عقد مجلس الأمة جلسة ختامية لفض دور الانعقاد العادي الثاني للفصل التشريعي الخامس عشر في 27 يونيو 2018 على أن يعقد جلساته لدور الانعقاد الثالث في أكتوبر المقبل. وقرر المجلس الموافقة على إثبات التقارير الختامية للجان البرلمانية في المضبطة من دون تلاوتها. وتمت تلاوة مرسوم فض دور الانعقاد وألقى رئيسا مجلسي الأمة والوزراء كلمتين بهذه المناسبة.
كلمة رئيس مجلس الأمة
أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم أن الظروف الاستثنائية الدقيقة التي تعيشها المنطقة تستوجب على السطلتين التصرف كرجال دولة مؤتمنين على حاضر ومستقبل الكويت.
وقال الغانم في كلمته في فض دور الانعقاد إن مفهوم رجال الدولة يتطلب التحلي بصفات البصيرة السياسية والإيثار الجمعي والنضج والحكمة كبدائل عن الانفعال والصخب السياسي والارتجال.
وجاء في نص كلمة الرئيس الغانم ما يلي:
ها نحن نطوي اليوم، دور انعقادنا الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر، في وقت تعيش فيه منطقتنا، بما فيها الكويت، ظروفًا استثنائية دقيقة، تتطلب عنوانًا عريضًا لسلوكنا السياسي، حكومة ومجلسًا، وهو ضرورة التصرف كرجال دولة مؤتمنين على حاضر ومستقبل الكويت.
وعندما أقول رجال دولة فأنا أشير إلى تلك المناقب التي يجب التحلي بها ومنها البصيرة السياسية بديلًا عن قصر النظر  والإيثار الجمعي بديلًا عن الأنانية الفردية والمصالح الضيقة والنضج والحكمة كبديلين عن الانفعال والصخب السياسي والتخطيط بديلًا عن الارتجال
نقول هذا الكلام لأننا لسنا في جزيرة معزولة، بل جزء من محيط إقليمي، نتأثر به ونؤثر فيه
وهذا المحيط الإقليمي، فضلًا عن كونه متخمًا بملفاتهِ الجيوسياسيةِ المزْمنةِ والقديمةِ، فقد أَصْبح محيطًا متقلبًا ومتحوّلًا ودائمَ التغير
وإننا إزاء التعاطي مع منطقة، تمثل كل ملفاتها السياسية جروحًا مفتوحة، فلا نكاد نألف التعامل مع ملف ساخن ومستجد، إلا وقد فتح ملف آخر على مصراعيه، سمته الأساسية أنه يمضي إلى المجهول السياسي ويخلط الأوراق ويبعثر الحقائق على الأرض
سمو أمير البلاد من جهته، ما انفك يحذر وينبه ويقرع الجرس إزاء ما يحدث حولنا، ولعل آخر تحذيراته ما جاء في كلمته في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، عندما ركز بشكل واضح على ما يحدث في منطقتنا وضرورة اليقظة والوحدة والتماسك الداخلي إزاء التعاطي مع تأثيراته
والسؤال المطروح هنا.. كيف لنا كبرلمان وحكومة أن نترجم تخوفات سمو الأمير وتحذيراته؟
إن المسؤوليةَ عظيمة والحمل ثقيل، وتعاطي مجلسنا مع الظروف المحيطة بنا وتحصين وطننا سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا، والمضي حثيثا على طريق التنمية المستدامة والمتينة، عامل مهم ومفصلي في بعث الرسائل الواضحة إلى الداخل والخارج
قبل أن أختتم دور الانعقاد الجاري، أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لكم.. أعضاء المجلس من النواب، وأعضاء المجلسِ من الوُزراء وعلى رَأْسِهِمْ سمو رئيس مجلس الوزراء، ونائبه الأول الذي نسأل الله - تعالى- أن يشافيه ويعافيه، على ما قمتم به من عمل وجهد طوال دور الانعقاد، كما لا يفوتني أن أشكر الأخ العزيز نائب الرئيس، والأخ العزيز أمين السر والإخوة أعضاء مكتب المجلس في إعانتي على إدارة أعمال المجلس.
كما أتقدم بجزيل الشكر والامتنان للأمين العام لمجلس الأمة، وكافة العاملين بالأمانة العامة الذين يعملون بكامل جهدهم وطاقتهم.
والشكر موصول كذلك لحرس مجلس الأمة، قيادة وضباطًا وضباط صف وأفرادًا على المجهود الواضح في تأمين مرافق المجلس، مشيدًا بحس المسؤولية العالي لديهم وانضباطهم وطيب تعاملهم ورقي أدائهم.
