- الجروان: للشباب الكويتي توجه متميز وادعوه للمشاركة في «وثيقة الشباب»
- الشايع: الكويت ملتزمة بتعزيز الحريات وحماية خصوصية الأفراد
- سيف العازمي أمام المنتدى الشبابي البرلماني: الكويت فتحت أبوابها للاجئين

 
 انطلقت أمس أعمال الدورة الـ 133 للاتحاد البرلماني الدولي بمشاركة وفد الشعبة البرلمانية الكويتية برئاسة رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم. وتبحث اعمال الدورة التي تستمر حتى 21 الجاري ابعاد الهجرة النسائية والواجب الاخلاقي والاقتصادي الأكثر عدلا وذكاء وانسانية. ومن المقرر ان يلقي الغانم كلمة وفد الكويت أمام الاجتماع العام اليوم فيما يشارك الوفد في اجتماعات المجلس الحاكم واللجنة الدائمة الثالثة للديمقراطية وحقوق الانسان.
وتناقش اللجنة الدائمة تبني قرار بشأن الديمقراطية في العصر الرقمي وتهديد خصوصية وحريات الأفراد.
 
وتشمل الفعاليات انعقاد منتدى الشباب البرلمانيين واجتماع اللجنة الدائمة الأولى للسلم والأمن الدوليين.
ويبحث المجتمعون الحاجة الى تعزيز التعاون العالمي ضد تهديد الديمقراطية وحقوق الأفراد الى جانب اجتماع جمعية الأمناء العامين الدولية.
 
ويضم وفد الشعبة البرلمانية المشارك كلا من وكيل الشعبة النائب فيصل الشايع وأمين سر الشعبة النائب الدكتور عودة الرويعي وعضوي الشعبة النائبين الدكتور خليل عبدالله وسيف العازمي اضافة الى الأمين العام لمجلس الأمة علام الكندري.
 
وشاركت الشعبة البرلمانية الكويتية أمس في الاجتماعات التحضيرية للدورة حيث شاركت في الاجتماع التنسيقي للبرلمانات الاسيوية والإسلامية والعربية واجتماع رؤساء المجاميع الجيوسياسية مع رؤساء مكاتب اللجان الدائمة الى جانب اجتماع النساء البرلمانيات.
وترأس الغانم امس اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي والدورة الطارئة للاتحاد والتي بحثت موضوع الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني.
 
 و شارك النائب سيف العازمي في منتدى الشباب البرلمانيين ضمن فعاليات مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي ال 133، بحضور الوفد الطلابي المرافق للوفد النيابي. وفي تصريح عقب انتهاء منتدى الشباب البرلمانيين، قال النائب سيف العازمي «ان المنتدى ركز على قضية اللاجئين والمهاجرين في انحاء العالم بالدرجة الاولى، التي تعد كارثة بسبب تزايدها عاما بعد اخر».
 
  ولفت العازمي الى ان الوفود المشاركة في المنتدى اشادت بجهود الكويت وسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح على صعيد العمل الانساني، حيث انها اكثر الدول تبرعا في العمل الخيري والانساني بالعالم».
وعن مشاركة الوفد الطلابي معه في منتدى الشباب البرلمانيين، قال العازمي «لقد اعرب الطالبان عثمان العمر وهند الدويري لي عن سعادتهما بهذه المشاركة، وحجم الاستفادة التي تحققت من التواصل المباشر مع البرلمانيين الذين شاركوا في المنتدى من مختلف دول العالم».
 
وشكر العازمي رئيس البرلمان العربي على اشادته بخطوة مجلس الامة الكويتي باصطحاب طلبة في الوفد البرلماني الى جنيف، حيث طالب بتعميم التجربة على الدول الاخرى».
  وكان ممثل دولة الكويت النائب العازمي قد القى كلمة الكويت خلال منتدى الشباب البرلمانيين مسلطا الضوء خلالها على حجم المساعدات التي تقدمها دولة الكويت للاجئين.
 
وجاء في كلمته «ان دولة الكويت قدمت وتقدم الكثير بالنسبة للمهاجرين، حيث تفتح الدولة ابوابها امام جميع اللاجئين وتقدم اكبر دعم لهم، وهذا يأتي تماشيا مع التكريم الذي حصلت عليه الدولة من الامم المتحدة بتسميتها مركز انساني عالمي وسمو الامير بقائد العمل الانساني، مشيرا الى أن هذا التكريم جاء بفضل الله ثم بجهود صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه».
 
