جددت الكويت مساندتها لأفغانستان في تحقيق السلام والاستقرار الدائمين من خلال تسوية تفاوضية دبلوماسية والوقوف الى جانبها في حربها ضد الارهاب ودعم جهودها الحثيثة من اجل بسط سيطرتها وسيادتها على كامل اراضيها.

جاء ذلك في كلمة الكويت خلال جلسة مجلس الامن حول افغانستان التي ألقاها المندوب المناوب لوفد دولة الكويت الدائم لدى الامم المتحدة المستشار طلال الفصام مساء امس الاثنين.

واكد الفصام ان اهمية التصدي للتهديد الذي يشكله الارهاب تكمن من خلال الالتزام الجماعي بمكافحة هذه الآفة ومحاربتها وفي اطار الاستراتيجية الدولية لمكافحة الارهاب.

وقال "نعقد جلستنا ونحن على بعد شهر واحد فقط من انعقاد الانتخابات البرلمانية في افغانستان فالمرحلة التي تمر بها حاليا مهمة ودقيقة للغاية اذ تشهد فيها مشاورات مكثفة ما بين الاحزاب السياسية استعدادا لعقد الانتخابات البرلمانية في 20 اكتوبر المقبل".

واشاد الفصام بالدور الحيوي لبعثة الامم المتحدة للمساعدة في افغانستان وهيئات الانتخابات في الانتهاء من حصر عدد الناخبين والمرشحين واعداد مراكز الاقتراع مرحبا بتوقيع الامم المتحدة وهيئات ادارة الانتخابات في 25 يوليو الماضي وثيقة منقحة لمشروع الامم المتحدة لدعم الانتخابات وتعهد المانحين بتقديم دعم مالي اضافي يبلغ 57 مليون دولار.

واوضح ان اجمالي عدد الناخبين الذي بلغ تسعة ملايين ناخب وناخبة دلالة واضحة على رغبة الشعب الافغاني في اختيار طريق الديمقراطية كمسار له على الرغم مما يتعرض له من تهديدات أمنية خطيرة.

واكد الفصام اهمية المصالحة الوطنية وعملية السلام في افغانستان قائلا "اننا نتابع عن كثب الحراك السياسي الحالي في مختلف المقاطعات الافغانية وما تخلله من تشكيل تحالفات سياسية بغية الترتيب للانتخابات المقبلة وكلنا امل ان يسهم ذلك الحراك الذي يشمل مختلف الاحزاب السياسية نحو تخفيض حدة التوتر وتغليب المصلحة الوطنية فوق المصالح الحزبية".

ودعا المجتمع الدولي الى الاستمرار في تشجيعه ودعمه من أجل الوصول إلى تسوية سياسية شاملة مرحبا بالمساعدة المقدمة من بلدان المنطقة والآليات الإقليمية ذات الصلة ولاسيما منظمة التعاون الاسلامي التي عقدت خلال الاسبوع الماضي اجتماعا بشأن أفغانستان.

وقال الفصام ان الاجتماع اتى للتأكيد على مساندة جهود الحكومة في احلال السلم والامن والوفاق بين اطياف الشعب الافغاني بما في ذلك دعوة حركة طالبان الى الانخراط في حوار مباشر وسلمي غير مشروط.

واضاف ان تقرير الامين العام الاخير اكد استمرار عدم استقرار الوضع الامني في افغانستان من خلال الارتفاع الملحوظ في العمليات الارهابية نتيجة لقرب الانتخابات البرلمانية بما في ذلك الاشتباكات المستمرة ما بين القوات الافغانية والجماعات المسلحة كحركة طالبان ومحاولتها الاخيرة في العاشر من اغسطس الماضي السيطرة على مدينة (غزني).

واشار الفصام الى ان تلك المحاولة خلفت وراءها اصابات وخسائر عديدة بالارواح في صفوف المدنيين العزل بما في ذلك الكثير من النساء والاطفال.

واوضح ان تزايد اعمال العنف والتهديد ما هي الا محاولات يائسة من عناصر لا تؤمن بخيار الديمقراطية ولا حقوق الانسان ولا حتى ترغب في رؤية الاستقرار والامان فهي تعتقد انها من خلال تلك الاعمال الارهابية التي استهدفت المراكز التعليمية والرياضية واماكن التجمعات ستتمكن من إرهاب الناخبين وتأجيل العملية الانتخابية التي ستجرى في شهر اكتوبر المقبل.

واعرب الفصام عن امله بان "تتضاعف الجهود المبذولة من قبل السلطات الافغانية في حماية تلك المرافق العامة ومحاربة هذه الفئات الضالة" مرحبا في الوقت نفسه بقرار الحلفاء في حلف شمال الاطلسي (ناتو) التزامهم بدعم البعثة غير القتالية وموافقتهم على تقديم الدعم المالي للقوات الافغانية حتى عام 2024.