قال مندوب دولة الكويت الدائم لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى في جنيف السفير جمال الغنيم اليوم الخميس ان مشاركة اثنين من مخترعي دولة الكويت في معرض جنيف الدولي للاختراعات يعكس مدى اهتمام الدولة برعاية المبدعين من ابنائها.
جاء ذلك في تصريح للسفير الغنيم لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عقب تفقده جناح النادي العلمي الكويتي ومنصة الكويت في جناح مكتب براءات الاختراعات التابع لمجلس التعاون الخليجي المشارك في المعرض.
وأوضح السفير الغنيم ان المخترعين الكويتيين المشاركين في المعرض يعكسان توجهات الشباب المخترعين في الاهتمام بالبيئة والمجتمع وكيفية الاستفادة من الخبرات المهنية والعلمية في التطوير والابداع وهو ما ترعاه الكويت بسياسة حكيمة برعاية سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
ويشارك النادي العلمي الكويتي في المعرض باختراع اداة فتح الابواب في حالات الطوارئ من اختراع رجل اطفاء في الادارة العامة للاطفاء بالكويت حسين بو مجداد.
وقال بومجداد ل(كونا) ان عمله كرجل اطفاء عرضه للكثير من حالات حصار افراد داخل شقة يمرون بلحظات هلع رهيبة ويضطر رجال الاطفاء في كثير من الاحيان الى كسر الباب عنوة لاخراج الضحايا ما يضاعف من مخاوفهم بسبب الصوت الهائل الناجم عن تحطيم الباب وثم ايضا الخسائر الفادحة لأن الباب بأكمله يتحطم ويجب استبداله بالكامل.
وأضاف "لقد فكرت كثيرا في طريقة يمكن من خلال القيام بفتح الباب دون كسره وفي فترة زمنية وجيزة لأن عنصر الوقت مهم جدا في عمل رجل الاطفاء والانقاذ وكل ثانية لها حسابها فركزت كل تفكيري في الوصول الى هذا الهدف الى ان وفقني الله تعالى الى هذا الاختراع لفتح اي باب في زمن قياسي لا يتجاوز 15 ثانية وبدون كسره وبأقل خسائر ممكنة".
واشاد بومجداد بالدعم الذي قدمه له النادي العلمي للخروج باختراعه من الفكرة الى التطبيق العملي من خلال النصائح المفيدة الهادفة والصبر وهو ما اوصل الاختراع الى الحصول على براءته وجائزة بولندا في الحماية المدنية وجائزة معرض الكويت الدولي للاختراعات وجائزة معرض ايران الدولي للاختراعات.
وقال ان كل تلك الجوائز قد فتحت له ابواب تسويقه ويتم بيع الجهاز الآن في سلطنة عمان ودولة قطر مع وجود اهتمام من دول اخرى لتسويقه في اراضيها لا سيما وانه يمس امن المواطن والمنشآت على حد سواء.
كما تشارك الكويت في منصة مكتب براءة الاختراعات لدول مجلس التعاون الخليجي باختراع الدكتور المهندس مشاري المطيري لكيفية معالجة التربة الملوثة بالنفط وتنقيتها تماما من المخلفات السامة.
وأوضح المطيري ل(كونا) ان فكرة هذا الاختراع جاءت نتيجة تفكيره الطويل في المساحات الكبيرة من التربة الملوثة بالنفط في دولة الكويت اثر الغزو العراقي والتي تصل الى 93 كيلومترا مربعا ولم يتم التعامل معها بشكل يضمن تخلصها من النفايات النفطية بشكل كامل.
وقال ان هذه المشكلة ظلت تؤرقه ايضا اثناء تواجده في بريطانيا لاتمام درجة الدكتوراه في الهندسة البيئية الى ان صادفته الآية القرآنية (وجعلنا من الماء كل شيء حي) فألهمته ان يبدأ البحث عن منظف جديد للتربة الملوثة نفطيا باستعمال الماء بدلا من الكيماويات العضوية وغير العضوية الاخرى السائدة.
واضاف المطيري انه واصل ابحاثه حول كيفية تطويع الماء لتنظيف البيئة الى ان توصل الى هذا الاختراع الذي حظي باعتماد رسمي من شركة نفط الكويت وحصوله على الجائزة الذهبية كأفضل مشروع بيئي في دولة الكويت لعام 2016 كما حظي مشروع المطيري للدكتوراه حول الموضوع ذاته على رابع أفضل بحث بيئي على مستوى اوروبا لعام 2017.
وأوضح ان هذه التقنية لا تصلح للبيئة الكويتية فقط بل لمختلف انواع التربة التي اصابها التلوث النفطي وهي ايضا الاكثر صديقة للبيئة لأنها تتلاقى تماما استخدام كيماويات أخرى.
وبدأت فعاليات معرض جنيف الدول للاختراعات امس الأربعاء وتختتم الاحد المقبل بحضور 822 مخترعا من 40 بلدا يتنافسون على جوائز المعرض بألف اختراع تتناول مختلف جوانب الحياة.