لطالما كان قطاع السياحة في الكويت احد الموارد المهمة التي تسعى البلاد الى تنميتها وتطويرها لتعزيز البنية التحتية والمرافق الاستثمارية التي تحولها الى مركز تجاري ومالي يخدم وجهها الحضاري.
وبرزت الأهمية الاستراتيجية للسياحة لحاجة الدولة الى تنويع الاقتصاد وتخصيص انشطته لجذب الاستثمارات والعمل على خلق سياحة مستدامة تماشيا مع رؤية الكويت التنموية الواعدة (كويت جديدة 2035).
وتحتضن البلاد العديد من المرافق السياحية المتنوعة منها الترفيهية والثقافية والتراثية وفي مقدمتها (أبراج الكويت) التي افتتحت رسميا في مارس 1979 لتعكس حضارة البلاد ونهضتها العمرانية والاقتصادية والثقافية.
وتقع أبراج الكويت على ساحل الخليج العربي في مدينة الكويت في منطقة تسمى (رأس عجوزة) وتبلغ المساحة المقامة عليها 38 الف متر مربع وتتكون من ثلاثة أبراج تتخذ اشكالا معمارية مستوحاة من التراث الكويتي الأصيل وهي (المبخر) و(المرش) و (المكحلة).
وهذه الابراج تضم البرج الرئيسي الذي يبلغ ارتفاعه 187 مترا (الكرة الكاشفة) ويحوي مطعما وقاعة احتفالات فيما صمم البرج الأوسط ليكون خزانا للمياه والبرج الأصغر للتحكم في كهرباء العاصمة وضواحيها.
وعند الحديث عن السياحة الثقافية في الكويت يبرز صرحان حديثان تفخر بهما البلاد هما (مركز جابر الأحمد الثقافي) وهو معلم معماري متميز يقع في قلب مدينة الكويت على شارع الخليج العربي بمساحة 214 الف متر مربع وأنشىء ليحقق رؤية القيادة الحكيمة في اكتشاف ماضي البلاد وصناعة حاضرها ومستقبلها بحيث تكون منصة للابداع الثقافي على المستوى المحلي والعالمي.
ويتكون المركز الذي تم افتتاحه في 31 أكتوبر عام 2016 من أربعة مبان ضخمة مستوحاة من العمارة الإسلامية تأخذ شكل الجواهر المبعثرة ويضم ثلاثة مسارح وثلاث قاعات للحفلات الموسيقية والمؤتمرات والمعارض ومركزا للوثائق التاريخية.
أما الصرح السياحي الثقافي الثاني في الكويت فهو (مركز عبدالله السالم الثقافي) الذي افتتح في الخامس من فبراير الماضي ليصبح واحدا من اكبر مناطق العرض المتحفي في الكويت والخليج وليعكس المكانة المرموقة التي تتبوأها الكويت على الصعيد الثقافي العربي والعالمي.
وشيد المركز على مساحة بلغت 127 الف متر مربع بمساحة مبان تبلغ 30 الف متر مربع ومسطحات خضراء مساحتها 97 الف متر مربع وهو يحوي ثمانية مبان خصصت ستة منها للمتاحف مثل (متحف التاريخ الطبيعي) و (متحف العلوم) و(علوم الفضاء) و(المتحف الإسلامي) و(مركزا للفنون الجميلة) إضافة الى مبنى للوثائق وقاعة مؤتمرات ومركز للمعلومات ومسرح يتسع لأكثر من 300 شخص.
ومن المعالم السياحية التي تجتذب الزوار في الكويت (حديقة الشهيد) التي افتتحت في 2 مارس 2015 في قلب العاصمة وتعد من أكبر الحدائق وأكثرها شهرة في البلاد وتحوي مساحات خضراء واسعة صممت بطريقة مبتكرة لأول مرة في الخليج والشرق الأوسط حيث تكتسي مباني الحديقة سطوحا وجدرانا بالنباتات الخضراء لتتحول الى تلال خضراء تبدو كالحدائق المعلقة.
كما تضم (حديقة الشهيد) مجموعة من النوافير المائية والاستراحات ومنحوتة الدستور الشهيرة و (نصب الشهيد) و (متحف النباتات البرية الكويتية) و (متحف الذكرى) الذي يوثق تاريخ الكويت ومراحل تطورها الى جانب مبنى الأبحاث العلمية والبيئية.
ويعتبر (المركز العلمي) الذي افتتح في 17 ابريل عام 2000 في منطقة رأس السالمية صرحا ثقافيا وترفيهيا كبيرا يستقطب جميع شرائح المجتمع في الكويت.
ويضم المركز ثلاثة أقسام رئيسية تشمل صالة عرض للأفلام السينمائية العلمية (آي ماكس) ومبنى الاكواريوم (حوض الحياة البحرية) ومملكة الحيوان وقاعة الاستكشاف علاوة على احتوائه على برامج تعليمية مبتكرة ومعارض لاستثارة عقول الشباب والطلبة خارج مؤسساتهم التعليمية.
كما يضم المركز (مرسى السفن الشراعية) الذي يشهد على عراقة تاريخ الكويت ويحتضن بوم (فتح الخير) ذلك الرمز الشامخ من حقبة ما قبل اكتشاف النفط في البلاد.
ومن اهم المعالم السياحية في الكويت التي تجتذب الأطفال لاسيما في فصل الصيف (صالة التزلج) التي افتتحت في مارس 1980 على مساحة قدرها 398ر8 متر مربع ضمن منطقة (الحزام الأخضر) بمدينة الكويت.
وتحتوي صالة التزلج على صالة للألعاب الأولمبية مساحتها 1800 متر مربع من الجليد وتتضمن 1600 مقعد للمتفرجين وشرفة لكبار الزوار والضيوف اضافة الى مكان مخصص لتبديل أحذية التزلج ومحل لبيع لوازم التزلج وغرفة مخصصة للاسعافات الأولية.
وحين نستذكر عبق الماضي وما يحمل في طياته من تراث جميل يتبادر في اذهاننا مباشرة (سوق المباركية) الذي أصبح علامة بارزة من علامات السياحة في الكويت حيث يجتذب سنويا الى مرافقه آلاف الزوار لا سيما من الاشقاء في دول الخليج.
ويعتبر سوق المباركية الذي يتجاوز عمره 200 عام حيث بني في عهد الشيخ مبارك الصباح عام 1897 بمنطقة القبلة مكانا للاستمتاع بالتراث الكويتي القديم والتسوق والترفيه في ان واحد.
وعلى الرغم من التطور الذي شهده السوق فانه لا يزال محافظا على طابعه التراثي القديم حيث يرى الزائر المحال القديمة بتصاميمها المعهودة وخشب (الجندل) و (الباسجيل) يغطي أسقف المحال.
ويزخر السوق بالعديد من محلات بيع اللحوم والسمك والمواد الغذائية والاستهلاكية والحلويات الشعبية والتمور ومحلات الذهب والعطارة والملابس الشعبية الرجالية والنسائية اضافة الى وجود مجموعة من المقاهي والمطاعم التي تقدم الأطعمة الكويتية والخليجية والعربية والتي صممت وفق الطراز التراثي القديم.