أصبح بما قدمه من إحسان حيا في تاريخ الوطن العربي وفي قلوب الناس
ختم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره
تولى لأول مرة إمامة المصلين منتصف شهر رمضان عام 1340هـ خلفا لوالده في صلاة التراويح
قام بجمع الأموال والتبرعات من المحسنين لتوظيفها في خدمة الإسلام والمسلمين
تولى عام 1953م إدارة إذاعة الكويت فأدخل عليها برامج متنوعة منها برنامج «الدين النصيحة»
تولى إعداد وتنفيذ حلقات تلفزيونية أسبوعية كل خميس على شكل سؤال وجواب 
قدم برنامج «مع الدين» الذي اكتسب شعبية واسعة داخل الكويت وخارجها
يعد العمل الخيري والإحسان للآخرين سمة بارزة في الكويت، فمنذ القدم جبل أهل الكويت على حب الخير و حرصوا على الإحسان للآخرين، لمساعدة المحتاجين، وتقرباً إلى الله عز وجل. فكانوا يفرحون بحب الناس، ودعواهم لهم بالخير والفلاح. 
فقدم هؤلاء نماذج رائعة في الأعمال الخيرية داخل الكويت وخارجها أبرزها عمارة العديد من المساجد ، وكفالة الأيتام في ، وتأسيس عدد من المدارس الإسلامية. فأهل الخير والإحسان في الكويت أكثر من أن نحصيهم ونعدهم، وبخاصة في الشدائد والمحن التي ظهر فيها معدنهم الأصيل، إذ تنافسوا في عمل الخير و بذل المعروف، فأنفقوا على الفقراء والمساكين وذوي القربى وأبناء السبيل، وبنوا المساجد والمدارس والمعاهد والمستشفيات ودور الأيتام وحفروا الآبار، فملأت سيرهم العطرة الآفاق، ونحن في «الوسط»  سنقوم بنشر سير بعض المحسنين العطرة في هذا الشهر الفضيل في حلقات يومية، اقتباساً من كتاب « محسنون من بلدي».
ويعد الكتاب الذي أصدره بيت الزكاة على عدة أجزاء لمحة وفاء، وتوثيقاً لسير المحسنين وتذكرة بأعمالهم الخيرة، وتخليداً لذكراهم العطرة. وسنتوقف في هذه الحلقة مع سيرة الشيخ عبد الله محمد النوري.

- أصبح بما قدمه من إحسان حيا في تاريخ الوطن العربي وفي قلوب الناس
- تولى للمرة الأولى إمامة المصلين منتصف شهر رمضان عام 1340هـ خلفا لوالده في صلاة التراويح
- قام بجمع الأموال والتبرعات من المحسنين لتوظيفها في خدمة الإسلام والمسلمين

المولد والنشأة
ولد الشيخ عبد الله محمد نوري أحمد محمد النوري في مدينة الزبير بكرا لوالديه، وذلك في الثالث عشر من شهر ربيع الأول عام 1323 هـ الموافق يوم الثلاثاء السابع عشر من مايو عام 1905م. بدأ والده تعليمه حروف الهجاء وعمره 4 سنوات، ثم علمه القرآن الكريم فختمه وهو في الثامنة من عمره، وبعد أن قرر والده الهجرة إلى الكويت للعمل في المدرسة المباركية مدرسا للدين والنحو تتلمذ ولده عبد الله على يد عالم من علطاء الكويت هو الشيخ عبد الله الخلف الدحيان ونهل من علمه الكثير، كما درس الفقه على يد الشيخ عبد الوهاب الفارس. أوجه الإحسان في حياته: عالم من علماء الكويت الذين أضاؤوا الطريق لمن جاؤوا بعدهم قولا وعملا، فكان ولم يزل قدوة حسنة في العالم العربي وخارج حدود العرب، وأصبح الشيخ عبد الله النوري بما قدمه من إحسان حيا في تاريخ الوطن العربي وفي قلوب الناس.
في مجال التعليم: بدأ عمله مدرسا في مدرسة مجمد العجيري في حي القبلة، ثم انتقل مدرسا إلى مدرسة المباركية، ثم المدرسة الأحمدية، وفي سنة 1942م تم إنشاء المعهد الديني وكان المعهد يضم أربعة فصول أحدها لطلبة الفقه الحنبلي، الذين كان شيخهم عبد الله النوري، وقد عمل فيه متطوعا لمدة ثلاث سنوات ما بين عام 1942، 1945. في مجال التوعية: تولى لأول مرة إمامة المصلين في منتصف شهر رمضان عام 1340هـ خلفا لوالده في صلاة التراويح وبما أنعم الله عليه من صدق الإيمان منذ نشأته، كان خطيبا مفوها، فعمل لسنوات طويلة في إمامة كثير من مساجد الكويت متفرغا وغير متفرغ، فكان إماما لمسجد «الخالد» ومسجد «دسمان» مدة طويلة ثم في مسجد بن بحر، ومسجد القادسية لعدة سنوات، والذي أسسته السيدة المرحومة والدة عبد الله العثمان، فكان يصلي فيه الفروض ويلقي فيه العظات.
