شنت القوات الموالية للحكومة اليمنية أمس الأربعاء هجوما واسعا بهدف اقتحام مدينة الحديدة والسيطرة عليها، بعدما حصلت على الضوء الأخضر من التحالف العسكري بقيادة السعودية، وسط تحذيرات دولية من احتمال تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن جراء العملية. وقال قائد ميداني في القوات الحكومية في تصريح لوكالة فرانس برس «حصلنا على الضوء الأخضر ونتقدم نحو مطار مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين. وانتهت مساء الثلاثاء مهلة منحتها الامارات، الشريك الرئيسي في التحالف والتي تقود القوات الموالية للحكومة في معاركها في محافظة الحديدة، إلى الأمم المتحدة من أجل التوصل لاتفاق لاخراج المتمردين من مدينة الحديدة لتجنب وقوع معركة فيها.
وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا نعت مساء الثلاثاء المفاوضات السياسية لاخراج المتمردين من ميناء الحديدة لتجنيبها معركة دامية.
وقالت في بيان انها ماضية «نحو إعادة الشرعية إلى كامل التراب الوطني، بعد إن استنفدت كافة الوسائل السلمية والسياسية لإخراج الميليشيا الحوثية من ميناء الحديدة.
وكان قائد ميداني في القوات الموالية للحكومة قال في وقت سابق ان «القوات أصبحت جاهزة وتنتظر الضوء الأخضر للانطلاق نحو المدينة»، وشدد على ان «عملية الاقتحام لن تأت الا بتعليمات من قوات التحالف المتواجدة على الارض».
وقالت مصادر في التحالف لفرانس برس ان طائرات التحالف شنت 18 غارة في الساعات الماضية على مواقع للمتمردين الحوثيين في محيط المدينة المطلة على البحر الاحمر تمهيدا للعملية البرية.
في المقابل أعلن المتمردون الحوثيون عبر قناة «المسيرة» المتحدثة باسمهم انهم شنوا عمليات ضد القوات الموالية للحكومة في محافظة الحديدة، بينها «استهداف بارجة لقوى العدوان قبالة سواحل الحديدة».
وذكرت مصادر طبية في محافظة الحديدة لمراسل فرانس برس ان 22 من المتمردين قتلوا في ال24 ساعة الماضية في غارات شنها التحالف، بينما قتل ثلاثة من القوات الموالية للحكومة في هجوم شنه المتمردون على موقع قريب من الحدود الجنوبية لمدينة الحديدة.
ويعتبر ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، المدخل الرئيسي للمساعدات الموجهة الى ملايين السكان في المناطق الواقعة تحت سلطة المتمردين الحوثيين في البلد الفقير. لكن التحالف يرى فيه منطلقا لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر.