بدأ العمل الخيري في دولة الكويت منذ قيام دولة الكويت واستمر بأشكال مختلفة حيث بدأ من داخل الكويت حتى وصل الى العالمية ووصلت الأيادي البيضاء الكويتية من المساعدات الفردية والمؤسسات والهيئات الخيرية والمدعومة من الدولة الى كل بقاع الأرض وأخذت الكويت المركز العالمي للإنسانية وحصل صاحب السمو أمير الكويت على قائد العمل الانساني حوارنا مع شخصية شاركت في العديد من المؤتمرات واللجان انسائية الخيرية وجالت في كل مكان بإسم الكويت لمساعدة اللاجئين في كل مكان 
وتعتبر الدكتورة والباحثة عروب الرفاعي إحدى الناشطات في المجال الاجتماعي. فماذا عن مسيرتها؟
تقول د. عروب: بدأت رحلتي مع العمل الاجتماعي حين كنت في الخامسة عشرة من عمري وكان ذلك حين انضممت لجمعية بيادر السلام النسائية، وسمح لي العمل الاجتماعي عموما والنسوي بالأخص أن أرى عالم المرأة واضحا بجماله ومتاعبه وتحدياته. كانت الرحلة مع جمعية البيادر ثرية، أتاحت لي حضور مؤتمرات محلية ودورية والعمل بلجان رسمية وشعبية والتعرف على العمل الأهلي والاجتماعي بمختلف اهتماماته، وكنت في المؤتمرات اشارك بأوراق عمل واناقش بحماس، وبدأ المجتمع يعرفني كناشطة اجتماعية واسرية ودينية. واثناء دراستي الجامعية في الثمانينيات ظهرت في مقابلة تلفزيونية في برنامج (الشباب يقول) عن الاختلاط وقضايا الشباب الجامعي وكانت مقابلة لها صدى كبير لاني دعمت حق الشباب في اختيار عدم الاختلاط كرأي للاغلبية وقتها، ومن هنا بدأ ظهوري التلفزيوني في برامج عديدة منها بدون رقيب و 6/6 وقنوات محلية وعربية. 
ثم ارتبط اسمي بقضايا المرأة السياسية بالذات لاني كنت مع قلة من السيدات الملتزمات دينيا (الاستاذة خولة العتيقي والاستاذة خديجة المحميد) واللاتي وقفن مع اعطاء المرأة حقوقها السياسية في وقت وقفت التيارات الاسلامية والمحافظة جميعها رافضة لتلك الحقوق. وهذه الوقفة كانت محورية في حياتي، فقد وجدت نفسي اقف في خندق واحد مع الليبراليين وخصمي هم الاسلاميون والمحافظون الذين عادة ما كانوا هم الاقرب لطرحي العام. وشاركت وقتها في العديد من الندوات التلفزيونية والاذاعية والصحفية في موقف الداعم لحصول المرأة على حقوقها، وكنت اخاطب النساء مشجعة اياهن على التحرك للحصول على تلك الحقوق واخاطب الرجال بهدف التخفيف من المبالغات في ان مشاركة المرأة السياسية ستكون اداة لافساد المجتمع وهدم الاسرة كما أشيع، وكتابي بقلم مختلف يؤرخ لتلك الفترة وحواراتها.
وترشحت 2012 للانتخابات البرلمانية، وبالرغم من عدم نجاحي في الوصول الى مقعد البرلمان الا ان القضايا التي طرحتها كانت ملفتة وازعم انها تركت تأثيرا. من ذلك تناولت موضوع الشراكة المجتمعية، وهو موضوع رسالتي الدكتوراه، ولفتت النظر لاهميتها وضرورتها، وانها لا ترتهن بفقر الحكومة بل بوعيها ونضجها واداركها كحكومة ان تعقد الحياة الاجتماعية اكبر من ان تستطيع اي حكومة ان تقوم بها دون دعم من باقي قطاعات المجتمع، فالقضية ليست توفر المال، بل توفر الادارة وتعاون الجميع. كما تحدثت في حملتي عن ان الديمقراطية ليست وليدة التعليم فقط، بل هي منظومة كاملة تقود لتنشئة المواطن الصالح الواعي، وسنأتي لتلك النقاط في هذه المقابلة.