 وشدد العازمي على «ضرورة ان تقدم دول العالم الدعم اللازم للاجئين من الناحية الانسانية، ولابد أن يقوم المجتمع الدولي بمسؤولياته ويقدم الدعم الانساني اللازم من الصحة والتعليم والسكن الامن للاجئين، وهذه معاناة كل بلدان العالم وهي هجرة اللاجئين الى بعض الدول بحثا عن العيش الكريم».
واشار العازمي الى ان ظاهرة اللاجئين في تزايد مشيرا الى ان عدد اللاجئين في العالم في 2015 بلغ نحو 34 مليون مهاجر، بعد ان كان 27 مليونا في 2010، لذا فلابد من مساندة الدور الفعال والنسبة المتزايدة وتقديم الدعم اللازم ودعم القضية ومساندتها من المجتمع الدولي.
 
 
 
 الكويت ودستورها
 
من جانبه أكد وكيل الشعبة البرلمانية الكويتية النائب فيصل الشايع اليوم إيمان دولة الكويت المطلق بأهمية مبدأ تعزيز الحريات وحماية خصوصية الأفراد التي كفلها وصانها الدستور مشيرا إلى أن الكويت ملتزمة التزاما تاما بكافة المعاهدات الدولية المتعلقة في هذا الشأن تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 167/68 الصادر في 18 ديسمبر 2013.
 
وقال الشايع في تصريح للصحافيين عقب مشاركته في اللجنة الدائمة الثالثة (الديموقراطية وحقوق الإنسان) أنه ركز عبر مداخلته في الاجتماع التي كانت بعنوان (الديموقراطية في العصر الرقمي وتهديد خصوصية وحريات الأفراد) على حرص الكويت في ترسيخ القيم الديموقراطية من خلال عملها على إصدار قرارات وتشريعات ساهمت في رسم ملامح الرقابة الإلكترونية وذلك تزامنا مع عقد المتلقيات الحوارية المستنيرة وذلك دعما للحوار المتمدن.
 
وشدد على أن الديموقراطية الرقمية اتاحت الفرصة لممارسة الحقوق السياسية بصورة مباشرة مع صناع القرار السياسي وذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي والإلكتروني كما أصبحت الحكومات أكثر تفاعلا وتقاربا مع شعوبها من خلال إطلاق ما يعرف بالحكومات الإلكترونية.
 
وذكر الشايع أن الديموقراطية الرقمية هي ممارسة مزدوجة الأطراف ما بين المواطنين والحكومات دون أن يعني ذلك تعدي أي طرف على آخر فلا زالت الثوابت الشرعية والدستورية للأمة والحقوق والحريات الأساسية للأفراد خط أحمر لا يجوز المساس به.
 
وأضاف إنه إنطلاقنا من مبدأ حماية السيادة الوطنية وتعزيز الحريات الأساسية للأفراد فإنه يجب علينا كبرلمانيين أن ندفع حكوماتنا في تجاه القرارات والقوانين الدولية التي تسن لضبط آلية تداول المعلومات وحرية الرأي والمشاركة السياسية عبر الوسائل الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي لتكون وسيلة للرقابة وليس للمراقبة فنحن اليوم بأمس الحاجة إلى التنظيم وليس كبحا للحريات وذلك حفاظا على الاستقرار السياسي والمجتمعي.
 
  ودعا الاتحاد البرلماني الدولي إلى العمل على تعزيز التعاون الدولي في مجال ترسيخ القيم الديموقراطية دون المساس بالثوابت الأساسية للأمم أو التعدي على حريات الأفراد وحقوقهم إضافة إلى التصدي لذريعة الأمن التي تتخذها بعض الدول النامية سببا في تقييد حرية التعبير عن الرأي.
  وطالب الاتحاد الدولي بأن يدفع باتجاه تسريع عجلة التنمية الديموقراطية وانتهاج التشريعات والقرارات الدولية الملائمة وذلك لإرساء دعائم الأمن والسلم الدوليين.
 
 
 
 
 لجنة البرلمانيات
 
وشهدت لجنة البرلمانيات المنعقدة على هامش اعمال الاجتماع ال133 للاتحاد البرلماني الدولي جدلا واسعا حول ابعاد الهجرة النسائية والواجب الاخلاقي والاقتصادي الأكثر عدلا وذكاء وإنسانية لمثل هذه الهجرة التي باتت قدرا لا مفر منه.
وناقشت اللجنة بحضور الدكتور خليل العبدالله العوامل التي تؤدي الى اجبار المرأة على الهجرة والمعروفة باسم الهجرة القسرية والفرص والتحديات التي تواجه النساء اثناء خوضهن تجربة الهجرة.
 
كما ناقشت وفود الاعضاء التدابير الواجب اتخاذها لحماية حقوق الإنسان للمرأة كمهاجرة.
وتستند لجنة البرلمانيات التابعة للاتحاد البرلماني الدولي الى ما وصفته <الهجرة المتزايدة للنساء لأسباب اقتصادية> ورغم ذلك فهن يعملن في القطاع الاقتصادي غير الرسمي في المقام الأول والذي نادرا ما يقدم ضمانات.
 
