(قرقيعان وقرقيعان بيت قصير ورمضان) و(سلم ولدهم يالله خله لامه يالله) كلمات رددها أبناء وبنات الكويت قديما وحديثا خلال احتفالهم ب(القرقيعان) خلال شهر رمضان المبارك.
 وفي حين أن العبارة الأولى كانت خاصة بالبنات والثانية بالأولاد أصبح دارجا في وقتنا الحالي ترديد عبارة (سلم ولدهم يالله خله لامه يالله) من قبل الجميع دون أن تكون أهزوجة خاصة بالأولاد.
 وتغير مفهوم (القرقيعان) بين الماضي والحاضر مع تغير الزمان وحب الناس للابتكار والتجديد والتميز ما زاد من جمالية الاحتفال بهذه العادة الأصيلة حيث يتم التجهيز والاستعداد لها مسبقا وربما لفترة تمتد الى شهرين اذ تحاول الأسر البحث عن إضافة طرق جديدة ولمسات عصرية سواء في اختيار الأزياء أو في طريقة تقديم (القرقيعان).
 وكان الأهالي يقدمون بهذه المناسبة الحلوى والمكسرات للأطفال الذين يجوبون الشوارع مرتدين الأزياء الشعبية وحاملين أكياسا قماشية (الخريطة) التي تخيطها الأمهات من الخيش أو قطع القماش الزائد لجمع ما يوزعه الأهالي من حلوى وسكاكر.
 وما يكاد الأطفال يتناولون طعام الإفطار حتى يسارعوا للتجمع والسير في الطرقات في شكل مجموعات يرددون أهازيج (القرقيعان) ولم تكن مجاميع الفتيات تختلط مع مجاميع الأولاد ولم تكن الفتيات يبتعدن كثيرا عن منازلهن بعكس الأولاد الذين يمتد تجوالهم الى خارج (الفريج) الذي يسكنون فيه.
 وفي وقتنا الحاضر اصبح الأولاد والبنات يتشاركون بعضهم مع بعض عند تجوالهم بين البيوت لجمع حلوى القرقيعان وفي حضور احتفالات (القرقيعان) عند اقامتها في أحد البيوت أو في الاماكن العامة أو حتى ضمن المجمعات والمولات التجارية.
 وكان الاولاد يقومون بحمل الطبول والصناديق الفارغة بل وحتى الاواني المنزلية المعدنية ويطرقون عليها بعصا أو حجر حتى تفتح المنازل ابوابها لاستقبالهم ومنحهم الحلوى وعند حصولهم على القرقيعان يرددون (عساكم تعودونه وكل سنة تصومونه) معبرين بذلك عن شعورهم بالفرحة والامتنان لحصولهم على الكثير من الحلوى والمكسرات.
 واختلفت ثقافة الاحتفال في وقتنا الحالي عن الماضي اذ ان عادة تجول الأطفال في الاحياء السكنية وعادة طرق الأبواب للحصول على القرقيعان تغيرت صورتها مع وجود عاملة المنزل التي اصبحت عضوا مشاركا ومرافقا للاطفال في التجوال بين منازل الحي كما ان كثيرا من الاسر باتت تقيم حفلات خاصة بالمناسبة داخل المنازل حرصا على سلامة الاطفال.
 وأصبح (القرقيعان) مختلفا من حيث الحرص على اختيار اللبس والتنافس في التصاميم بل وحتى في طريقة اداء صغار السن من الأولاد والبنات لأناشيد رمضان.
 كما اختلفت محتويات (القرقيعان) من سكاكر وحلوى ففي السابق كانت بسيطة يتخللها انواع النقولات ( حبوب النقل) الشهيرة في الكويت او ما يسمى بحبوب المحلب وايضا حبوب النخي الجاف او ما يعرف بحبة (الحمص) وانوع الفول السوداني (السبال) وأصبح القرقيعان يشمل انواعا من الحلويات الفاخرة.
 وكان توزيع حلوى القرقيعان يتم باليد عن طريق وضعه في سلة خوص كبيرة (زبيل) ويوزع منه على كل طفل بواسطة اناء التوزيع اما الان فأصبح عن طريق توزيعات العلب والأكياس المزخرفة والتي تطبع عليها صور واسماء الأطفال.
 كما تتنافس المحال التجارية باستغلال هذه المناسبة بعرض ما لديها من طرق تقديم القرقيعان الحديث المغلف بأجود المواد وتزيينها بشكل لافت للانتباه ووضع الشوكولاته الفاخرة والحلويات المتنوعة التي تختلف عما كان موجود بالسابق.
 واعتادت محلات بيع المكسرات استعدادا للقرقيعان بتحضير أكياس معبئة بالمكسرات المتنوعة يحمل بعضها عبارات القرقيعان وصورا ورسوما من البيئة الكويتية.
 وعلى الرغم من تغيير مفاهيم (القرقيعان) فإنه يعتبر موروثا ثقافيا واجتماعيا يصعب تجاهله من جيل الى آخر وإن اختلفت الاستعدادات ونوعية الاحتفال بهذه المناسبة عبر الأجيال.