يتنقل مهرجان جمعية الكمنجاتي الثالث (رحلة الروح) بين مدن وبلدات فلسطينية حاملا شعار (رحلة موسيقية من خلال ثقافات وتقاليد العالم .. من أرض فلسطين إلى قلبها القدس) بهدف القاء الضوء عن التنوع الثقافي في فلسطين.
واستقطبت انطلاقة المهرجان من المواقع الأثرية في قرية دير غسانة غرب رام الله في الخامس من شهر ابريل الجاري جمهورا متنوعا من بلدات قريبة لم يكن على معرفة بما تكتنزه القرية من أبنية وأثار ومقامات دينية وكهوف.
وستحط (رحلة الروح) التي تستمر حتى ال 22 من الشهر الجاري في مرحلتها الثانية بعد رام الله وقرية دير غسانة في مدينة القدس (قلب فلسطين) وتمر على بيت لحم ومن ثم إلى أريحا وتصل الخليل عبر غزة رافضة العوائق وعاقدة العزم على الوصول إلى الكل الفلسطيني "تأخذ الموسيقى من العالم نحو فلسطين ومن فلسطين نحو العالم" كما جاء في بيان المهرجان.
ويقول مؤسس الكمنجاتي ورئيس مجلس إدارتها رمزي أبو رضوان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان "فكرة المهرجان تسلط الضوء على جمال العمارة الفلسطينية واعطاء فرصة للناس الذين يعيشون في القرى ليشاهدوا ثقافات العالم ".
ويضيف ابو رضوان قبيل بدء الأمسية في قرية دير غسانة انه عادة ما تكون الثقافة محصورة في المدن ومراكزها وأهالي القرى محرومون من نشاطات نوعية ودولية.
وأشار ابو رضوان إلى (الحوش) الذي يتوسط مبان قديمة أعيد ترميمها قبل سنوات أثناء الاستعدادات لاقامة عرض لفرقتي (ديوان الصوفية) التي اسسها ابو رضوان و (احباب المصطفى) للانشاد الديني والصوفي من نابلس قائلا "قبل أيام كان هذا المكان ساحة للقطط لكن اليوم نحييه بالموسيقى".
وتابع ان "الكمنجاتي تسعى للمزج بين المكان والإنسان وتسلط الضوء على هذه الأماكن التراثية لتشجع السياحة الداخلية والثقافية بحيث يأتي أهل المدينة إلى القرية".
وتحدث ابو رضوان عن المواسم الدينية التي كانت في فلسطين ولم تعد الآن ولا يعرفها الجيل الجديد مثل (موسم النبي صالح) و (موسم النبي موسى) مبينا أن دير غسانة فيها الكثير من المقامات الدينية ومسار مواسم صوفية.
وقال "هذا احياء للحالة الصوفية ونريد أن نعيد عاداتنا وتقاليدنا لأن الاحتلال اغلق البلد واختفت عادات المواسم الدينية خاصة تلك التي كان يتجمع فيها الناس من عدة مدن فلسطينية في ساحة المسجد الأقصى وهم يحملون البيارق ويسيرون باتجاه مقام النبي موسى بين القدس وأريحا".
وشدد ابو رضوان على أن البرنامج حافل هذا العام ويركز على تبادل الثقافات وعلى الموسيقى الروحانية والتقليدية موضحا أن حضور الفعاليات بشكل مجاني.
وعن اقامة المهرجان في قرية دير غسانة قالت وطن البرغوثي وهي من اهل القرية في تصريح مماثل ل (كونا) ان المهرجان "بطابعه العام يزيد الوعي بالتراث الفلسطيني ويحيي الأماكن التاريخية في فلسطين ".
واضافت البرغوثي "نحن هنا في دير غسانة لدينا أماكن تاريخية كثيرة زارها الناس خلال يومي المهرجان".
وتستضيف (جمعية الكمنجاتي) التي أسسها عازف الكمان وقائد الأوركسترا أبو رضوان في عام 2002 في مهرجانها الثالث هذا العام أكثر من مئة فنان من الموسيقيين من تونس والعراق وتركيا وأذربيجان وأرمينا والصين واسبانيا واليونان وفرق موسيقية منها فلسطينية اضافة إلى تنظيم نشاطات خاصة بالأطفال.
وجاء في بيان الجمعية ان "التشارك الفلسطيني الأوروبي يظهر في هذا الموسم من المهرجان من خلال مشاركة فنانين وتقنين من أوروبا يعملون سويا مع الفلسطينيين لإبراز التنوع الثقافي وقيم التعددية والتسامح".
وأوضح "أن المهرجان يسعى إلى اعطاء الأولوية للموارد والأدوات المحلية بهدف تعزيز وتمكين عجلة الاقتصاد المحلي وتسليط الضوء على الحرف اليدوية الفلسطينية مثل الحرف اليدوية في الخليل التي نالت لقب مدينة الحرف العالمية عام 2016 من قبل مجلس الحرف العالمي".
وكان وزير الثقافة الفلسطيني ايهاب بسيسو قد وصف في كلمة له في حفل الافتتاح في (قصر رام الله الثقافي) ان المهرجان "يمثل حدثا ثقافيا مميزا لجهة الانتصار لحقوقنا الثقافية رغم التحديات والضغوط التي يفرضها الاحتلال على ثقافتنا وعلى الفعل الثقافي الفلسطيني".
وأضاف بسيسو أن "البعد الصوفي لمهرجان الكمنجاتي يجسد حالة من التقاء الحضارات والتقاء المرجعيات الروحانية على اختلافها وتعددها في سياق حدث ثقافي بنكهة عالمية على أرض فلسطين".
"وبين أن المهرجان يحمل رسالة تحد لسياسات الاحتلال وأخرى تؤكد أن فلسطين قادرة على مد جسور التواصل مع ثقافات العالم.
وأشار بسيسو إلى سياسات الاحتلال التي تبدأ من الصعوبة المتعلقة باستصدار التصاريح والتي تحول دون مشاركة الكثير من المثقفين والمثقفات والفرق المسرحية والفنية وغيرها في المهرجانات والفعاليات الفلسطينية اضافة الى مضايقات الاحتلال للمؤسسات الثقافية والمثقفين لاسيما في القدس.