صرح وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تسحيا هنغبي اليوم الأربعاء، بأن أغلبية وزراء الحكومة لا يرون مصلحة لتل أبيب في شن حرب جديدة على قطاع غزة.
وقال "هنغبي" لهيئة البث الإسرائيلية: "لا توجد صلة بين عملية (عسكرية) في غزة والانتخابات (المزمعة نهاية العام المقبل)، معظم وزراء الحكومة يؤيدون الرأي القائل إنه ليس لدينا مصلحة في الدخول بمعركة".
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت القناة العبرية العاشرة أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، سيلتئم مساء اليوم لبحث التطورات الأخيرة في قطاع غزة.
وخلال اليومين الماضيين، أعلن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، أنه سيطلب من الوزراء تأييد توجيه "ضربة عسكرية قاسية لحركة حماس من أجل تحقيق الهدوء في غزة".
لكن هيئة البث قالت إن العديد من الوزراء في "الكابينت" يرفضون تنفيذ عملية عسكرية واسعة في غزة.
واعتبر هنغبي أن "مسارعة تنظيمات فلسطينية في قطاع غزة إلى نفي مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ على بئر السبع (اليوم)، أمر لم يسبق له مثيل".
وصباح اليوم، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد شاب وإصابة 3 آخرين بجراح مختلفة، عقب إطلاق صاروخ من القطاع وسقوطه على منزل في مدينة بئر السبع.
ولاحقا، أعلنت الفصائل الفلسطينية رفضها عملية إطلاق الصواريخ التي شهدها القطاع فجرا، وقالت إنها جاءت لـ "تخريب الجهود المصرية المبذولة لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في نيل الحرية والعودة".
وتابع وزير التعاون الإقليمي في إشارة واضحة إلى رفض حرب جديدة على غزة: "ليس لنا ما نكسبه من المواجهة لأننا سنعود إلى ذات النقطة"، فيما استدرك قائلا: "يوم الجمعة القادم سيكون اختبارا لاستفزازات حركة حماس".
ومنذ مارس / آذار الماضي، يشارك آلاف الفلسطينيين أيام الجمع في مسيرات "العودة" على مقربة من الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، احتجاجا على الحصار المفروض على القطاع منذ 12 عاما.
وغالبا ما يقمع الجيش الإسرائيلي تلك الاحتجاجات بالقوة المفرطة، بإطلاق النار على المحتجين الفلسطينيين، الأمر الذي يسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
وتأتي دعوات بعض المسؤولين الإسرائيليين لشن حرب على غزة في ظل تقديرات عن قرب إجراء انتخابات إسرائيلية عامة.
ورسميا تجري الانتخابات الإسرائيلية نهاية العام المقبل، ما لم يجرِ تبكيرها بسبب خلافات داخل الحكومة بشأن قانون التجنيد الذي يطالب المتدينون باستثنائهم منه.
وعلى ضوء ذلك، صعّد أقطاب المعارضة الإسرائيلية دعواتهم لتنفيذ هجوم عسكري على "حماس"، وذلك لرفع أسهمهم من أصوات الناخبين.
فمن جانبه، قال يائير لابيد زعيم حزب "هناك مستقبل" المعارض، في تغريدة عبر تويتر اليوم، "حماس لم تعد تخاف، ونتنياهو يختبئ خلف تبادل الاتهامات بين (وزير التعليم) نفتالي بنيت، و(وزير الدفاع) أفيغدور ليبرمان".
وأضاف لابيد متساءلا: "إلى متى ستملي حماس الحقيقة في الجنوب؟ (قطاع غزة)".
وفي دعوة صريحة للتصعيد، نقلت صحيفة "معاريف" عن لابيد قوله خلال زيارة إلى منزل في بئر السبع أصابه صاروخ أطلق من غزة فجر اليوم، "انظروا إلى هذا البيت واسألوا أنفسكم: لماذا لا يبدو منزل يحيى السنوار على هذا الحال؟" في إشارة إلى منزل قائد "حماس" في غزة.
من جهتها، قالت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني لهيئة البث اليوم الأربعاء، إن "الخيار هو ليس بين التصعيد وحرب في غزة، أو بين الاستسلام لحركة حماس".
وأضافت: "هناك سلسلة من الخطوات التي يمكن القيام بها، استخدام الردع العسكري ضد حماس بالتوازي مع حراك سياسي مع مصر والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية".
تجدر الإشارة أن إسرائيل شنت ثلاث حروب سابقة على غزة أعوام 2008 و2012، و2014، وأدت الأخيرة إلى استشهاد أكثر من 2100 فلسطيني وجرح الآلاف، ومقتل 72 إسرائيليا، أغلبهم من الجنود، وجرح المئات.