أشادت فرنسا بجهود ودور سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في تعزيز السلام بالمنطقة معلنة عشية زيارة سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء للعاصمة باريس رغبتها في تعزيز "الشراكة العميقة" التي بلغتها العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين الصديقين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال في مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء لفرنسا والتي تمتد من 19 الى 22 من الشهر الجاري على رأس وفد رسمي رفيع المستوى الى جانب عدد كبير من رجال الاعمال تمثل "فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بشكل اضافي وفي جميع المجالات".
وأضاف ان الزيارة التي سيلتقي خلالها سمو رئيس الوزراء كلا من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الخارجية لوران فابيوس وكبار المسؤولين الفرنسيين ستشهد التوصل الى عدد من الاتفاقيات التي تخدم مصالح البلدين الصديقين.
وأشاد في هذا الصدد بالتواصل المتزايد والمتعدد الاوجه بين المسؤولين في البلدين معتبرا ان العام الحالي "كان غنيا بالزيارات المتبادلة على مختلف المستويات" مشيرا بشكل خاص الى زيارة وزير الخارجية الفرنسي للكويت في شهر يناير الماضي التي اكد خلالها الحرص على "اعطاء العلاقة بين البلدين عمقا اضافيا".
وأضاف ان السنوات الاربع الماضية شهدت 13 زيارة متبادلة بين الكويت وفرنسا على المستوى الوزاري بالاضافة الى الاتصالات المتبادلة على المستوى البرلماني والمالي والعسكري.
وعن جدول الزيارة قال نادال انها تتضمن توقيع عدد من الاتفاقيات المتعلقة بالاستثمارات واجتماعات بين غرف التجارة والصناعة في البلدين الصديقين اضافة الى الخوض في العلاقات الدفاعية والثقافية والعلمية والصحية واستكشاف آفاق جديدة للتعاون.
واوضح المتحدث انه من بين الاتفاقيات التي سيتم توقيعها خلال الزيارة اتفاقية لانشاء مكتب تابع للمركز الفرنسي للتنقيب عن الاثار والعلوم الاجتماعية في الكويت للمساعدة في مشاريع الابحاث المحلية.
وجدد نادال الذي يشغل منصب المدير التنفيذي للاتصالات في الوزارة في حديثه ل(كونا) التأكيد على حرص بلاده على "العلاقات السياسية الممتازة" مع دولة الكويت ورغبتها في تعزيز العلاقات الاقتصادية الى نفس المستوى المتميز "فالشراكة القائمة حاليا تتميز بالعمق الاستثنائي للتواصل على المستوى السياسي" والتعاون الوثيق في الحرب على الارهاب وبين الشعبين الصديقين.
وتابع ان فرنسا في اطار سعيها لتعزيز التواصل الانساني بين الشعبين عملت على تسريع اجراءات التأشيرات بين البلدين وانه بات بإمكان الكويتيين استخراج فيزا زيارة لفرنسا في غضون 48 ساعة من خلال السفارة في الكويت.
وأعرب نادال عن تقدير فرنسا الكبير لوحدة وتماسك المجتمع الكويتي خاصة في هذه الاوقات العصيبة التي تعيشها المنطقة مع سعي بعض الاطراف لتأجيج عدم الاستقرار في المنطقة.
وأشاد في هذا الصدد بجهود ودور سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح المحوري في ايجاد حلول للازمات الاقليمية وتخفيف المعاناة الانسانية واستضافة ثلاثة مؤتمرات لتخفيف معاناة الشعب السوري ما دفع الامم المتحدة لمنح سمو الامير لقب (قائد للعمل الانساني) تقديرا لجهود ومبادرات سموه في المجال الانساني وتسمية الكويت (مركزا للعمل الانساني) تكريما لشعبها المعطاء المحب للعمل الخيري.
وتابع ان الكويت "دولة عرفت كيف تطور سياسة وسطية" في منطقة تشهد العديد من الازمات مشيدا ايضا بدور دولة الكويت في الحرب ضد ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
وأشاد نادال بقدرة الكويت على وأد الفتنة وردع جميع محاولات نسف الاستقرار التي كان اخرها التفجير الذي استهدف مسجد الامام الصادق في شهر يونيو الماضي مضيفا "ان الكويت مثال للتعايش بين مجتمعات المنطقة الفريدة والذي سعى الارهاب الى نسفه لكن الكويت تمكنت بفضل وعي سمو الامير والقيادة والشعب الكويتي من اظهار وحدة اجتماعية لا تشوبها شائبة".
وكان التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجد (الامام الصادق) في منطقة الصوابر بالكويت أثناء صلاة الجمعة في 26 من يونيو الماضي قد اسفر عن استشهاد 26 شخصا واصابة 227 آخرين