رفعت الكويت من درجة الاجراءات الأمنية الاحترازية على الحدود الشمالية في ظل تصاعد المظاهرات في مدن الجنوب العراقي ووصولها الى المعبر الحدودي العراقي-الكويتي .  و‏أعلنت الخطوط الجوية الكويتية عن إلغاء رحلاتها المتوجهة إلى مدينة النجف العراقية وذلك ابتداءً من يوم السبت وحتى إشعار آخر؛‏ وذلك بسبب الظروف الأمنية الحالية في مطار النجف الذي اقتحمه متظاهرون محتجون على الأوضاع المعيشية في المدينة. وكان محتجون قد نزلوا إلى شوارع مدينة البصرة مطالبين بتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل.
 ومنعوا الوصول إلى ميناء أم قصر للبضائع القريب من المدينة، فيما اقتحم آخرون مطار محافظة النجف احتجاجا على تردي الخدمات. ومنعت القوات العراقية بعض متظاهري مدينة الناصرية من اقتحام منزل محافظ ذي قار يحيى الناصري، فيما استخدمت القوات القنابل المسيلة للدموع لغرض تفريقهم.
 و أكدت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي بأن الأوضاع الأمنية في البلاد طبيعية، مشيرة إلى أن الأحداث الجارية بالقرب من الحدود الشمالية هي شأن داخلي لدولة الجوار و ان مايقوم به الجيش الكويتي بالتعاون مع الاجهزة الامنية ماهو الا اجراءات احترازية.
وقام رئيس الأركان يرافقه عدد من القيادات العسكرية للاجهزة الأمنية في الدولة، بزيارة تفقدية للمنطقة الشمالية للبلاد للوقوف على جاهزية القوات وعلى الاجراءات الاحترازية المتخذة .
ورفعت وزارة الداخلية الكويتية درجة التأهب عند الحدود الشمالية، منذ أمس الاول ، بسبب الأحداث في جنوب العراق. 
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أمس أن الأوضاع على الحدود الشمالية للكويت يسودها الأمن والهدوء وليس هناك ما يدعو إلى القلق بشأن تلك الأوضاع، مشددا على أن الجهات الأمنية المختلفة تراقب عن كثب الأوضاع الأمنية هناك وتطوراتها.
وقال المصدر في بيان إن الكويت تتابع باهتمام بالغ الأحداث والتطورات الأخيرة في جمهورية العراق الشقيقة والمتمثلة بالمظاهرات والاحتجاجات التي جرت هناك وتؤكد ثقتها بقدرة الأشقاء في العراق على معالجة هذه الأحداث بما يحقق الحفاظ على أمن واستقرار العراق وسلامة أبنائه.
وأعرب المصدر عن تمنياته بعودة الأوضاع الى طبيعتها والهدوء إلى ربوع العراق ليتمكن الأشقاء من تجاوز هذه الظروف الاستثنائية الصعبة والتصدي لما يواجهونه من تحديات.
و أكدت سفارة الكويت لدى بغداد أمس  سلامة الرعاية الكويتيين في المدن العراقية التي تشهد مظاهرات شعبية، داعية اياهم في الوقت نفسه الى تجنب اماكن التجمهر والطرق البرية.
وقال السفير سالم الزمانان في تصريح ل (كونا) انه «في الوقت الذي نؤكد فيه سلامة جميع المواطنيين الكويتين الزائرين للعراق فاننا ندعوهم الى الابتعاد عن امكان التجمهر مع تجنب الطرق البرية».
ودعا الى ضرورة التنسيق مع السفارة في بغداد حول موضوع السفر الى الكويت .
ودفعت الاحتجاجات في العراق بالمجلس الوزاري للأمن الوطني لعقد اجتماع طارئ برئاسة رئيس الحكومة حيدر العبادي لمناقشة الوضع الأمني.
وتتواصل الاحتجاجات في كبرى مدن الجنوب، البصرة، لليوم الخامس على التوالي، حيث خرج محتجون إلى شوارع المدينة ومنعوا الوصول إلى ميناء أم قصر البحري للبضائع، مطالبين بتوفير وظائف وتحسين الخدمات الحكومية.
المحتجون وسعوا نطاق احتجاجاتهم حيث اقتحموا مبنى المحافظة في النجف ومنها اقتحموا مقرات الأحزاب كحزب الدعوة وتيار الحكمة ومحاولاتهم اقتحام مقرات كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وتمت مواجهة المحتجين بالرصاص الحي من قبل حراس المقرات.
بدورها المرجعية الدينية في النجف عبرت عن تأييدها لمطالب المتظاهرين مع التشديد على سلمية التظاهرات وعدم المساس بالممتلكات العامة فضلا عن حث القوات الأمنية الحفاظ على سلامة المحتجين وكذلك مقتدى الصدر.
هذا وأعلنت دائرة صحة محافظة ميسان (الجنوب)، الجمعة ، عن مقتل أحد المتظاهرين وإصابة 15 آخرين في التظاهرات التي شهدتها مدينة العمارة، مركز المحافظة، يوم الجمعة.
وقال مدير إعلام دائرة صحة ميسان محمد الكناني، إن حصيلة ضحايا التظاهرات التي شهدتها ميسان بلغت قتيلا واحدا و15 جريحا.