أكد عضو رابطة الأدباء الكويتية الدكتور فيصل القحطاني اليوم الخميس أن الثقافة أو ما اسماه بالقوى الناعمة هي الوسيلة الأنجع لمد الجسور بين الشعوب والأسرع في إيصال الرسائل الإنسانية بينها.
جاء ذلك في كلمة للقحطاني أمام الدورة الأولى للمنتدى الأدبي الصيني العربي الذي يقام تحت عنوان (الإبداع الأدبي على طريق الحرير الجديد) بمشاركة عدد كبير من المثقفين والأدباء الصينيين والعرب.
وقال أن المنتدى "نوع من مد الجسور بين المثقفين العرب والمثقفين والكتاب الصينيين" مشيرا إلى أن ذلك يقرب المسافات بين الشعوب لاسيما وأن الصين "تحضر بقوة" في المشهد العالمي ليس اقتصاديا فقط وإنما ثقافيا أيضا.
ونوه بما لدى الصين من "مخزون ثقافي كبير جدا" نظرا لمساحتها الكبيرة وللتعددية السكانية فيها إضافة إلى أنها مبادرة دائما اقتصاديا "وتبادر اليوم ثقافيا".
وأضاف القحطاني أن الصين تستخدم هذه الفترة "بذكاء شديد" ما يسمى ب"الثقافة أو القوى الناعمة" للدخول إلى أفئدة وضمائر الشعوب مؤكدا ان هذه القوى يمكن استخدامها لتوصيل رسائل إنسانية ليست من الضرورة أن تكون سياسية "وان دخلت فيها السياسة لأنها جزء ومكون في حياتنا اليومية".
وأشار الى أن المنتدى فرصة للكتاب والأدباء العرب لدراسة وقراءة مقالات الكتاب الصينيين كما أنه فرصة "لنا ولهم لكي نعرف بعضنا البعض" مؤكدا حاجة المجتمعات العربية إلى التنوع والتعدد الثقافي مع الصين كما هي الحال مع الغرب.
ولفت القحطاني إلى أن حضور القضية الاجتماعية في الأدب الكويتي أصبح في السنوات الأخيرة واضحا لاسيما بعد أحداث ما يسمى "بالربيع العربي وثورات 2011".
وأشار إلى أن القضية الاجتماعية والخطاب الاجتماعي أخذا في الفترة الأخيرة بالظهور بشكل قوي مبينا أن الإنسان "مهما ابتعد ومهما أخذ من أيديولوجيات وأفكار لن يعود إلا لذاته الإنسانية".
وذكر أن الكاتب "مهما دعم وساند فلن يجد إلا القضية الاجتماعية والإنسانية التي يشعر بالفعل بالراحة وهو يكتب لها".
وقال مخاطبا الجمهور "نجد الآن على مواقع التواصل الاجتماعي مثلا آلاف الكتاب والأدباء يكتبون عن طفل سوري غريق على سواحل أوروبا ويرسمون عنه" لافتا إلى أن ذلك "حركنا اجتماعيا وإنسانيا".
وأكد في هذا الإطار ضرورة حضور القضية الاجتماعية الإنسانية موضحا أن الرواية الكويتية تعيش في هذه الفترة أفضل حالاتها "لأنها تلفت إلى القضية الاجتماعية والإنسانية".
وتطرق في هذا السياق إلى نموذجين للأديب الأستاذ الكبير إسماعيل فهد إسماعيل "عراب الرواية الكويتية" وهما (في حضرة العنقاء) و(الخل الوفي).
وأشار أيضا إلى نموذج كاتب شاب هو عبد الله البصيص الذي اهتم في روايتيه اللتين كتبهما بالقضايا الاجتماعية والإنسانية مؤكدا في هذا الإطار أنه مهما تقدم العمر "يظل الإحساس الإنساني موجود داخلنا".
وأوضح أن القضايا الاجتماعية الإنسانية موجودة ومتكررة في مجتمعاتنا "فعندما تتكلم عن قضية امرأة أو العنف الأسري سوف تجدها في كل المجتمعات في الصين وأوروبا وليس مجتمعاتنا العربية فقط لأنها قضية اجتماعية وتأخذ الطابع الإنساني".
وتطرق القحطاني في كلمته إلى الأدب الروائي في الكويت بلمحة تاريخية لافتا إلى أن هذا الأدب طرأ حديثا على مجتمعاتنا العربية ولم يكن موجودا بالشكل المؤثر الموجود حاليا.
وأشار إلى أن الكويت بدأت في أواخر الأربعينيات ولكن كتابة الرواية أخذت أبعادا أخرى في الستينيات.
ولفت إلى أن الكويت كما هي حال دول أخرى تعاني من مشاكل اجتماعية "انعكست على الحياة الأدبية والفكرية فيها" مضيفا "وبالتالي نجد أن كل الكتابات التي مرت في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات كانت تتحدث عن الواقع الاجتماعي".
وأكد في الوقت ذاته الحضور القوي للخطاب الاجتماعي في الرواية الكويتية مشيرا إلى أن عودة الكاتب الروائي الى مجتمعه ومحيطه من أهم أسباب هذه العودة القوية.
يذكر أن الدكتور القحطاني شغل سابقا منصب رئيس قسم المذيعين بإذاعة دولة الكويت ويترأس حاليا قسم التلفزيون بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
ومن أعمال القحطاني رواية "أخيلة الماضي" (تحت الطبع) فضلا عن عدد من الإصدارات العلمية منها "تقنيات كتابة الدراما التلفزيونية عند عبد العزيز السريع" و "ملامح مسرح ما بعد الدراما في المسرح الكويتي الحديث".
ويقام المنتدى الذي تستمر فعالياته يوما واحدا بالتعاون بين الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب واتحاد كتاب الصين والنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر.
ويشارك في المنتدى كتاب من الصين ومصر والإمارات والسودان واليمن وعمان والكويت وفلسطين والجزائر وغيرها من الدول العربية إضافة إلى عدد من الشخصيات العامة.
ويهدف المنتدى إلى تطوير علاقات التعاون الثقافي والفكري المشترك بين الأدباء والكتاب والمفكرين الصينيين والعرب.