يعد العمل الخيري والإحسان للآخرين سمة بارزة في الكويت، فمنذ القدم جبل أهل الكويت على حب الخير و حرصوا على الإحسان للآخرين، لمساعدة المحتاجين، وتقرباً إلى الله عز وجل. فكانوا يفرحون بحب الناس، ودعواهم لهم بالخير والفلاح. 
فقدم هؤلاء نماذج رائعة في الأعمال الخيرية داخل الكويت وخارجها أبرزها عمارة العديد من المساجد ، وكفالة الأيتام في ، وتأسيس عدد من المدارس الإسلامية.
فأهل الخير والإحسان في الكويت أكثر من أن نحصيهم ونعدهم، وبخاصة في الشدائد والمحن التي ظهر فيها معدنهم الأصيل، إذ تنافسوا في عمل الخير و بذل المعروف، فأنفقوا على الفقراء والمساكين وذوي القربى وأبناء السبيل، وبنوا المساجد والمدارس والمعاهد والمستشفيات ودور الأيتام وحفروا الآبار، فملأت سيرهم العطرة الآفاق، ونحن في «الوسط»  سنقوم بنشر سير بعض المحسنين العطرة في هذا الشهر الفضيل في حلقات يومية، اقتباساً من كتاب « محسنون من بلدي».
ويعد الكتاب الذي أصدره بيت الزكاة على عدة أجزاء لمحة وفاء، وتوثيقاً لسير المحسنين وتذكرة بأعمالهم الخيرة، وتخليداً لذكراهم العطرة. وسنتوقف في هذه الحلقة مع سيرة. الشيخ جاسم بن محمد الإبراهيم
 

- كان جواداً كريماً لا يرد سائلاً ولا محتاجاً
- سجل له التاريخ مواقف رائعة ومشرفة داخل الكويت وخارجها
- تبرع بمبلغ 30 ألف روبية لبناء المدرسة المباركية

 
المولد والنشأة
هو الشيخ جاسم بن محمد بن علي بن محمد، من آل إبراهيم من ريمان العنقري، أمراء ثرمدا في إقليم الوشم بنجد من بني سعد، من تميم رهط الصحابي الجليل قيس بن عاصم المنقري.
ولد الشيخ جاسم الإبراهيم عام 1268هـ الموافق لعام 1869م، في فريج ابن إبراهيم في بهيتة حي الوسط بمدينة الكويت، أمام موقع قصر السيف حاليا، وهو من بيت رفيع النسب كما أشرنا، وقد استقر أجداده في الكويت بعد هجرتهم من نجد في نفس توقيت تأسيس الكويت، وذلك عام 1120هـ تقريبا.
قضى طفولته وصباه في الكويت، ولما بلغ أشده درس في مدرسة خاصة في مجلس آل إبراهيم التي كان يدرس فيها أبناء الأسرة والأقارب والأصدقاء، وكان يرتاد مجلس آل إبراهيم، العديد من رجال الدين والعلم من داخل الكويت وخارجها من نجد والأحساء والزبير والبصرة.
رحلته مع العمل والتجارة
كان لأسرة المحسن الشيخ جاسم الإبراهيم (رحمه الله) نشاط تجاري واسع في الكويت والهند، وقد نشأ متأثرا بهذه البيئة التي كان لها سهم وافر في تنمية قدراته وتوسيع مداركه واتصالاته، خصوصا في مركز تجاري وعالمي مثل مدينة بومباي التي كان لهم فيها صولة وجولة تأثرا بهذه البيئة التي كان لها سهم وافر في العمل التجاري داخل الكويت وخارجها، وكان لهم مقر تجاري وحضور بمدينة بومباي بالهند.
كان آل إبراهيم من أوائل التجار الكويتيين الذين استقروا بالهند وعملوا في مجال التجارة بها في بداية القرن التاسع عشر الميلادي إبان حكم الشيخ جابر بن عبد الله بن صباح حاكم الكويت الثالث – رحمه الله – وقد كان لهم شرف المساهمة في مواجهة موجهات الفقر التي كانت تعصف بالمنطقة وتصل آثارها إلى الكويت أحيانا، وكذا الحال في الملمات الصعبة كالحروب والكوارث الطبيعية.
