أكد وزير التجارة والصناعة خالد الروضان أن الاقتصاد القوي لأي دولة يجب أن يقوم على ركائز قوية تتقدمها الصناعة التي من شأنها تعزيز الاقتصاد الوطني.
وقال الروضان في كلمة بافتتاح الدورة ال25 للجمعية العامة للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين التي انطلقت اليوم الخميس بدولة الكويت إن الأمة التي تملك مصانع تنتج احتياجاتها الأساسية كالغذاء والدواء تكون أكثر قدرة على مواجهة الضغوط.
وأضاف أن الاستثمار في قطاع الصناعة في المرحلة الحالية يعد بمثابة استثمار في المستقبل موضحا أن العالم مقبل على تحديات صناعية كبيرة ووطنا العربي ليس استثناء. وبين أنه قبل الشروع بتفنيد هذه التحديات ورسم الاستراتيجيات ووضع الخطط يجب أن الوقوف على حقيقة "أننا متأخرون عن ركب الدول صناعيا وبحاجة إلى تقييم المسافة الحقيقية بيننا وبين المجتمع الصناعي العالمي فلنبدأ بواقعية من حيث نقف فعلا إلى حيث نأمل ونتطلع".
وأكد الروضان الذي يرأس الدورة ال25 للجمعية العامة للمنظمة العربية للتنمية الصناعية على ضرورة إشراك وتشجيع الشباب على إدارة المشاريع واقتحام عالم الصناعة لتعزيز متانة الاقتصاد الصناعي "فهم من سيحملنا للمستقبل".
وشدد على ضرورة دعم الطبقة المتوسطة وتشجيعها على العمل في القطاع الصناعي وتقديم كافة التسهيلات لها لأنها تمثل الشريحة الأعرض في الوطن العربي وهي الأكثر تأثرا بتحولات دولها.
وأفاد بأن الإرادة والعزيمة من الأدوات الحتمية والعوامل والمرتكزات الرئيسية التي تقف بشكل مباشر وراء النجاح لافتا إلى أنه "لا ينقصنا الطموح ولا الموارد البشرية الماهرة والذكية ولا حتى القدرات المالية والأدوات التمويلية التي يقوم عليها أي مشروع".
وبين أن تنمية القطاع الصناعي في الوطن العربي تتطلب دعم وتضافر جهود جميع الجهات المعنية بالقطاع وعلى رأسها الحكومات العربية التي لا تدخر جهدا في توفير المناخ الملائم للنهوض بالصناعة كإحدى ركائز التنمية وكذلك المنظمات العربية والعالمية التي تسهم بشكل فعال في تنسيق العمل الدولي.
وفيما يتعلق بالمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين أفاد الروضان بأنها حققت منذ إنشائها نجاحات عديدة واستطاعت أن تصبح أكبر تجمع صناعي عربي تأكيدا للدعم الذي يحظى به القطاع الصناعي العربي من قبل جميع الجهات العربية الحكومية والأهلية.
وذكر أن المنظمة حافظت على التنسيق المشترك بين الدول العربية والتعاون المثمر فيما بينها بفضل الجهود التي يبذلها القائمون على المنظمة ورغبة الدول العربية وشعوبها في التنمية والتي وضعت على سلم أولوياتها القطاع الصناعي.
من جهته قال وزير الصناعة السوداني رئيس الدورة ال24 للجمعية العامة للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين الدكتور موسى كرامة في كلمة مماثلة إن أهم انجازات المنظمة خلال الفترة الماضية هو حصول الجهاز العربي للإعتماد على الاعتراف الدولي ن قبل المنتدى الدولي للاعتماد (أي أر أي سي).
وأضاف كرامة أن المنظمة نجحت في انجاز عدة مشاريع منها البوابة الجيولوجية والمعدنية للدول العربية والأطلس الصناعي والبرناج العربي لربط مؤسسات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بقطاع الصناعة فضلا عن مشروع سلامة الغذاء وعملها على إدماج اهداف التنمية المستدامة 2030 ضمن برامجها وسياستها الخاصة بالتنمية الصناعية.
وأعرب عن شكره لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على حرص سموه الدائم والصادق بالنهوض بالعمل العربي المشترك ودعم ورعاية مؤسساته واستضافة دولة الكويت لاجتماعات الجمعية العربية للمنظمة وتوفير كافة مستلزمات نجاحها.
من جانبه قال المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين عادل الصقر في كلمة مماثلة إن جدول أعمال هذه الدورة يتضمن موضوعات كثيرة وهامة تتصل بحاضر ومستقبل المنظمة وتطوير أدائها.
وأضاف الصقر أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن مناقشة مشروع برنامج عمل وموازنة المنظمة للعامين (2019-2020) والذي أعد وفقا للتطورات الإقليمية والدولية واحتياجات الدول العربية.
وأكد حرص المنظمة على تنفيذ البرامج والفعاليات التي تحقق أهداف استراتيجية عملها وخارطة الطريق فضلا عن زيادة التركيز والتخطيط على أساس ومبادئ الإدارة القائمة على النتائج القابلة للقياس والاستجابة لطلبات الدول الأعضاء وحسن استخدام الإمكانات المادية والفنية.
بدوره قال مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية المستشار أول محمد عبدالقادر في كلمته إن (الجامعة العربية) تعمل على تقديم الدعم للصناعات العربية وتنمية صادراتها والتكامل والتنسيق بين الدول العربية في إطار استراتيجيتها للتنمية الصناعية المعتمدة من القمة العربية عام 2005.
وأوضح ان المنطقة العربية تشهد تطورات ومستجدات غير مسبوقة مما سيترتب عليها تحديات كبيرة اقتصادية واجتماعية وسياسية تستجوب على مؤسسات العمل العربي التفاعل معها وتطوير أنشطتها وأهدافها لمواكبتها.
ووقعت المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين على هامش الاجتماع اتفاقيتي تعاون مع هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك).
يذكر أن المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين تعمل على تهيئة المتطلبات الأساسية لدفع التنمية بين الدول العربية وتحقيق التنسيق والتكامل والارتقاء بمستوى الجودة في الصناعات العربية وتشجيعها على الابداع والابتكار.