حذرت الامم المتحدة الثلاثاء من كارثة انسانية جديدة في سوريا في ادلب خلال مؤتمر للجهات المانحة في بروكسل لصالح خمسة ملايين لاجئ سوري يقيمون في دول مجاورة و6,1 ملايين نازح داخل البلاد، بينهم 250 الفا محاصرون في مناطق نزاع.
وقال مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا في مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني "نحن كنا ولا نزال قلقين ازاء الجانب الانساني في ادلب، لانها التحدي الكبير الجديد مع 2,5 مليون شخص".
واضاف "بالطبع لن تصدقوا ان جميعهم ارهابيين، ففيهم النساء والاطفال والمدنيين (...) لذا، نأمل أن تكون هذه مناسبة لضمان ان لا تتحول ادلب الى حلب جديدة او الغوطة الشرقية الجديدة لان الابعاد مختلفة هنا تماماً".
وقد تواجه ادلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، نفس مصير حلب التي سيطر عليها النظام في هجوم بدعم من روسيا اواخر 2016، والغوطة الشرقية التي استعادها مطلع نيسان/ابريل الحالي.
وهدف مؤتمر بروكسل الذي بدأ اعماله الثلاثاء جمع الاموال وايضا تشجيع تحريك مفاوضات جنيف برعاية الامم المتحدة، التي لم تفض حتى الان الى نتيجة.
ودعت موغيريني ودي ميستورا روسيا وايران وتركيا الى بذل مزيد من الجهود للتوصل الى وقف لاطلاق النار في سوريا.
وقالت موغيريني "الرسالة الرئيسية هي أن سوريا ليست رقعة شطرنج، وليست لعبة جيوسياسية".
- فشل سياسي -
في وقت سابق قال المفوض الاعلى للاجئين فيليبو غراندي لدى افتتاح المؤتمر "نشهد احد اكبر فشل سياسي في القرن ال21".
وصرح مارك لوكوك رئيس مكتب الامم المتحدة لتنسيق المساعدات الانسانية "بالموارد التي يمكن ان نتوقع الحصول عليها هذا العام لا يمكننا حتى تلبية كل الاحتياجات الملحة".
ويأمل المنظمون جمع تسعة مليارات دولار (7,3 مليار يورو). وقال لوكوك ان مبلغ 3,5 مليار دولار (2,8 مليار يورو) ضرورية للمساعدة الانسانية في سوريا و5,6 مليار دولار (4,5 مليار يورو) لدعم اللاجئين في دول الجوار.
وقال مسؤولون اوروبيون في بروكسل "ان الوعود بتقديم هبات دليل على الالتزام الدولي".
وتابعوا "لكننا نلاحظ بعض الفتور وسوريا ليست البلد الوحيد الذي من الضروري تقديم مساعدة انسانية له".
ويقول الاتحاد الاوروبي ان هناك 6,1 ملايين نازح داخل سوريا بينما فر أكثر من خمسة ملايين آخرين من المعارك ويحتاج نحو 13 مليون شخص الى مساعدات.
ويشارك نحو 85 وفدا في الاجتماع لكن الانظار ستتجه الى ممثلي روسيا وايران الداعمتين للنظام السوري الغائب عن المؤتمر على غرار المعارضة.
والاربعاء سيشارك وزراء في الاجتماع وسيمثل الاتحاد الاوروبي ب12 وزيرا للخارجية وستة وزراء مكلفين التنمية وخمسة وزراء دولة.
وهو سابع مؤتمر سنوي حول مستقبل سوريا تشارك فيه دول مانحة ومنظمات انسانية غير حكومية ووكالات للامم المتحدة.
والنزاع الذي اندلع عام 2011 بتظاهرات قمعها النظام اوقع اكثر من 350 الف قتيل وادى الى تهجير ملايين الاشخاص.