وصل مئات المشاركين في مسيرة داعية للسلام إلى العاصمة الأفغانية، كابول، اليوم الإثنين، وهم منهكون بعد أن أمضوا شهر رمضان، وهم يسيرون في طقس شديد الحرارة عبر البلد الذي مزقته الحرب، والذي تسيطر حركة طالبان على معظمه.
وجميع من شاركوا في المسيرة رجال، بينهم معلمون، وطلاب، وضحايا حرب، يستعينون بعكاكيز للسير وأحدهم يجلس على مقعد متحرك.
وكانوا يلقون ترحيباً في قرى مروا بها في طريقهم من نساء يحملن القرآن ورجال يغنون ويرقصون أو يقدمون لهم الخبز واللبن وبعضهم لا يتمالك دموعه.
وقال إقبال خيبر27 عاماً وهو من هلمند ويدرس الطب: "رأيت وتعلمت أشياء لم تخطر ببالي من قبل... التقينا أناسا في مناطق تسيطر عليها طالبان، وأخرى تسيطر عليها الحكومة، والجميع متعب حقاً من الحرب".
وانطلقت المسيرة بعد مقتل 14 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات إثر انفجار سيارة ملغومة في هلمند يوم 23 مارس(آذار).
ولم تعلن أي جماعة مسئوليتها عن الانفجار.
وقال خيبر إن "المشاركين في المسيرة، الذين كان عددهم يتغير من يوم لآخر، قطعوا طرقاً رئيسية وأحياناً انحرفوا ليمروا بقرى، وكانوا يختارون مناطق خطرة محاولين مواجهة مخاوف الناس".
وأضاف "رأينا أشخاصاً يعانون متاعب جمة بسبب الحرب... بأمانة لم يدعني ضميري أهدأ. كان يؤلمني وتساءلت: لماذا لم نبدأ العمل من أجل السلام من قبل؟".
وقبل رمضان كان المشاركون في المسيرة يقطعون ما بين 30 و35 كيلومتراً يومياً، لكن مع بدء صيام رمضان كانوا يقطعون ما بين 20 و25 كيلومتراً يومياً.
ومروا بمنطقة في إقليم غزنة قالت لهم حركة طالبان ألا يدخلوها لخطورتها الشديدة.
وقال خيبر: "التقينا مقاتلي طالبان وبعد أن عرفنا أنفسنا قالوا لنا إننا ما كان يجب أن نأتي لأن المنطقة ملغومة، وإنهم يخططون لهجوم".
"بعد مناقشات معهم استمرت دقائق، بدا أنهم متعبون من الوضع برمته، ومن الحرب. ووجهونا لنعود إلى منطقة أكثر أمناً".
أقدام متقرحة ودموع
قال مكتب حاكم إقليم غزنة اليوم الإثنين إن "حركة طالبان احتجزت 6 جنود كرهائن أمس الأحد".
ونفت طالبان ذلك وقالت إن "الجنود انشقوا".
وقال محمد ياسين أُم&<740;د24 عاماً وهو معلم من إقليم زابل، إنه أنضم للمسيرة بعد مرور 21 يوماً على انطلاقها.
وأضاف: "كانت المجموعة سارت 15 يوماً بالفعل. عندما رأيت أقدامهم الدامية المتقرحة لم أقدر على تمالك دموعي، وقررت الانضمام إليهم".
كانت الحكومة الأفغانية، وحركة طالبان، أعلنتا وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار في عطلة عيد الفطر مما قاد إلى مظاهر مودة بين الجانبين شملت تبادل العناق، والتقاط صور ذاتية، سيلفي، بعد خروج المسلحين من مخابئهم، ودخول بلدات ومدن.
وأنتهى وقف إطلاق النار الذي أعلنته طالبان أمس الأحد.
ومدت الحكومة الوقف الذي أعلنته لمدة عشرة أيام بعد أن كان من المفترض أن ينتهي يوم الأربعاء المقبل.
وقال المشاركون في المسيرة إنهم لن يتوقفوا في كابول.
وقال أحدهم ويدعى بادشان خان: "وجدنا دعماً من الناس في كابول كما توقعنا... سننظم اعتصامات في الخيام، ونواصل السير إلى أقاليم أخرى لحشد مزيد من الدعم".