كما لا يفوتني أن أشكر كافة وسائل الإِعلام المقروءة والمرئية والمسموعة على حسن متابعتها وتغطياتها لنشاطات وأعمال المجلس المختلفة من جلسات ولجان وفعاليات مختلفةٍ.
وفي الختام أدعو الباري عز شأنه أن يديم نعمةَ الأمن والأمان على بلدنا الحبيب بأمل اللقاء مرة أخرى بإذن الله في بداية دور الانعقاد المقبل في أكتوبر المقبل
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وسمو ولي عهده الأمين.
كلمة سمو رئيس مجلس الوزراء
أعرب سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح عن خالص الشكر لمجلس الأمة على جهوده للسعي لتكريس احترام الدستور وتحقيق التعاون الصادق.
وقال سموه في كلمة فض دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي الخامس عشر ألقاها نيابة عنه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، إن جلسات مجلس الأمة شهدت تكريس الممارسة البرلمانية البناءة.
وأعرب سموه باسم الحكومة عن خالص التقدير والثناء لرئيس مجلس الأمة على إدارته للجلسات وصبره وحكمته في إدارة العمل بالمجلس بكفاءة وخبرة وكان خير معين على تحقيق الإنجازات.
وأكد أن سعي الحكومة على تذليل العقبات كان تأكيدًا على النوايا الصادقة لاستهداف المصلحة العامة للوطن والنهوض بأعباء المرحلة الحالية وتبعاتها واستحقاقاتها.
وتمنى سموه استكمال مسيرة التعاون بين الحكومة ومجلس الأمة في دور الانعقاد المقبل لتحقيق المزيد من الإنجازات وتحقيق الآمال الوطنية.
وفيما يلي نص كلمة سمو رئيس مجلس الوزراء:نلتقي اليوم في ختام دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر معبرًا عن خالص الشكر والتقدير لمجلسكم الموقر على جهوده المثمرة البناءة في السعي لتكريس احترام الدستور واللائحة الداخلية وتجسيد المبادئ الوطنية وتحقيق التعاون الصادق كترجمة حقيقية لقواعد العمل المشترك الهادف بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لحمل الأمانة وأداء المسؤولية وخدمة الوطن وتحقيق تطلعات أبنائه في غد أفضل يلبي الطموحات والغايات الوطنية.
لقد شهدت جلسات المجلس الموقر الحرص على تكريس الممارسة البرلمانية السليمة وجرت المناقشات التي دارت خلالها في جو ودي بناء بحوار موضوعي واعٍ كما كان تعاون الحكومة وحرصها الصادق على تذليل كافة العقبات وتقديم كل ما يحتاجه العمل البرلماني تأكيد على النوايا الصادقة لاستهداف المصلحة العامة التي نحرص جميعًا على تحقيقها.وقد أثمرت تلك الجهود البناءة إنجازات كبيرة وتشريعات مستحقة وقوانين لازمة تدعم البنية التشريعية في الكويت وتدفع عملية الإصلاح وتحقيق الرخاء والتنمية المنشودة.
وإن كان أيها الإخوة من كلمة حق يجب أن تقال فإني أتوجه باسم الحكومة جميعا إلى الأخ مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة بخالص التقدير والثناء على إدارته للجلسات وصبره وحكمته في إدارة العمل في المجلس بكفاءة وخبرة مما كان خير معين على تحقيق الإنجازات.
كما لا يفوتني أن أتوجه بوافر الشكر والتقدير إلى جميع الخبراء والمستشارين والباحثين والفنيين وجميع العاملين سواء في الأمانة العامة لمجلس الأمة أو الجهات الحكومية ممن ساهموا بعملهم وجهدهم ومقترحاتهم وأفكارهم في تحقيق الإنجازات وتسيير العمل البرلماني على النحو المأمول وكذلك إلى جميع العاملين في الإعلام والصحافة الذين تابعوا أعمال مجلس الأمة وأدوا عملهم بأقصى درجات المهنية والاحتراف والنزاهة والحياد.
وختاما أتمنى لجميع الأخوة الأعضاء إجازة سعيدة آملًا أن يجمعنا المولى - سبحانه - في دور الانعقاد القادم لنستكمل معًا مسيرتنا في تحقيق المزيد من الإنجازات للنهوض بأعباء المرحلة الحالية وتبعاتها واستحقاقاتها لتحقيق الآمال الوطنية في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما.