قال الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي اليوم الثلاثاء ان منتدى التعاون العربي الصيني ومبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ حول (الحزام والطريق) رسما مسارا واضحا للعلاقة بين الدول العربية والصين في المجالات المختلفة.
جاء ذلك في تصريح ادلى به الوزير الخالد لوكالة الانباء الكويتية (كونا) وتلفزيون دولة الكويت على هامش ترؤسه وفد دولة الكويت في الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني.
وأضاف أن ذلك المسار تم تحقيقه خلال الأربع سنوات الماضية منذ إعلان الرئيس الصيني لمبادرة (الحزام والطريق) مشير الى وجود برامج تنفيذية تم تحقيقها في هذا المجال فضلا عن التنسيق والتشاور السياسي والاقتصادي والتعاون الثقافي والسياحي المستمر بين الجانبين العربي والصيني.
ودعا الى ضرورة "التخفيف من حدة البعد الجغرافي بين الدول العربية والصين" وذلك عبر التواصل في التشاور والحوار وإقامة مشاريع مشتركة اقتصادية وتجارية وكذلك ثقافية تربط بين الدول العربية وشعوبها مع الصين وشعبها الصديق.
وأشار الى تأكيد الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى التعاون العربي الصيني ضرورة تعميق الشراكة بين الجانبين العربي والصيني فضلا عن تطرقه الى جملة من القضايا العربية ولاسيما المعقدة منها.
وقال الوزير الخالد "نحتاج الى الصين كدولة كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن للبحث والتحاور معها حول تلك القضايا وايجاد تفاهم وحلول بشأنها" مضيفا ان الصين تدعم حقوق الشعوب وتدعم الحرية والعدالة والمساواة و"هذه المواقف تتضح جليا في جميع قضايانا وعلى رأسها القضية الفلسطينية".
ولفت الى الدعم المستمر الذي تقدمه الصين للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني قائلا " استمعنا لتفاعل الرئيس الصيني مع الأزمات في المنطقة وتخصيص 20 مليار يوان صيني (نحو ثلاثة مليارات دولار) كقروض لإعادة إعمار دول في منطقة الشرق الأوسط" معتبرا ان "هذه المبادرة تعكس تفهم الصين لاحتياجات المنطقة من اجل السلام الى جانب تعزيزها للعلاقات بين الدول العربية والصين.
وشدد الوزير الخالد على وجوب التركيز على برنامج التنمية التي أعلن عنه الرئيس الصيني في المنتدى لاعادة الاعمار في عدد من الدول العربية مشيرا الى تخصيص الحكومة الصينية مبلغ 600 مليون يوان (حوالي 100 مليون دولار) كزيادة لمساعدة سوريا واليمن ولبنان والاردن اذ ستساهم هذه المبادرات في تخفيف معاناة الشعوب العربية. وأكد أهمية اعلان الصين عن زيادة حصتها في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا) لتتمكن الوكالة من القيام بمهامها على اكمل وجه لاسيما بعد قيام الولايات المتحدة الامريكية بتخفيض مساهمتها فيها. وأوضح ان كلمة الرئيس الصيني في المنتدى وما تضمنتها من قرارات ومواقف ترسم خارطة طريق وتضع ركائز لتعزيز المسارات في خطة الشراكة الاستراتيجية من شأنها دفع العلاقات بين الصين والدول العربية نحو آفاق أوسع وارحب.
وقال ان جميع الدول العربية لديها شراكات كبيرة مع الصين في عدة مجالات اذ عبر عنها عدد من وزراء الخارجية العرب خلال المنتدى مشددا في الوقت ذاته على ضرورة ان تبنى العلاقة العربية الصينية على أسس وركائز قوية تعزز من خطة الرئيس الصيني في مبادرة (الحزام والطريق) في المستقبل.
وكان سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قد غادر العاصمة الصينية بكين في وقت سابق اليوم بعد قيام سموه بزيارة دولة الى الصين على رأس وفد رفيع المستوى شهد خلالها التوقيع على سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في المجالات المختلفة فضلا عن ترؤس سموه وفد دولة الكويت في افتتاح منتدى التعاون العربي الصيني.