بعد عامين على تخرجه من الجامعة، يمضي علي لامير (26 عاما) يومه جالسا في مقهى في وسط الجزائر العاصمة وهو يفكر في كيفية الحصول على فرصة عمل.
لكن لامير ليس بمفرده في هذا الوضع، فما يزيد عن واحد من بين كل أربعة جزائريين تحت سن 30 عاما يعاني من البطالة في بلد ما زال يعتمد بشدة على صادراته من النفط والغاز، على الرغم من وعود رسمية لا حصر لها بتنويع الاقتصاد على مدى سنوات عديدة.
وقال لامير، المتخرج من معهد العلوم القانونية والإدارية بالجزائر العاصمة، ”شهادتي الجامعية بدون فائدة. أبحث عن وظيفة منذ عامين، لكن بدون جدوى“.
وبخلاف جارتيها تونس والمغرب، لم تحرز الجزائر تقدما يذكر في جذب سياح أجانب، بينما يبتعد عنها المستثمرون خارج قطاع الطاقة بفعل المخاوف الأمنية والبيروقراطية المعوقة.
ولم يعزز برنامج قروض بدون فوائد، تم تطبيقه منذ عشرين عاما لتشجيع الشبان الجزائريين على بدء أنشطة أعمال خاصة بهم، الآمال بدعم القطاعات الأخرى غير الطاقة، التي تشكل الآن ستة في المئة فقط من الصادرات.
وقالت عزيزة باري (24 عاما) وتحمل شهادة في الاقتصاد من جامعة الجزائر ”تقدمت بطلبات للحصول على وظيفة في شركات عديدة، لكني لم أتلق سوى وعود“.
وأظهرت بيانات رسمية أن إجمالي معدل البطالة في الجزائر في الربع الأول من 2018 بلغ 11.1 في المئة، لكن نسبة البطالة كانت 26.4 في المئة بين الشباب دون ثلاثين عاما، الذين يشكلون ما يزيد عن ثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 41 مليون شخص.