صفاته وأخلاقه
كان (رحمه الله) جوادا كريما لا يرد سائلا ولا محتاجا، كما عرف عنه علو الهمة، وجميل الخصال والسجايا، إضافة إلى طيب منبته وبعده عما يغضب الله تعالى.
كان إيمانه بالله تعالى عظيما واعتقاده راسخا، يعجبه من الناس الصدق والإخلاص، وكان ذلك يقربه من الناس ويقربهم منه أكثر، وذكر عنه الإمام محمد رشيد رضا أنه كان كتوما في أعماله الخيرية، لا يريد شهرة منها ولا جاها أو مردودا بل ثوابا عند ربه وقربى.
أوجه الإحسان في حياته:
كان الشيخ جاسم الإبراهيم من أهل الجود والكرم.. وقد سجل له التاريخ مواقف رائعة ومشرفة داخل الكويت وخارجها، بذل خلالها أموالا طائلة في أوجه الخير كافة، فلم يتأخر عن تقديم المساعدة لبلده الكويت ووطنه العربي والإسلامي في حياته، كما سيتبين لنا ذلك في أوجه إحسانه العديدة بالصفحات التالية، ملتمسا بذلك الأجر والثواب من الله تعالى القائل في كتابه العزيز:
«ثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم» سورة البقرة.
وقد تعددت أوجه الإحسان في حياته – رحمه الله – داخل الكويت وخارجها وما يلي نماذج فقط مما استطعنا حصره من المراجع التاريخية، وعلمناه من أحفاده الذين وثقوا هذه السيرة الكريمة.
أولا: داخل الكويت
بالرغم من إقامة الشيخ جاسم الإبراهيم – رحمه الله – خارج أرض الوطن لكنه ظل متعلقا دائما به، لذا فقد حظي وطنه الكويت بالجانب الأكبر من اهتمامه وإنفاقه في دعم كثير من المشروعات المهمة التي تقام على أرضه ومساعدة كل محتاج يأتيه من هذا الوطن، وإعانة كل من تعثر نشاطه من التجار.
مدرسة المباركية
حينما شرع المحسنون من أهل الكويت في إنشاء المدرسة المباركية عام 1911م، وهي أول مدرسة نظامية في تاريخ الكويت، تأسست بجهود المحسنين وتبرعاتهم، ساهم المحسن الشيخ جاسم الإبراهيم (رحمه الله) بالنصيب الأوفر لبناء هذا الصرح العلمي الذي كان له أبلغ الأثر في تاريخ الكويت الحديث، فقد تبرع (رحمه الله) بمبلغ 30 ألف روبية، وتبرع أيضا ابن عمه الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز الإبراهيم بمبلغ 20 ألفا روبية، وهكذا فقد بلغت نسبة تبرعه مع ابن عمه – رحمهما الله – 75% ن مجموع ما تبرع به أهل الكويت جميعا لبناء المدرسة المباركية ولذلك فقد كتب فيه الشيخ يوسف بن عيسى القناعي – رحمه الله – قصيدة أشاد فيها بتلك المكرمة الكبيرة وكان مطلعها:
هكذا الفضل وإلا فلا لا
إن للفضل وللمجد رجالا
انصو كولابا
أثناء فترة إقامته أو وجوده في الهند كان الشيخ جاسم الإبراهيم (رحمه الله) يفتح ذراعيه لأبناء بلده جميعا المغتربين المقيمين في الهند، وكذلك لإخوانه تجار اللؤلؤ والبحارة والمسافرين والزائرين للهند، ومن تقطعت بهم السبل وعابري السبيل، كان يتكفل بحل مشكلاتهم وقضاء حوائجهم ومد يد العون للمحتاجين منهم، فكان غوثا وملاذا لكل من ألمت به ملمة خارج وطنه، وكثيرا ما كان يستعين به تجار اللؤلؤ وطواويشه والمتسببون، فيتركون عنده محصولهم إذا لم يتسن لهم السعر المناسب، فيكفيهم مصاريف الإقامة الطويلة الباهظة.
ولا تزال محطة القطار في بومباي الواقعة قرب قصره، شاهدا حيا على أعماله وآثاره العريقة وهي تحمل اسم محطة منزل جاسم.
ولما كان (رحمه الله) ملاذا – بعد الله تعالى – لكل الكويتيين بل والعرب في الهند، ساد تعبير عند بحارة الكويت والخليج عامة أثناء وجودهم في بومباي، يقولونه في ساعة العسرة، حيث يقولون «انصو كولابا» أي: اقصدوا ضاحية «كولابا» حيث قصور آل إبراهيم ودواوينهم ومكاتبهم.
فقد كان بيت آل إبراهيم في بومباي أشبه بسفارة للكويتيين وأبناء الخليج والعرب من إيران القادمين من لنجه وبوشهر، بالإضافة إلى كل من يطلب العون أو المساعدة من عموم المسلمين في تلك المناطق فكان يسارع – رحمه الله – إلى عمل الخير اقتداء بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. رواه مسلم.
إغاثة الملهوف وتفريج الكرب
لقد أخلف الله تعالى علي المحسن الشيخ جاسم الإبراهيم بسعة الرزق وعلو المكانة وحب الناس، وهناك الكثير من الوقائع والأحداث التي تدل على شهامته ومروءته ونجدته، ومن ذلك أنه حدث أن انقطعت سبل العودة على كثير من الغواصين من أهل الكويت في جزيرة سيلان (سريلانكا)، فتصدى الشيخ جاسم الإبراهيم – رحمه الله – لإنقاذهم ومساعدتهم فأحاطهم بمعروفه وجوده في ستر وكفاية، إذ أكرم مقامهم وقام بحجز أماكن لهم على متن السفن المتجهة إلى الكويت، عائدين إلى بلدهم الحبيب.
ومن المواقف المشوقة التي عرفت عنه أيضا – رحمه الله – أنه كان يوظف نجاحه ونشاطه ومكانته المرموقة في الخارج لخدمة أبناء وطنه، فكان يعين الفقراء على التعليم، ويقضي الدين عن المدينين، ويساهم في نفقات الزواج للشباب ممن يقصده منهم طالبا المساعدة، فيسهم في بناء سكنهم، مشاركة ودعما وعونا لهم على الاستقرار.
وكان أيضا يجهز عابري السبيل ويطعم الفقراء والمحتاجين ويعين الضعفاء والمساكين عاملا بقول الله تعالى:
«ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منهم جزاء ولا شكورا» سورة الإنسان
ثانيا: خارج الكويت
لم يقتصر خبر الشيخ جاسم الإبراهيم (رحمه الله) على وطنه الكويت فحسب، بل كان شجرة وارفة مباركة العطاء كثيرة الثمار، فامتدت مظلة عطائه وجوده وشملت الكثير من الأقطار العربية والآسيوية بل والأوروبية.
وفيما يلي بيان ببعض أعماله الخيرية في الوطن العربي ثم في الهند وبريطانيا.
أولا المساهمة في إنشاء كلية الدعوة والإرشاد بالقاهرة: في نفس السنة تقريبا التي تبرع فيها بمبلغ كبير لمدرسة المباركية بالكويت، شرعت القاهرة في تأسيس كلية الإرشاد والدعوة، في السابع والعشرين من ربيع الأول عام 1329هـ، الموافق لعام 1911م، وتبنى أمرها الشيخ الإمام محمد رشيد رضا 0 صاحب جريدة الناس وتلميذ الشيخ الإمام محمد عبده – فلم يتردد الشيخ جاسم – رحمه الله – في المشاركة في هذا المشروع الخيري،  بل سارع بالمساهمة فيه بمبلغ ألفي جنيه إسترليني، كما شارك – رحمه الله – في دعمها بطريقة أخرى من خلال اشتراك سنوي بقيمة مائة جنيه إسترليني بواسطة الشيخ محمد رشيد رضا.
