حذرت القاهرة، الأربعاء، من تأثيرات مرتقبة لتغير المناخ على المياه فى الساحل الشمالى لمصر تؤدي إلى هجرة ما لا يقل عن 5 ملايين شخص من دلتا النيل.
جاء ذلك خلال كلمة وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، أمام المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول المياه من أجل التنمية المستدامة المنعقد بالعاصمة الطاجيكية دوشنبه، لمدة 3 أيام.
وقال عبد العاطي إن التنبؤات السكانية لعام 2025، يتضح معها أن نصيب الفرد من المياه قد ينخفض ​​إلى أقل من 500 م 3 سنويًا (بدلا من 600 حاليا) مع مؤشرات التدهور السريع فى جودة المياه السطحية والجوفية.
وأشار إلى أن الفجوة بين الاحتياجات والمياه المتوافرة تبلغ نحو 21 مليار م3 سنويا يتم التغلب عليها عن طريق إعادة استخدام مياه الصرف والاعتماد على المياه الجوفية السطحية فى الوادى والدلتا.
ولفت إلى أن مصر تعد مثالًا نموذجيًا لدولة نامية معرضة بشدة للتغيرات المناخية وتواجه العديد من التهديدات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وأوضح عبد العاطي أن هذه الضغوط تتمثل فى ارتفاع مستوى سطح البحر، تسرب المياه المالحة إلى خزانات المياه الجوفية الأرضية علاوة على المناطق المعرضة للغمر بسبب انخفاض مناسيبها الجغرافية مثل دلتا النيل.
وتابع: "الملايين من الناس فى دلتا النيل معرضون للخطر وإعادة التوطين وضياع استثمارات تقدر بمليارات الدولارات، ومن المتوقع أن تؤدى تأثيرات تغير المناخ فى الساحل الشمالى لمصر إلى هجرة ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص من دلتا النيل إذا لم يتم اتخاذ إجراءات التكيف المناسبة".
كما تتنبأ دراسات تغير المناخ بانخفاض إنتاجية محصولين رئيسيين في مصر (القمح والذرة) بنسبة 15% و19% على التوالي بحلول عام 2050 وتمليح نحو 15% من أكثر الأراضى الصالحة للزراعة فى دلتا النيل، وفق عبد العاطي.
وأكد عبدالعاطي أن الوضع المعقد لمصر لا يمكن معه قبول تناقص حقوق مصر التاريخية والاستخدامات الحالية فى مياه النيل، وأن لا أحد على الأرض سيقبل بموت شعبه بسبب العطش والمجاعة.
وأشار الوزير المصري إلى أن التعاون المشترك مع دول الحوض يجب أن يعتمد على النفع المشترك وعدم الإضرار بالغير.
وتخشى القاهرة من احتمال أن يؤثر سد النهضة الإثيوبي سلباً على تدفق حصتها السنوية من نهر النيل، مصدر المياه الرئيسي لمصر. 
بينما تقول إثيوبيا إن السد سيحقق لها فوائد عديدة، لاسيما في إنتاج الطاقة الكهربائية، ولن يُضر بدولتي المصب، السودان ومصر.