بمناسبة الاحتفال بيوم الصحة العالمي الموافق 7 ابريل من كل عام والذي يتطرق هذا العام لموضوع « سلامة الأغذية « باعتباره أولوية صحية تمس الأمن الصحي العالمي ونظرا للعلاقة بين السلامة الغذائية والوقاية من حوالي 200 مرض حسب تقارير منظمة الصحة العالمية WHO ( من بينها بعض أنواع السرطان ذات العلاقة بالغذاء والسلامة الغذائية مثل سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم وسرطان المعدة وسرطان الكبد وسرطان المثانة).
وقال د. وليد خالد الفلاح وكيل وزارة الصحة المساعد لشئون الجودة والتطوير بصفته رئيسا للجنة وضع إستراتيجية المسح لأمراض السرطان والوقاية منه بأن إستراتيجية الوقاية من السرطان التي وضعتها اللجنة قد تناولت موضوع التغذية الصحية وأهمية التوعية بالأنماط الصحية للتغذية من حيث تناول الكميات الموصى بها من منظمة الصحة العالمية WHO من الخضروات والفواكه يوميا بالإضافة إلى الأغذية ذات المحتوى العالي من الألياف والإقلال من تناول الدهون وحماية الأطفال من تأثير الدعاية التجارية والتسويق غير المنضبط للمشروبات والمواد الغذائية ذات المحتوى العالي من السكريات والطاقة نظرا لأهمية إتباع الأنماط الصحية للتغذية وسلامة الغذاء للوقاية من الأنواع المختلفة من السرطان التي أثبتت الدراسات العلمية علاقتها بالسرطان (مثل سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم وسرطان المثانة وسرطان المعدة وسرطان الكبد).
وكشف الفلاح بصفته رئيسا للجنة المسح الصحي العالمي WHS الذي أجرته وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية WHO ونشر تقريره النهائي عام 2013 أن نتائج المسح قد أظهرت أن 24.9 بالمئة فقط من الذكور الكويتيين و24.1 بالمئة من الإناث الكويتيات يتناولون الكميات الكافية من الخضروات والفواكه بينما كانت النسبة 23.9 بالمئة فقط من الذكــور غير الكويتيين و23.2 بالمئة فقط مـن الإناث غير  الكويتيات المشمولين بالمسح الصحي وهو ما وصفه بأنه مؤشر يدعو للقلق ويتطلب تعديل عادات التغذية كأحد إستراتيجيات الوقاية والتصدي للسرطان وللأمراض المزمنة غير المعدية.
و إستطرد رئيس لجنة وضع إستراتيجية الوقاية من السرطان بوزارة الصحة بأن السمنة تعتبر أيضا من عوامل الخطورة للإصابة بالسرطان وقد أظهرت نتائج المسح الصحي العالمي WHO المنشورة بالتقرير النهائي عام 2013 أن معدل السمنة بين الذكور الكويتيين قد بلغ 31.5 بالمئة وبين الإناث الكويتيات 41.8 بالمئة بينما بلغ المعدل بين الذكور غير الكويتيين 28.1 بالمئة وبين الإناث غير الكويتيات 36.3 بالمئة وأرجع ارتفاع معدلات السمنة إلى عدم إتباع العادات التغذوية الصحية والخمول البدني وعدم ممارسة النشاط البدني بصورة منتظمة.
وقال الفلاح إن إعلان روما عن التغذية الصادر عن المؤتمر الدولي الثاني المعنى بالتغذية الذي أقامته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة FAO بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية WHOخلال الفترة من 19-20 نوفمبر 2014 قد أكد على أهمية التصدي للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي يمكن أن تؤثر على أنماط الأنشطة البدنية والغذائية مما يؤدى إلى ارتفاع قابلية التعرض للبدانة وللإصابة بالأمراض غير المعدية (ومن بينها السرطان ) من خلال انتشار أنماط الحياة القليلة الحركة واستهلاك الأغذية التي تحتوى على نسب عالية من الدهون ( لاسيما الدهون المشبعة ) والسكريات والأملاح والصوديوم ، كما أن إعلان روما قد نبه أيضا إلى ارتفاع زيادة الوزن والبدانة إرتفاعا سريعا بين الأطفال والبالغين فى جميع مناطق العالم حيث عانى 42 مليون طفل على مستوى العالم دون سن الخامسة من زيادة الوزن فى عام 2013 وعانى أكثر من 500 مليون بالغ من البدانة فى عام 2010 وأن عوامل الخطر المرتبطة بالنظم الغذائية تشكل حوالي 10 بالمئة من عبء الأمراض والعجز على المستوى العالمي مما يتطلب تحسين النظم الغذائية وسلامة الأغذية وتحسين المعلومات للمستهلكين عن سلامة الأغذية وجودتها وتجنب التسويق والدعاية غير المناسبين للمواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية للأطفال بحسب قرارات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وهو ما يؤدى إلى تمكين الأشخاص وتكوين بيئة مواتية لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن اختيار المنتجات الغذائية من أجل ممارسات غذائية صحية وتحسين المعلومات والتثقيف بشأن الصحة والتغذية طوال مراحل العمر.
وشدد وكيل وزارة الصحة المساعد لشئون الجودة والتطوير على أهمية التغذية الصحية خلال مرحلة الطفولة والتغذية المدرسية للوقاية والتصدي لمشكلة البدانة وزيادة الوزن بين الأطفال مشيرا بذلك إلى توصيات التقرير الأخير الذي أصدرته اللجنة الدولية المكلفة من منظمة الصحة العالمية للوقاية والتصدي لمشكلة البدانة وزيادة الوزن بين الأطفال والذي نشر على موقع منظمة الصحة العالمية منذ أيام وتستعد جمعية الصحة العالمية لمناقشته باجتماعها رقم 68 بجنيف فى مايو المقبل والتي أكدت على أهمية وضع وتنفيذ الاستراتيجيات والسياسات التغذوية التي تحمى الأطفال من مخاطر السمنة وزيادة الوزن وتوقف وتحد من الأعباء المترتبة عليها كعوامل خطورة تهدد بإصابتهم مستقبلا بالأمراض المزمنة غير المعدية (ومن بينها السرطان ) إذا لم تتم حمايتهم من التعرض لتأثير التسويق والدعاية للمشروبات وللمواد الغذائية غير الصحية من خلال تشريعات وسياسات متعددة القطاعات تتعاون في وضعها وتنفيذها جميع الوزارات والجهات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني وتتم متابعتها من خلال مؤشرات ومنهجية علمية تتفق مع قرارات منظمة الصحة العالمية.