قال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك امس الثلاثاء إنه لا يتوقع تدهور العلاقات بين بلاده والمملكة العربية السعودية وهما أكبر منتجين للنفط في العالم جراء الصراع في سوريا.
وبدأت روسيا شن غارات في سوريا الأسبوع الماضي ضد ما تقول إنها أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وهو تأكيد تختلف معها بشأنه الولايات المتحدة وبعض الجماعات المعارضة المسلحة إذ يقولون إن الضربات الجوية يتم توجيهها بشكل أساسي لأهداف أخرى من بينها جماعة معارضة تدعمها واشنطن استهدفتها احدى الغارات.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يرى أن هناك احتمالا لتدهور العلاقات بين روسيا والمملكة التي تصر على أنه يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد التنحي قال نوفاك «لا.»
وأغلقت أسعار النفط الخام مرتفعة أكثر من اثنين بالمئة مدعومة بموجة صعود في عقود البنزين الأميركية واستعداد روسيا للاجتماع بمنتجي النفط الآخرين للتباحث بشأن السوق.
واستمد النفط والسلع الأولية الأخرى دعما إضافيا من ارتفاع أسعار الأسهم الأميركية. وتحدد سعر التسوية لخام القياس العالمي برنت عند 49.25 دولار للبرميل بارتفاع 1.12 دولار وبما يعادل 2.3 بالمئة.
وتقدم خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 72 سنتا أو 1.6 بالمئة ليغلق عند 46.26 دولار. وصعد البنزين نحو ثلاثة بالمئة مما رفع أسعار الخام وأنواع الوقود الأخرى.
وقال بيت دونوفان السمسار لدى لكويدتي إنرجي في نيويورك «منتجات الوقود تقود الطريق اليوم لكن يبدو أيضا أنها تستمد قوتها من الشهية للمخاطرة بفضل موجة صعود الأسهم.»
وقالت روسيا التي تعد من أكبر ثلاثة منتجين للنفط في العالم إنها مستعدة للاجتماع بمنتجي الخام من أوبك وخارجها للتباحث بشأن السوق في حالة الدعوة للقاء من هذا القبيل. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن اجتماعا منفصلا بين المسؤولين الروس والسعوديين مقرر له نهاية أكتوبر تشرين الأول.
ورغم تلك المؤشرات التي تنبئ بارتفاع الأسعار يحذر بعض المحللين من تجدد الضغوط على النفط من بيانات الحكومة الأميركية هذا الأسبوع التي قد تظهر زيادات جديدة في مخزونات الخام.
ومن المتوقع بحسب استطلاع أجرته رويترز يوم الإثنين أن تكون مخزونات الخام الأميركية قد ارتفعت الأسبوع الماضي للأسبوع الثاني على التوالي حيث تشير التكهنات إلى زيادة 1.8 مليون برميل في المتوسط للأسبوع المنتهي في الثاني من أكتوبر تشرين الأول.
كانت إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي تعلن بيانات المخزونات الأسبوعية الرسمية قالت في تقريرها الأخير إن المخزونات ارتفعت نحو أربعة ملايين برميل في الأسبوع المنتهي 25 سبتمبر أيلول.
وكان قد سجل إنتاج روسيا من النفط رقما قياسيا جديدا منذ الحقبة السوفيتية، بعدما بلغ الشهر الماضي 10.74 مليون برميل يوميا، مرتفعا بذلك بنسبة 0.4 بالمئة عن إنتاج شهر أغسطس الماضي.
وارتفع إنتاج روسيا من النفط الى مستويات غير مسبوقة في شهر مارس الماضي، حيث بلغ 10.71 مليون برميل يوميا.
ويرى أحد محللي أسواق الطاقة في مصرف «دويتشه بنك» أن أسعار النفط المتدنية لم تؤثر على خطط إنتاج النفط في روسيا.
وارتفعت أرباح شركات الطاقة الروسية المقومة بالعملة الوطنية بعد تراجع الروبل الروسي مقابل الدولار نهاية العام الماضي، وذلك لقيام هذه الشركات بتصدير مشتقات الطاقة كالنفط والغاز إلى خارج البلاد وببيعها بالدولار مقابل سدادها لأكثر التكاليف بالروبل، ما عزز القدرة التنافسية للشركات المصدرة في البلاد.
وأعلنت شركة النفط الروسية «غازبروم نفط» الذراع النفطي لعملاق الغاز الروسي «غازبروم» في وقت سابق عن زيادة في صافي أرباحها في الربع الثاني من العام الحالي بلغت 47 بالمئة، مقابل زيادة إنتاجها بنسبة 25 بالمئة
كما أن ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا «لوك أويل» عزز إنتاجه في النصف الأول من العام الحالي عبر تقليص الإنفاق حيث أن تراجع الروبل مقابل الدولار أدى إلى خفض التكاليف. وكشفت «لوك أويل» عن أنها قامت بخفض نفقات رأس المال بنسبة 31 بالمئة بفضل تراجع قيمة الروبل.
بينما يكافح لاعبون عالميون آخرون كمجموعة «بي بي» و شركة «شيل» في ظل أسعار النفط المتدنية والتي تراجعت بنحو 60 بالمئة منذ شهر يونيو 2014، ما أدى إلى هبوط أرباحهم ودفع الشركات لتسريح كوادرها وتقليص الإنفاق.