزير المالية عليه واجب أن ينظر على الرغم من ذلك إلى وعاء الميزانية.

ووصفت ميركل إسكان اللاجئين واندماج الأشخاص الباقين في ألمانيا بصورة دائمة بأنه «مهمة وطنية»، وتابعت: «هنا يجب على كل مستوى، الولايات والبلديات والحكومة المركزية، أن يسهم بنصيبه العادل».

وأشارت ميركل إلى أن الحكومة المركزية تجري محادثات حول هذا الشأن مع الولايات والبلديات، مضيفة أن عائدات الضرائب للحكومة المركزية لم تتحسن وحدها بصورة أفضل من المتوقع، بل العائدات الضريبية للولايات والبلديات أيضا.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مقابلة صحافية نُشرت إن بإمكان ألمانيا مواجهة تدفق قياسي للاجئين والمهاجرين هذا العام، دون زيادة الضرائب، ودون تعريض هدفها بتحقيق ميزانية متوازنة للخطر. وألمانيا التي تطبق قوانين لجوء ليبرالية نسبيا وإعانات اجتماعية سخية أكبر دول الاتحاد الأوروبي استقبالا للفارين من الحرب في الشرق الأوسط والمهاجرين لأسباب اقتصادية من جنوب شرقي أوروبا. ودخل عدد قياسي من طالبي اللجوء بلغ 104460 شخصا ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا في أغسطس ،كما تتوقع ألمانيا وصول نحو 800 ألف لاجئ ومهاجر هذا العام، أي ما يزيد أربع مرات عن مستوى العام الماضي.

وفي ضوء هذا التدفق تعتزم الحكومة الألمانية تطبيق ميزانية تكميلية لتخصيص أموال للاجئين ولمساعدة البلدات التي تقع في خط المواجهة، التي تواجه صعوبة بالفعل لتمويل إقامة الوافدين الجدد وتوفير الرعاية الطبية لهم. وقالت ميركل في مقابلة مع عدة صحف محلية: «لا نريد رفع الضرائب. وما زال هدفنا تسجيل ميزانية متوازنة دون أخذ دين جديد». وأضافت أن موقف برلين المريح بشأن الميزانية ييسر عليها التغلب على مثل هذه «المهام غير المتوقعة»، وقالت إن أزمة اللاجئين تمثل أولوية الحكومة الآن. وعلى المستوى الأوروبي، كررت ميركل دعوتها إلى ضرورة توزيع اللاجئين بشكل أكثر تساويا على دول الاتحاد الأوروبي في إطار استراتيجية مشتركة لمواجهة أزمة المهاجرين غير المسبوقة في أوروبا، وقالت ميركل: «لا بد من إعادة تصميم المنظومة كلها»، وأضافت أنه يجب توزيع المهام والأعباء بشكل أكثر عدلا.