- خادم الحرمين الشريفين: الأمن القومي العربي منظومة متكاملة لا تقبل التجزئة
أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ضرورة بذل جهود مضاعفة لحل الخلافات التي تعصف بالعالم العربي وشدد سموه في كلمة ألقاها في الدورة الـ 29 لمؤتمر القمة العربية التي عقدت أمس في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية أن هذه الخلافات «تمثل تحديا لنا جميعا يضعف من تماسكنا وقدرتنا على مواجهة التحديات والمخاطر المتصاعدة التي نتعرض لها وتتيح المجال واسعا لكل من يتربص بنا ويريد السوء لأمتنا».
وقال سموه : انعقاد قمتنا العربية المباركة بقيادة السعودية ويترأسها أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بما عرف عنه من بعد نظر وإرادة صلبة وحرص على المصالح العليا لأمتنا العربية ، وفي إطار الحرص على استمرار دوريتها يعد أملا وبادرة انفراج تنعش آمال أبناء أمتنا العربية.
في الخروج من حالة اليأس إلى حالة من الأمل والتفاؤل بأن تطلعاتهم هدف يمكن أن يتحقق وعليه فإننا مطالبون بأن نبذل جهودا مضاعفة لحل الخلافات التي تعصف بعالمنا العربي والتي تمثل تحديا لنا جميعا يضعف من تماسكنا وقدرتنا على مواجهة التحديات والمخاطر المتصاعدة التي نتعرض لها وتتيح المجال واسعا لكل من يتربص بنا ويريد السوء لأمتنا».
وقال «لقد تبوأت بلادي الكويت في مطلع هذا العام وبدعم من أشقائها وأصدقائها عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن وسنعمل خلال هذه العضوية إلى السعي وبكل جهد بالتعاون معكم للدفاع عن القضايا العربية لتحظى بأولويتها والاهتمام بها وسنسعى مع الأشقاء والأصدقاء إلى تفعيل دور مجلس الأمن في حل هذه القضايا والتخفيف من آثارها التي عانينا منها لعقود طويلة ولعلكم تابعتم جهود بلادي في الوصول إلى القرار 2401 الذي تبناه مجلس الأمن وبالإجماع لمعالجة التطورات الأخيرة في منطقة الغوطة الشرقية والذي وللأسف حالت التطورات الأخيرة والمتصاعدة في سورية الشقيقة دون تنفيذه وتحقيق الأهداف المرجوة من إصداره».
وأشار إلى «إنكم تتابعون تطورات الأوضاع في سورية الشقيقة والتصعيد الذي تشهده منذ ثمانية أعوام والتي أدت إلى كارثة إنسانية فالأنباء التي تتوارد من هناك حول المزيد من القتلى والجرحى والمشردين أصبحت تدمي القلوب وتكشف عن عجز المجتمع الدولي الذي وبكل أسف يتعامل بمعايير مزدوجة فهذا المجتمع يندد ويستنكر وقد يتخذ بعض الإجراءات لانفجار يحدث هنا أو هناك ويكون ضحيته شخص أو شخصان ولكنه يقف في نفس الوقت عاجزا عن الإدانة والاستنكار واتخاذ الإجراءات أمام مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين في سوريا الشقيقة وإزاء ذلك فإن الكويت لم تتردد ولن تتردد عن الوفاء بالتزاماتها الإنسانية لمساعدة الأشقاء والتخفيف عليهم من آثار أوضاعهم الإنسانية التي يعيشونها».
وحول التطورات الأخيرة والخطيرة المتعلقة بالأوضاع في سورية، قال سموه «لقد تابعنا باهتمام وقلق بالغيين التصعيد المتمثل بالضربات الجوية التي جاءت نتيجة استخدام السلطات السورية للسلاح الكيماوي مؤكدين بأن هذه التطورات أتت نتيجة عجز المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن عن الوصول إلى حل سياسي للصراع الدائر في سوريا متطلعين إلى تجاوز المجلس خلافات أعضاءه وإظهار وحدة مواقفهم للوفاء بمسؤولياتهم التاريخية في حفظ الأمن والسلم الدوليين».
وحول الوضع في العراق «نكرر التهنئة للأشقاء على تحرير كامل أراضيهم من قبضة ما يسمى بتنظيم داعش ونسعد للعمل معهم في إعادة بناء وطنهم عبر تنظيم مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق والذي حقق نجاحا مشهودا وكان لمشاركتكم دورا فاعلا في تحقيق هذا النجاح المنشود بمشاركة دولية واسعة متمنين كل النجاح للانتخابات النيابية التي ستجرى الشهر القادم وأن تعكس نتائجها تمثيل كافة مكونات الشعب العراقي حفاظا على وحدته وتماسكه متمنين للبلد الشقيق الاستقرار والازدهار».
