في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، كل الطرق تؤدي إلى مسجد الاستقلال فمكانة المبنى والمعنى في نفوس أبناء هذا البلد الإسلامي الأكبر، جد عظيمة.
قصدنا المسجد صباح الأحد فنالنا ما يناله أبناء المدينة من زحام السيارات مع حرارة الطقس وارتفاع نسبة الرطوبة.
أقل من 10 كيلو مترات تفصلنا عن المسجد قطعناها في أكثر من نصف ساعة، وها نحن نقترب من ساحة مارديكا، حيث يقع المسجد.
على اليمين بوابات إلكترونية تقود إلى الساحة المؤدية للمسجد وعلى اليسار بوابات كاتدرائية جاكرتا للروم الكاثوليك، التي بنيت عام 1901، هذا التجاور بين المسجد الأهم والكنيسة الأكبر لم يأت مصادفة فقد أراده الزعيم الإندونيسي، أحمد سوكارنو، ليجسد فكرة التعايش السلمي بين أبناء الديانات المختلفة في إندونيسيا.
اجتزنا البوابة الإلكترونية لتستقبلنا لوحة كتبت باللغتين العربية والإندونيسية تحمل اسم المسجد.
وعلى جانبي الطريق وفي الممرات المحيطة بالمسجد، ينتشر عشرات الباعة الجائلين بالأطعمة والمشروبات والمنتجات التقليدية زهيدة الثمن.
ويقصد الآلاف مسجد الاستقلال يوميا سواء من أبناء العاصمة الإندونيسية أو غيرهم، إذ يعد المسجد معلما رئيسيا من معالم جاكرتا فهو المسجد الأكبر في شرق آسيا وثامن أكبر مسجد على مستوى العالم من حيث المساحة والطاقة الاستيعابية.
ويبلغ طول المسجد 50 مترا وعرضه 55 مترا، أما ارتفاعه، فيبلغ 33 مترا.
ويستوعب المسجد نحو 200 ألف مصل وله قبتان قطر الواحدة منها نحو 45 مترا، ومأذنة يبلغ طولها 90 مترا.
أما سقف المسجد فقد زين بالزخارف الإسلامية. وفي الواجهة الرئيسية حيث اتجاه القبلة، كتب لفظ الجلالة بالخط العربي في جانب وفي الجانب الآخر اسم النبي الأكرم محمد "صلى الله عليه وسلم".