بطبيعة الحال، تلك الأسماء اللامعة في تاريخ السينما مثل سيلفستر ستالوني، وجوني ديب، وجوليت بينوش وغيرهم، ليسوا في شهرة ولا حتى المستوى الفني والاحترافي المتميز الذي لكبار الرسامين المعاصرين مثل بيكاسو أو دالي أو جيرارد ريختار أو فرناندو بوتيرو وغيرهم من المحترفين. لكنهم مع ذلك لم يفكروا مرة في التخلي عن الأمر، والاكتفاء بنجوميتهم السينمائية.

المثير في الموضوع أن ممارسة الرسم بالنسبة لهؤلاء النجوم، القادمين إلى عالم الفن التشيكلي من أمام الكاميرات ومن فوق السجاجيد الحمراء حيث الأضواء الساطعة للمصورين والعشاق، لم يتوقف عند كونه مجرد هواية بغرض التسلية أو الممارسة في أوقات الفراغ بعد الانتهاء من فيلم أو دور ما. نظراً لأن الأمر امتد ببعضهم ووصل إلى درجة إقامة المعارض الشخصية للوحاتها، وبيعها بآلاف ومئات الآلاف من الدولارات وحتى إصدارها في كتب وكتالوجات تشكيلية.

جوني ديب
من أشهر الفنانين المتألقين على الساحة الفنية والمتواجدين بقوة، النجم جوني ديب، الذي يهوى على وجه الخصوص رسم لوحات وبورتريهات لمشاهير الشخصيات. وصرّح ديب عام 2009 لإحدى المجلات الفنية المتخصصة قائلاً: "ما أحبه أكثر فيما يتعلق برسم وجوه الشخصيات، هو العيون. لأنك لو أحببت أن تعرف ما يكمن من انفعالات وعواطف بداخل الشخصية، فإن عليك أن تنظر إلى ما هو وراء العيون". إلى جانب هذا، يؤكد ديب، إنه لا يرسم سوى الشخصيات التي يحبها أو التي أثرت فيه بشكل أو آخر على مستوى ما، سواء التقاها من قبل أم لا.

سيلفستر ستالوني
هو من أهم الفنانين الذين يتعاملون مع الفن التشكيلي والرسم بمنتهى الجدية، وعرض سيلفستر العديد من لوحاته في الكثير من المعارض في أمريكا والعديد من الدول الأوروبية. وأصدر ستالوني الكثير من لوحاته في كتاب فني، وكان من بين لوحاته تلك السلسلة التي أنجزها وكانت تحت عنوان "سوبرمان" أو الرجل الخارق، وعنها قال ستالوني: "إن في أعماق الجميع يرغب كل فرد منا في أن يكون متميزاً".

جدير بالذكر أن الكثير من لوحات ستالوني، شديدة التواضع في فنيتها لكنها مثيرة في أفكارها وتصميماتها وتنفيذها، تصل أرقام مبيعاتها لمئات الآلاف من الدولارات، واقتنتها العديد من المعارض الفنية ووضعتها جنباً إلى جانب مع أعمال كبار الفنانين. 

جوليت بينوش
المعروف أن المتميزة جوليت بينوش تهوى ممارسة الرسم منذ صغرها، وأسهمت بظهور العديد من لوحاتها في أكثر من فيلم لها، كذلك صممت ملصقات أكثر من فيلم مثلت فيه. كما أقامت قبل سنوات قليلة معرضاً للوحاتها الفنية، التي أصدرتها في كتاب نشر بالإنكليزية والفرنسية تحت عنوان "بورتريهات في العيون". ولوحات بينوش في أغلبها بورتريهات مرسومة بالحبر أو الألوان المائية عن الشخصيات التي قامت بها في أفلامها، وكذلك المخرجين الذين عملت تحت قيادتهم.

أسماء أخرى
ومن بين النجوم الآخرين الذين يمارسون الرسم ويهتمون بإقامة المعارض، المؤلف والمخرج والنجم السينمائي "جيمس فرانكو"، وكان من آخر أفلامه "المقابلة" الذي أحدث ضجة كبيرة وتسبب في مشاكل مع كوريا الشمالية أواخر العام الماضي. وكان آخر معرض لفرانكو في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وحمل عنوان "السنجاب البدين".

أيضاً النجم السينمائي الإيرلندي "بيرس بروزنان"، الذي برز في دور المُحقق الشهير جميس بوند. وكرّس بيرس عائدات معرضه الفني الأخير من أجل التبرع بها للأعمال الخيرية فقط.

كذلك نجم أفلام الإثارة "فيغو مورتينسن"، صاحب شخصية آراغون في سلسلة أفلام ملك الخواتم وغيرها من الأفلام، والذي يمارس الرسم منذ عام 2002، وأصدر مؤخراً الكثير من لوحاته في كتاب فني بعنوان "تزوير معاصر".