وقال «نعرب عن إدانتنا واستنكارنا للهجمات الصاروخية المتكررة على المملكة العربية السعودية وأن أشيد بجهود دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لدعم الشرعية والدور الإنساني الرائد لدول التحالف لمعالجة الأوضاع الإنسانية الصعبة في اليمن الشقيق.
وأضاف «نشعر بأسى بالغ لقرار الإدارة الأميركية نقل سفارتها إلى القدس في مخالفة لقرارات الشرعية الدولية وأدعو من هذا المنبر إلى أن تراجع الإدارة الأميركية قرارها وتمارس دورها كراعية لهذه المسيرة عبر إيجاد الطرق لتحريكها وضمان نجاحها والتزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية».
وأوضح «إن ما قامت وتقوم به إسرائيل من قمع لتفريق أشقائنا الفلسطينيين في غزة الذين يمارسون حقهم في التعبير السلمي والذي أدى إلى استشهاد العشرات منهم وإصابة الآلاف يدعو المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن للقيام بمسؤولياته لحماية المواطنين الفلسطينيين في غزة ووقف هذا العدوان الإسرائيلي الآثم».
وقال «نأمل أن تنجح الجهود والمساعي الإقليمية والدولية لإعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، ذلك البلد الشقيق».
وأضاف «رغم ما حققنا جميعا كحلفاء مع المجتمع الدولي في مواجهة ظاهرة الإرهاب إلا أنها تظل تحديا نعايشه ويتطلب مضاعفة الجهود لوأده وتخليص البشرية والعالم من شروره».
أما بالنسبة للعلاقة مع إيران، فقال سموه «نؤكد مجددا ضرورة التزامها بمبادئ القانون الدولي المنظمة للعلاقات بين الدول من حسن جوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول ليتحقق الأمن والاستقرار والازدهار لأبناء دول المنطقة».
وافتتح خادم الحرمين «قمة الظهران» بقوله : إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك.. ونستنكر قرار الإدارة الأميركية نقل سفارتها إلى القدس.
وأضاف: نجدد التأكيد على خطورة السلوك الإيراني في المنطقة ، مبينا أن الأمن القومي العربي منظومة كاملة لا تقبل التجزئة.
وانطلقت القمة بتأكيد للعاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين على الحق الأبدي للفلسطينيين والعرب والمسلمين في القدس.
وبارك خلال تسليمه رئاسة القمة العربية للملك سلمان بن عبدالعزيز للعراقيين انتصارهم على داعش، مشيرا إلى دعم كل الجهود للحؤول دون التصعيد في سورية.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس «إن الولايات المتحدة خرقت القانون الدولي وتسببت في «انتكاسة كبرى»، مشيرا إلى التأكيد على اعتبارها طرفا في الصراع وليست وسيطة لحله».
عباس: نتطلع لعقد القمة العربية في القدس في وقت قريب و نجدد الدعوة لكل العرب لزيارة القدس وهذا ليس تطبيعا مع إسرائيل وقال : دعونا إلى مؤتمر دولي لتحصل فلسطين على عضوية أممية كاملة.
وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط إن التهديدات الكبرى التي تواجهنا تتساوى في أهميتها وتتطابق في خطورتها.. والتحديات الحالية تدعونا لحوار حول أولويات الأمن القومي العربي.
وأضاف أبو الغيط: التدخلات الإيرانية في منطقتنا لا تستهدف الخير للعرب، ولقد دعمت «عصابات مارقة» في اليمن لتهديد أمن السعودية.
و أعلن أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين أن المنظمة تسعى لعقد مؤتمر مكة 2 لدعم العراق، مشيرا إلى أنها تشارك العرب طموحاتهم وآلامهم.
بدورها قالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني «ينبغي محاسبة المسؤولين عن الهجمات الكيماوية في سورية».
وأضافت «من واجب الأوروبيين والعرب التنسيق من أجل سلام الشرق الأوسط».
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي «إن مصر طرحت مبادرات عدة لبناء استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي»، مشيرا إلى الحاجة الملحة إليها.
وأضاف السيسي «إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية مواجهة مخططات مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني».
وقال العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى إن «رئاسة السعودية للقمة ستعود بالخير على تعزيز الأمن القومي العربي».
واضاف «متمسكون بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».