ثانيا: إعادة بناء مسجد وضريح الصحابي (الزبير بن العوام) بالزبير بالعراق:
ومما يشرف به الشيخ جاسم من أعمال أنه كان رابع الأربعة الذين بنوا وعمروا هذا المسجد المبارك – مسجد الزبير بن العوام – بعد ثلاثة من السلاطين، وهذا شرف لم يسبقه إليه أحد من المحسنين أو التجار العرب.
ففي عام 1324هـ حدث ما أطلق عليه «الهداية» وهي أمطار غزيرة أصابت الكويت وبعض مناطق العراق، واجتاحت مدينة الزبير التي يقع بها مسجد وضريح الزبير بن العوام – رضي الله عنه – حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته، وقام أهل الزبير بتنظيم حملة تبرعات لترميم المسجد وإعادة بنائه وجمعوا مبلغا من المال، ولكنه لم يكف لذلك، فأرسل الشيخ عذبي المحمد الصباح رسالة إلى الشيخ جاسم في بومباي بالهند يخبره فيها بما حدث ويستنهضه للمشاركة في هذا العمل الخيري المبارك.
ولم يطل انتظار الشيخ عذبي، فسرعان ما أتاه البشير برد الشيخ جاسم الإبراهيم – رحمه الله- بأكثر مما كان متوقعا منه، إذ طلب منه رد كل ما تبرع به الأهالي من أبناء الزبير، وشكرهم على ما قدموا وتعهد هو – رحمه الله – ببناء المسجد والموقد وتوسعته أيضا وتأثيثه وتجهيزه على نفقته الخاصة، وذلك حرصا منه رحمه الله على إعمار بيوت الله تعالى القائل في كتابه العزيز:
«إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين» سورة التوبة.
وقد أوكل – رحمه الله- هذه المهمة إلى الشيخ عذبي الذي أشرف على سير العمل حتى تم بتوفيق الله تعالى وقد استغرق ما يقارب العامين.
يقول السيد يعقوب الإبراهيم أحد أبناء الأسرة المهتمين بتوثيق التاريخ، والذي وثق هذه السيرة العطرة إن هذه المعلومات موثقة في كتاب «التحفة النبهانية» لمؤلفه خليفة النبهاني ص118 – 119، وفي كتاب «الزبير قبل 50 عاما» ليوسف البسام ص 63، وهي كذلك مسجلة على اللوحة الرخامية عند مدخل المسجد.
ثالثا: المساهمة في إنشاء الجمعية الخيرية في دمشق: ساهم الشيخ جاسم الإبراهيم – رحمه الله – في إنشاء الجمعية الخيرية في دمشق بالجمهورية السورية، عندما علم بحاجتها إلى الرفد والدعم، وكان المبلغ الذي شارك به حوالي عشرة آلاف قرش (ما يعادل 1000 جنيه استرليني)، وذلك في الخامس والعشرين من رمضان عام 1329هـ أي منذ 95 عاما تقريبا، وقد أنفق – رحمه الله – هذه المبالغ قربة إلى الله تعالى القائل في كتابه العزيز: «من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم» سورة الحديد.
رابعا: دعم الحركة السنوسية بليبيا:
لم يقتصر دعمه – رحمه الله – على إنشاء المساجد ودور العلم والجمعيات الخيرية فحسب، بل شارك في دعم الحركات الجهادية في بعض الدول العربية.
ومن ذلك أنه إبان الاستعمار الإيطالي لليبيا، وعندما رفعت الحركة السنوسية هناك لواء الجهاد ضد الاستعمار، شارك – رحمه الله – بمبلغ ثلاثة آلاف روبية ومئتين باون استرليني، بواسطة السيد الشريف أحمد السنوسي – رحمه الله – زعيم الحركة السنوسية قبيل الحرب العالمية الأولى.
