لقد أمرنا الله بالتسابق إلى فعل الخيرات ومتابعة الحسنات وما يعود نفعه على الأمة الإسلامية ويكفل لهم أداء واجباتهم بكل يسر وطمأنينة، ولذلك كان على رأس الأعمال الخيرية بناء المساجد لإقامة الصلاة، التي هي من أهم العبادات المفروضة علينا من الله بعد توحيده، فهي الصلة بين العبد وربه، ولذلك جاء في الصحيحين «من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة».
وكان أول عمل قام به الرسول لدى وصوله إلى المدينة في هجرته الشريفة أن قام ببناء مسجده الشريف. وانطلاقا من هذه السنة النبوية وتحقيقا لمقاصدها فقد تسابق المسلمون جيلا بعد جيل وعصرا تلو عصر على بناء المساجد.
نستعرض في هذا الملف الرمضاني عددا من مساجد الكويت ونلقي الضوء على عمارتها وأماكنها ومن قام على رعايتها ونستذكر أعمال التطوع والخير ومن اسهموا في بنائها  وتشييدها. نصطحبكم معنا لمتابعة الحلقات تواليا..
 
أهل الخير والإحسان في الكويت أكثر من أن نحصيهم ونعدهم، وبخاصة في الشدائد والمحن التي ظهرت فيها جلياً فزعة أبناء الكويت الخيرين ومعدنهم الأصيل، حيث تنافسوا في عمل الخير وتسابقوا إلى بذل المعروف، فأنفقوا على الفقراء والمساكين وذوي القربى وأبناء السبيل، وبنوا المساجد والمدارس والمعاهد والمستشفيات ودور الأيتام وحفروا الآبار، فملأت سيرهم العطرة الآفاق،
تنوعت وجوه العمل الخيري في حياة الصقر ، رحمه الله، لتشمل الصحة، وبناء المساجد، والتبرعات المادية، ومساعدة الشعوب المنكوبة وغيرها، وهذه أبرزها بإيجاز..
أنشأ مسجد الصقر وهو المسجد الذي أسسه المحسن حمد عبدا الله الصقر، رحمه الله، في محلة الصقر  بمنطقة القبلة، ثم تم هدمه في إطار التوسع العمراني لمدينة الكويت، وتم بناء مسجد الصقر في العديلية ليحل محله، وقد تم استكمال عمارة هذا المسجد على نفقة المحسن جاسم حمد الصقر  بمشاركة أخيه المرحوم عبدا لعزيز الصقر في غرة ربيع الثاني سنة 1430هـ، سنة 2009 ويتكون المسجد من مسجد للرجال ومسجد للسيدات ويتسع المسجد لعدد 3000 مصلى وبني المسجد على نظام الطراز الاسلامي حيث يحتوي على عدد 4 ابواب رئيسية صنعت من الخشب المزخرف وكذلك قبة المسجد وحوائطه كتب عليها ايات من القرآن الكريم كما يحتوي المسجد على مكتبة للكتب والمراجع الدينية وكذلك تحتوي على عدد كبير من المصاحف مختلفة الاحجام وسكن للمؤذن ويقام في المسجد صلاة الجمعة وصلاة التروايح وكذلك تقام فيه الانشطة الدينية مثل حلقات تحفيظ القرآن في شهر رمضان . 
ولد جاسم الصقررحمه الله، في منطقة القبلة عام 1337هـ الموافق 1918، ونشأ نشأة صالحة في بيئة طيبة حفزته على فعل الخيرات، والإنفاق في سبيل الله تعالى، في أسرة تتكون من خمسة إخوة، وكان ترتيبه الرابع بين إخوته بعد عبدالله وعبدالعزيز ومحمد ثم عبدالوهاب، وقد نهلوا جميعاً من معين والدهم المحسن حمد  عبدالله الصقر فتعلموا ما ينفعهم، وبرعوا في حياتهم، وقد عرفت أسرةالصقر  بالإحسان والإنفاق في سبيل الله تعالى، فقد كان والده وأخوه وعمته شاهة الصقر وغيرهم من أبناء العائلة الكريمة من المحسنين الأجواد.