اوقف رجل الاعمال الفرنسي الكبير فانسان بولوريه وكوادر من المجموعة التي تحمل اسمه قيد التحقيق الثلاثاء في اطار شبهات بالفساد سمحت لاحد الفروع بالحصول على امتيازين في غرب افريقيا.
وقالت مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس ان الملياردير البالغ من العمر 66 عاما ادلى بافادته في مقر شرطة مكافحة الفساد في ضاحية باريس، مؤكدة بذلك نبأ نشرته صحيفة لوموند.
ويحاول قضاة تحقيق معرفة ما اذا كانت مجموعة بولوريه قدمت نصائح الى قادة افارقة عبر فرعها المتخصص بالاعلانات هافاس للحصول على ادارة مرفأي لومي في توغو وكوناكري في غينيا، عبر فرع ثالث لها يحمل اسم "بولوريه افريكا لوجيستيكس" وكان في السابق "اس دي في افريك".
وقال مصدر قضائي ان جيل اليكس المدير العام لمجموعة بولوريه وجان فيليب دوران مسؤول الشؤون الدولية في مجموعة الاعلانات هافاس اوقفا ايضا قيد التحقيق.
وفي بيان نشر قبيل ظهر الثلاثاء، نفت مجموعة بولوريه "رسميا" ان تكون ارتكبت أي مخالفة في نشاطاتها في افريقيا. وقالت في بيان ان "مجموعة بولوريه تنفي رسميا ان يكون فرعها في افريقيا حينذاك +اس دي في افريك+ قد ارتكب مخالفات".
واضافت ان "محاولة الربط التي يقوم بها البعض بين الحصول على هذين الامتيازين وعمليات الاتصال لا اساس لها من الصحة وتشير الى جهل كبير في هذا القطاع الصناعي".
ودفع الاعلان عن هذه الاجراءات اسعار اسهم بولوريه في بورصة باريس الى الانخفاض. وقد تراجع ثمانية بالمئة ظهرا في سوق سادها التوازن عمليا الثلاثاء.
وفي صلب التحقيق الذي يجري بعد شكوى من شريك فرنسي اسباني سابق لبولوريه يدعى جاك دوبويدوبي، استشارات قدمتها في 2010 مجموعة هافاس في الحملتين الانتخابيتين اللتين انتهتا بفوز الفا كوندي في غينيا وفور غناسينغبي في توغو في انتخابات الرئاسة.
وقد لجأ الاثنان الى الخدمات الاستشارية لهافاس التي يديرها دوران.
- "الاولوية للاصدقاء" -
قالت مجموعة بولوريه في بيانها انها "حصلت على الامتيازات في توغو في 2001 اي قبل دخول مجموعة هافاس، وفي غينيا في 2011 بعد فشل الشركة الاولى (كانت بولوريه في المرتبة الثانية في طلب استدراج العروض)، وهذا حصل قبل انتخاب الرئيس".
وكان الرئيس الغيني الفا كوندي صرح لصحيفة لوموند في 2016 بشأن هذا الملف ان "بولوريه كانت تحقق كل شروط استدراج العروض. انها صديق واعطي الاولوية للاصدقاء. ما الخطأ في ذلك؟".
وكانت عملية دهم جرت في نيسان/ابريل 2016 في برج بولوريه في بوتو بالقرب من باريس حيث مقرّ فرع "بولوريه افريكا لوجيستيكس"، ومكاتب فانسان بولوريه نفسه.
وكان تحقيق حول علاقات رئيس مجموعة اخرى دفع المحققين الى التدقيق في نشاطات فانسان بولوريه في افريقيا. ويستهدف هذا التحقيق علاقات فرنسيس بيريز رئيس مجموعة "بيفاكو" المتخصصة في مجال الفنادق والألعاب والمنتشرة جدا في افريقيا.
وكان لبيريز علاقات مع جان- فيليب دوران.
في توغو، يتهم جاك دوبويدوبي، الشريك السابق لفانسان بولوريه رئاسة توغو بانها افسدت من قبل المجموعة الفرنسية.
وفي نزاعه القضائي مع بولوريه، حكم عليه في اسبانيا بالسجن ثلاث سنوات وتسعة اشهر بعد ادانته "بالاستيلاء على موجودات" لمجموعة بولوريه.
ويفترض ان تعلن محكمة الاستئناف في باريس في 16 ايار/مايو حكمها في طلب تسليمه الى مدريد.
اما في غينيا، فقد خسرت "بولوريه" اولا المعركة امام المحكمة في مواجهة صاحبة الامتياز الاولى وهي مجموعة "نيكوترانس". وحكم على بولوريه في 2013 بدفع اكثر من مليوني يورو لها.
لكن في حزيران/يونيو 2017، وضعت "نيكوترانس" المتخصصة بالمسائل اللوجستية في افريقيا، تحت المراقبة القضائية وقامت مجموعة بولوريه بعيد ذلك بشرائها.