خامسا: دعم جمعية خيرية في البصرة: كانت العراق في أواخر القرن التاسع عشر تخضع للدولة العثمانية، وكانت الأمور المادية والحياة صعبة، فطلبت منه شخصيات بارزة من البصرة مساعدتهم، ومنهم طالب النقيب والشيخ عبد الله باش اعيان العباسي، لإنشاء مستوصف ومدارس وملجأ للأيتام وما شابه ذلك، وقد طلبوا منه التبرع ودعوة أهل الخير كذلك لهذا العمل فسارع – رحمه الله – بدعمهم ومساعدتهم.
سادسا: دعم الجمعية الخيرية الإسلامية بالمدينة المنورة: ما إن سمع – رحمه الله – بحاجة الجمعية الإسلامية في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم للدعم، حتى سارع مادا يد البذل والعطاء، والجود لها، كما حث زوجته منيرة الإبراهيم رحمها الله على التبرع لذات الجمعية حيث بادرت بتقديم مبلغ عشرة آلاف ليرة عثمانية لدعمها.
سابعا: دعم المجهود الحربي للدولة العثمانية: كما ساهم المحسن الشيخ جاسم الإبراهيم – رحمه الله – في دعم المجهود الحربي للدولة العثمانية، حيث قدم لها 60 ألف روبية، وشارك كذلك في حملتي تبرعات لدعمها أيضا في بومباي بالهند، كانت حصيلة الأولى 151 ألف روبية والثانية 265 ألف روبية، وكان ذلك متفقا مع الهدف النبيل الذي تبناه المحسن الشيخ جاسم الإبراهيم، وهو دعم دولة الخلافة الإسلامية في مجهودها الحربي في سبيل نصرة الإسلام ومساعدة إخوانه المسلمين في شتى بقاع الأرض، عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» ثم شبك بين أصابعه.. رواه البخاري.
ثامنا: دعم تعليم أبناء الجالية العربية في بومباي: امتد عطاؤه – رحمه الله – إلى مجالات شتى لخدمة العرب والمسلمين، في كل مكان، ولذلك عندما تلمس حاجة أبناء الجالية العربية في المدينة التي يمارس فيها تجارته إلى التعلم استقدم معلمة عربية مسلمة لتعليم البنات القرآن الكريم واللغة العربية، وهي المربية والمعلمة الفاضلة سارة الحنيف، والدة المربي والمعلم الفاضل صالح عبد الملك الصالح من الزبير – رحمهما الله.
تاسعا: المساهمة في بناء أول مسجد في لندن: لما كان المحسن جاسم الإبراهيم  - رحمه الله – من أصحاب الهمة العالية الذين يسعون دائما إلى المعالي ولاستكثار من الخيرات، لم يكتف بكل ما قدمه من دعم للخير في بعض الدول العربية والهند كما أسلفنا، بل حرص أيضا على أن ينال شرف المشاركة في بناء أول مسجد في لندن عاصمة المملكة المتحدة، مبتغيا وجه الله تعالى وعاملا بسنة نبيه الكريم الذي دعا إلى إعمار بيوت الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم «من بنى مسجدا – قال بكير: حسبت أنه قال – يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة» رواه البخاري.
وفاته
بعد 87 عاما من العمل والكفاح والعطاء في سبيل الله تعالى، وبذل الخير في كل وقت ومكان، وبعدما كبرت سنه وأدى دوره على أكمل وجه.
توفي – رحمه الله – في مدينة بومباي ودفن فيها في عام 1357هـ الموافق لعام 1956م، ولا تزال ذكراه العاطرة وسيرته الحسنة تتناقلها الأجيال حتى الآن، ويقتدي بها المحسنون إن شاء الله.
رحمه الله رحمة واسعة وأحسن مثواه وجعل أعماله في ميزان حسناته وأدخله فسيح جناته.