وساقت اللجنة في هذا المجال عددا من امثلة تلك الاعمال التي لا تقدم الضمانات الكافية مثل عاملات المنازل او من يتعرضن للاستغلال من قبل مسؤولي التوظيف وأرباب العمل وفي الغالب ما تنتهي هذه المجالات بلا تدخل حكومي لانهاء المشكلة.
كما تشير لجنة البرلمانيات الى مشكلة المهاجرات اللائي يعملن في الخارج وغالبا ما يواجهن الانفصال عن الأسرة لتوفير مقومات العيش.
 
ولا ينفصل الحديث عن هذا الباب حسب لجنة البرلمانيات من دون الاشارة الى الهاربات من الاضطهاد لأسباب سياسية أو غيرها ومن هن عرضة بشكل خاص للعنف الجنسي أثناء النزاعات.
وتشير اللجنة الى ما وصفتها تهديدات محددة أخرى تواجهها المهاجرات مثل الاتجار بهن او الزواج القسري او سقوطهن ضحايا لما يسمى بجرائم الشرف.
 
وتطالب لجنة البرلمانيات بضرورة اخذ هذه المخاطر والتجارب المؤلمة للمرأة سواء في المنزل أو أثناء الهجرة بعين الاعتبار اثناء انهاء إجراءات اللجوء وكذلك في مشاريع اعادة التوطين واستقبال المهاجرات وبرامج ادماجهن في المجتمعات الجديدة.
 
وطالبت مسؤولة لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة عصمت جاهان امام اللجنة بدور البرلمانيين في توعية الحكومات بضرورة الايفاء بحقوق الإنسان للمرأة في الهجرة القسرية.
في الوقت ذاته تناولت مسؤولة ملف المرأة في المنظمة الدولية للهجرة لوران دو بويك الفرص والتحديات التي تتعرض لها المرأة المجبرة على الهجرة.
 
وتقول لجنة البرلمانيات ان تعداد النساء المهاجرات يصل الى قرابة 123 مليون سيدة وعدد المجبرات على النزوح حوالي 29 مليونا وفق تقديرات عام 2014 وان قرابة 900 الف امرأة بحثن عن حق للجوء فرارا من نزاع او تبعات كوارث في العام ذاته.
 
 
 
 التجربة الكويتية
 
بدوره طالب رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان بتعميم التجربة الكويتية المتعلقة بمشاركة الطلبة والطالبات في الوفود البرلمانية على المستويين العربي والدولي، لافتا الى انه سيوجه دعوة الى مجلس الامة الكويتي لمشاركة الطلبة في الوثيقة الشبابية التي يعتزم البرلمان اطلاقها قريبا.   وقال الجروان في تصريح له: «ان مشاركة الشباب بدور متميز في صناعة القرار من خلال هذه المؤتمرات الدولية هو بمثابة تشريف، مؤكدا الدور الكبير المعول على الشباب من قبل صناع القرار».   وأضاف الجروان «ان اشراك الشباب المتميز من بناتنا وابنائنا الكويتيين نعتبرها مبادرة مميزة ورائدة نأمل في تعميمها على الوطن العربي، بل وفي العالم بأسره، فنحن نعيش في قرية صغيرة ولابد ان تكون لدينا فكرة الشراكة في صناعة الأمن والسلم الدوليين».
 
وتابع الجروان: «نحن مع اطلاع الشباب العربي على توجهات الحكومة والبرلمانيين والسياسيين، وبطريقة ايجابية تتبنى امكانات الشباب المتوافرة، من دون ان نفرض عليهم شيئا، داعيا الى فتح المجال امام الشباب للمشاركة الايجابية في المحافل الدولية واطلاق قدراتهم وتنمية مواهبهم».
 
وحول المؤتمر المتوقع ان يعقده البرلمان العربي، قال الجروان «ان مجلس الامة على علم بذلك وهناك لجنة تم تشكيلها لاعداد وثيقة الشباب التي ستعنى بدور الشباب في صناعة القرار، بمشاركة أكثر من ألف طالب على مستوى الوطن العربي ومنظمات المجتمع المدني، وتم ارجاء اصدارها بعض الوقت لمزيد من المشاركة الشبابية، مشيرا الى اننا في المراحل الاخيرة من صياغة وثيقة الشباب».
 
وقال الجروان «اوجه من خلال الصحافيين دعوة جديدة الى مجلس الامة الكويتي لاشراك الشباب ليدلوا بدلوهم في هذه الوثيقة من خلال القنوات المتبعة كالامانة العامة لمجلس الأمة والامانة العامة للبرلمان العربي واللجنة المعنية باصدار الوثيقة، خاصة واننا نعلم ان لدى الشباب الكويتي توجها متميزا».