إحسانه إلى فقراء المسلمين بالعالم
كان الشيخ عبد الله النوري رحمه الله مهتما بأمور المسلمين وأحوالهم في الكويت والخارج، فقام بجمع الأموال والتبرعات من المحسنين لتوظيفها في خدمة الإسلام والمسلمين، ففي عام 1970م ترك وظائفه الحكومية، وتخلى عن الأعمال الحرة في التجارة وغيرها إلا من مكتب المحاماة، وبدأ يتجول في كثير من البلاد الإسلامية والبلاد التي بها أقليات مسلمة ومنها:
- إندونيسيا: في عام 1977 سافر إلى إندونيسيا للمرة الثانية حاملا معه 117000 مائة وسبعة عشر ألفا من الدولارات لتوزيعها على المدارس والمستشفيات هناك بالتعاون مع جمعية إسلامية معتمدة. - الهند: في أبريل 1978م سافر إلى مدينة دلهي عاصمة الهند ولمس هناك نقص الدعم المادي للمنظمات الإسلامية فتبرع لها بما تيسر له من المال ثم رجع إليها في السنة نفسها حاملا معه 180000 مائة وثمانين ألف دولار أمريكي تم توزيعها على مدارس وجمعيات إسلامية بالهند. - أستراليا: عند سفره إلى أستراليا التقى هناك بمسؤولي الاتحاد الإسلامي الذين طرحوا عليه فكرة إنشاء مدرسة إسلامية بمدينة سدني في أستراليا وقد لاقت هذه الفكرة لديه استحسانا فقام بجمع التبرعات اللازمة لهذا المشروع ثم سافر إليها مرة ثانية حاملا معه 600000 ستمائة ألف دولار أسترالي اشترى بها دارا لتكون مقرا للمدرسة  الإسلامية، وتوفي الشيخ عبد الله النوري جون أن يكتمل هذا المشروع ولكن رجال الخير الذين سلكوا مسلك الشيخونهجوا منهجه في جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية تابعوا هذا المشروع الخيري إلى أن تم إنشاء مدرسة النوري في مدينة سدني تخليدا لذكراه وتحقيقا لرغبته وقد أصبحت فيما بعد مدرسة نموذجية يؤمها أولاد المسلمين في أستراليا، وقد تم افتتاحها في عام 1989م بجهود أهل الخير وجهود أبناء الشيخ عبد الله النوري رحمه الله. وكل خطوة من خطى الخير خطاها الفقيه المحسن عبد الله النوري كانت إلهاما من كتاب الله الحكيم ومصداقا لقوله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون، إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم.. سورة التغابن.
داعية ومرشد
- اتجه بكل ما أعطاه من جهد ومال وفطنة إلى الدعوة للدين فكان داعية ومرشدا يتخذه الناس مرجعا، لأنه علم أن الدين النصيحة، ولم يشغله شاغل عن الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
الإذاعة
تولى في عام 1953م إدارة إذاعة الكويت فأدخل عليها برامج متنوعة منها برنامج «الدين النصيحة» وبرامج صحية كان يعدها ويقدمها بنفسه وبرامج للأطفال يغرس فيهم مبادئ الدين القويم.
التلفزيون
تولى إعداد وتنفيذ حلقات تلفزيونية أسبوعية كل خميس على شكل سؤال وجواب كانت ولادة لبرنامج عظيم تحت عنوان «مع الدين» الذي اكتسب شعبية واسعة داخل الكويت وخارجها.
مكتبته
من أقواله: كتبي هم أصحابي الذين لا يملون ولا يكرهون ولا يكذبون. وقال: خير هدية يهديها لي صديق: هي كتاب. وقد ترك مكتبة عامرة بكتب الفقه والحديث وعلوم الدين والدنيا، فضمت ما يزيد على سبعة آلاف كتاب ينتفع بها الآن الكثيرون من طلاب العلم.
شهادة من عايشوه
روى العم يوسف الحجي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق ورئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عنه فقال: بدأت معرفتي به بالتتلمذ على يديه بمدرسة الملا عبد اللطيف العثمان وأولاده، حيث كان يدرس اللغة الإنجليزية في عام 1936م.
وقال: زرته ذات يوم وهو في المستشفى قبل وفاته بوقت قصير، فذكر لي أن لديه أمانة قيمتها 20 ألف دولار مدونة في دفتر بأسماء المتبرعين بها لعمل الخير، وطلب مني توضيح ذلك للورثة، وبعد تأسيس جمعية الشيخ عبد الله النوري قمت أنا والأخ نادر عبد العزيز النوري برحلة إلى أفريقيا وأخرى إلى آسيا وتم توزيع هذه الأمانة المذكورة هناك. وقال عنه الشيخ بدر متولي عبد الباسط، في لقاء أجرته مجلة مرآة الأمة مع فضيلة الشيخ بدر متولي عبد الباسط رئيس الموسوعة الفقهية ورئيس لجنة الفتوى 1981م معرفتي بالمرحوم الشيخ عبد الله النوري تمتد إلى سنوات خلت، عرفته داعية للإسلام بماله وبمقاله، وكان يقول كلمة الحق وكان مرجعا فقهيا في أمور الدين والدنيا».
وفاته
توفي يوم السبت 11 ربيع الأول 1401هـ - الموافق 17 يناير 1981.
طيب الله ثراه وأحسن مثواه وأدخله فسيح جناته.