تحظى الحركة الثقافية والأدبية في دولة الكويت باهتمام واسع من القيادة العليا بالبلاد ولذلك أصدرت مرسوما بإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ليكون جسرا للتواصل مع الثقافتين العربية والعالمية.وصدر المرسوم الأميري بإنشاء هذا المجلس بتاريخ 17 يوليو 1973 لتأخذ الدولة على عاتقها الدور الرئيس في عملية التنمية الفكرية والثقافية والفنية ضمن رؤية واضحة تعمل على رعاية الثقافة والفنون والنهوض بها.وأكد مسؤولان في المجلس الوطني دور هذا الصرح الثقافي والحيوي في هذا الشأن مشيرين إلى ان المجلس يتحمل أعباء تنمية وتطوير الإنتاج الفكري واغنائه وتوفير المناخ المناسب للانتاج الفني والادبي.وقال الامين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الدكتور بدر الدويش لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين ان المجلس الوطني يضطلع بعدة مهام حددت في المادة الثالثة من المرسوم ومن بينها مسح الواقع الثقافي وجمع البيانات عن مجهودات الهيئات المختلفة فيما يتعلق بأوجه النشاط.واوضح الدويش ان من مهام المجلس ايضا اجراء دراسات دورية حول الجهد المبذول من اجل نمو الثقافة وازدهارها وتقدم الادب واصدار المؤلفات والمعاجم والفهارس وتجميع الوثائق والاسهام في نشر الانتاج الفكري الجيد والمترجم.واضاف ان المجلس يقوم كذلك بمهمام التبادل الثقافي والمشاركة في المعارض والمؤتمرات والفعاليات الثقافية والفنية الى جانب انشاء جوائز تمنح لأحسن انتاج محلي في الثقافة والفنون والاداب.وذكر ان المادة الثانية من المرسوم حددت اهداف المجلس ومن بينها تمتين الروابط مع الهيئات الثقافية العربية والاجنبية ووضع خطة ثقافية تستند الى الدراسات الموضوعية لاحتياجات البلاد.وقال ان المجلس ينظم العديد من المهرجانات والمعارض والفعاليات الثقافية والفنية منها معرض الكويت الدولي للكتاب ومهرجان القرين الثقافي ومهرجان الكويت المسرحي والمهرجان الثقافي للأطفال والناشئة ومهرجان الموسيقى الدولي ومهرجان أجيال المستقبل ومهرجان صيفي ثقافي والمعرض الشامل للفنانين التشكيليين.وأشار الدويش الى إقامة المجلس أسابيع كويتية ثقافية كويتية خارج الكويت واستقبال أسابيع ثقافية عربية وعالمية داخل الكويت وذلك في اطار سياسته ودوره في التبادل الثقافي وتقريب الثقافات.من جهته اكد الامين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الدكتور عيسى الانصاري في تصريح مماثل ل(كونا) ان الكويت تحتل موقعا مهما في الخريطة العالمية للثقافة.وبين الانصاري ان للكويت اتفاقيات وعضويات كثيرة منها اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي وعضوية اللجنة الحوكمية واتفاقية حماية التراث العالمي واخرى لحماية التراث المادي.وأشار الى الرغبة السياسية والمجتمعية الداعمة للاستثمار الأمثل لطاقات الشباب وتوجيه حراكهم الى ثقافة متنامية وشابة محورها الابداع ومواكبة المفاهيم العالمية في الاستثمار في الشباب والمواهب والتنقيب عن فرص لادماج الشباب في التنمية المجتمعية.واوضح ان الكويت وقعت أيضا اتفاقية السوق العربية المشتركة التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومعهد العالم العربي في باريس والعديد من الاتفاقيات الامر الذي أوجب معه التعاون والتشارك وتفعيل مضامين الاتفاقيات من خلال استراتيجية ورؤية واضحة.وبين ان المجلس الوطني يسعى من خلال ذلك الى ان تكون الكويت نافذة على العالم تعبر من خلالها ثقافتنا المتنوعة بصفاتها الأصلية والاصيلة وقدراتها المبدعة لتعبر عن سمات وألوان الهوية الكويتية بكل حرية مع قبول منتجات الثقافات الأخرى والتفاعل الايجابي معها.وقال ان المجلس يسعى كذلك الى ان يصبح المساهم الرئيس في صناعة الابداع الثقافي الكويتي ومصدريه الى العالم عبر ترسيخ الهوية الثقافية الكويتية والحفاظ على مكتسباتها الموروثة.واوضح ان المجلس يتطلع محليا إلى أن تصبح الممارسة الثقافية حقا لكل مواطن وان يكون التعبير عن النفس عبر الأعمال الثقافية متاحا لكل أبناء الوطن وان تكون الأنشطة الثقافية جزءا رئيسا من الحياة الاجتماعية الكويتية والعالمية كذلك.واشار الانصاري الى دور المجلس في التبادل الثقافي العالمي مبينا انه يقوم بترسيخ اليات التعاون مع المؤسسات الثقافية والمعلوماتية والمكتبات الوطنية محليا واقليميا ودوليا.ولفت الى ان المجلس يعقد أيضا بروتوكولات تعاون لتفعيل التواصل بين مكتبة الكويت الوطنية والمكتبات الوطنية الاقليمية والدولية كما يشارك في المؤتمرات والندوات المهنية والثقافية محليا ودوليا.وأضاف ان المجلس يقدم كذلك المبادرات والمشروعات الفنية لضبط وتطوير اليات العمل ويتعاون ويتشارك مع مؤسسات المعلومات الدولية في تبادل مصادر المعلومات وتنمية الخدمات ويساهم في تطوير البرامج والسياسات واللوائح الفنية في المؤسسات المعلوماتية.وأكد ان المجلس الوطني يهتم بالانضمام الى الاتفاقات الحكومية والدولية ذات العلاقة بالتراث الثقافي والحضور على الصعيدين الاقليمي والعالمي اضافة الى اهتمامه باستحداث وتطوير برامج متخصصة مع المؤسسات العالمية.وذكر ان الكويت تشارك في العديد من الاجتماعات الثقافية العالمية منها اجتماعات اليونسكو الدولية ولجنة التراث العالمية ومنظمة الايكروم والمنظمة الدولية للعلوم والتربية والثقافة والمنظمة الاسلامية للعلوم والترببة والثقافة واجتماعات مؤتمر الاثار والتراث الحضاري في الوطن العربي.واضاف ان الكويت لم تغب أيضا عن الاجتماعات والندوات العالمية التي تقيمها الجامعات والمعاهد المتخصصة واجتماعات دول مجلس التعاون للأمانة العامة للثقافة.وبين الانصاري ان المجلس يقيم معارض ثقافية دولية ومحلية للتعريف بالكويت ويطور برنامجا للتبادل الثقافي ويشجع على التواصل مع مختلف الدول لتبادل الخبرات اضافة الى استحداث برامج تدريب في مختلف المجالات الثقافية والفنية.