في أعماق المنطقة الجبلية بمدينة غريان الليبية، يسعى أصحاب ما تبقى من الأحواش أو البيوت غير التقليدية، المحفورة في كهوف، لجذب زائرين لها من الليبيين والأجانب.
وحُفرت هذه البيوت القديمة في جوانب الجبال، ويرجع تاريخ بعضها لنحو 400 سنة مضت منذ القرن السابع عشر.
وصُممت لتحافظ على الحرارة بين 12-23 درجة مئوية طوال العام، حيث تجعل سكانها لا يعانون قيظ الصيف، حيث تصل درجة الحرارة إلى 50درجة مئوية، ولا زمهرير الشتاء الذي تهبط فيه درجة الحرارة إلى ما دون الصفر.
وقال العربي بلحاج حفيد المالك الأول للبيت "طبعا الحوش (المنزل) هذا حوش عمر بلحاج.. طبعا عمر بلحاج حفر هذا المنزل عام1666م، طبعا عمر المنزل 352 سنة. طبعا سكن في الحوش هذا عمر بلحاج وأولاده وأحفاده وأحفاد أحفاده لها اللحظة".
وفيما يتعلق بكيفية حفر هذه البيوت أو الأحواش قال العربي بلحاج لتلفزيون رويترز "تحفر في حياش (منازل) الحفر تكون خمسة أو ستة، المجموعة يعني، طبعا الشغل متواصل كل يوم حتى ينتهوا. "
ومن بين هذه الأحواش (البيوت) التي لا تزال قائمة حوش عُمر بلحاج. وبلغ عدد تلك الكهوف أو البيوت ذات يوم 4000 لكن معظمها دُمر نتيجة للتغيرات المناخية أو الإهمال أو نزوح ساكنيه داخل ليبيا.
وغادرت آخر عائلة من أحفاد عمر بلحاج كهفه في 1990 لكن العربي بلحاج جدده في الآونة الأخيرة ليجذب زوارا للاسترخاء فيه في عطلة نهاية الأسبوع.
ويقول العربي بلحاج إن معظم عملائه من الليبيين وبعض الأجانب المقيمين في ليبيا للعمل كأطباء أو ممرضين.
ويوضح العربي بلحاج أنه يفتح بيته لمن يريدون تجربة الحياة الليبية القديمة الهادئة بعيدا عن صخب المدينة، مشيرا إلى أن ضعف الإقبال دفعه لإغلاق الحوش لأيام والاكتفاء بتأجيره في العطلة الأسبوعية.
وحرصا على معرفة المزيد عن مساكن الأسلاف قال بلحاج إن عائلات من طرابلس وبنغازي في الشرق وكذلك مدن أخرى تزور المنطقة في عطلة نهاية الأسبوع. ويلتقط كثيرون ممن يرون هذه المساكن للمرة الأولى الصور بين الأبسطة التقليدية والملابس والقدور.
كما يلفت انتباههم أحذية قديمة معلقة على الحوائط البيضاء داخل الباحة المزينة بنباتات في قدور والتي يمكن الوصول إليها عبر نفق في الجبل.
وعلى الرغم من عدم تحقيق مشروعه الثمار المرجوة حتى الآن فإنا لعربي بلحاج متفائل بشأن عودة السياحة وانتعاش مشروعه في المستقبل.
ويضم كل حوش من هذه الكهوف ثماني غرف وثلاثة مطابخ.