واخيرا اصدرت كتابي بقلم مختلف من خلاله جددت الحوار حول قضايا المرأة والتي لم يتقدم بها المجتمع كثيرا، فبدى لي كأنني كتبت المقالات اليوم. 
< وما موضوع رسالة الدكتوراه التي حصلتي عليها؟ 
ـ حصلت على شهادة الدكتوراه في موضوع ساخن يتطور ويتجدد وهو دور القطاع الخاص كشريك اجتماعي. وقد طبقت بحثي على قطاع البنوك الكويتي حيث خمس بنوك اسلامية وخمس بنوك تقليدية، وقمت بتناول مدى اختلاف او تشابه دورها الاجتماعي متأثرا بهويتها كبنوك اسلامية او غير اسلامية. البحث شيق والنتائج ملفتة اتركها للقاء قادم، لكن يؤسفني ان البنوك لم تهتم بالاستماع الى نتائج الدراسة والتي كلفتي خمس سنوات ومن شأنها الى تصنع فرقا في دور البنوك الاجتماعي لتتحول من متبرع للعمل العام الى شريك في بناء الوطن.
< وماذا عن كتابك الأخير بقلم مختلف وما قصته؟
ـ هذا الكتاب هو مجموعة من المقالات الاجتماعية والاسلامية والسياسية والعامة التي سبق ان كتبتها في الفترة مابين 2001 الى 2012 تحت عنوان «خواطر نسائية»، ونشرتها في عدد من الصحف هي القبس وجريدتكم الغراء الوسط والأنباء وفي مجلة النهضة. 
وقصتي مع الكتابة بدأت في عام 2001 حين قررت أن اكتب في الصحف عن رؤيتي للعمل الاجتماعي عموما وللنسوي بالذات ليقيني أن الكتابة هي اداة تواصل هامة بين جمهور العمل الأهلي وبين المجتمع ككل بما فيه المثقفين ومتخذي القرار، وليقيني ان تغيير وضع المرأة للافضل لا يمكن ان يتم الا بتظافر جهود الرجال والنساء. وقد خاطبت في مقالاتي كلا من المرأة والرجل بالرغم من ان موضوع المقالات غالبا هو المرأة. ورغبة مني في دعم المرأة وتمكينها في مجتمعها قمت تارة بتوعيتها، وتارة بتشجيعها، وأحيانا بمعاتبتها، وكذلك بتفنيد الاتهامات التي توجه لها، وأخيرا بمناقشة قضايا المجتمع العامة رغبة مني في أن أبشر بأن المرأة أصبحت اليوم شريك كامل في ادارة شؤون مجتمعها، وان الاستعداد لهذا التغيير افضل من انكاره والتشكيك فيه.
وينقسم الكتاب الى اقسام عدة، ففي الخواطر الاجتماعية تكلمت عن الأمومة من حيث متعتها ومتاعبها ومتطلباتها، كان هدفي أن اجعل المرأة حين تتخذ قرار الانجاب أن تكون بكامل وعيها لما هي مقبلة عليه من مسؤوليات حتى لا يدفع الطفل ضريبة أي قرار متسرع. كما طالبت الأب ان يمارس دوره الكامل كشريك في تربية ابنائه، وان اعتذاره بانشغاله خارج المنزل لم يعد عذرا مقبولا، فالمرأة كثيرا ما تعمل كما يعمل الرجل. تكلمت كذلك عن المرأة في مختلف ادوارها سواء أكانت مطلقة أو ارملة أو عانسا أو زوجة أولى أو ربة بيت أو عاملة أو متقاعدة أو تعمل في بيئة زراعية أو في بيئة صحراوية، لأنبه المجتمع الى معاناتها وهي تلعب تلك الادوار الهامة. 
وفي الخواطر السياسية شجعت المرأة على المشاركة كناخبة وكمرشحة، ولان التجربة كانت جديدة على مجتمعنا الكويتي فقد عددت للمرأة مكاسبها لو شاركت، وحذرتها من استغلال صوتها، ومن الجهل بالقوة التي تملكها عبر هذا الصوت. تناولت متاعب الترشيح بالنسبة للمرأة ومشقة اقتحام بيئة ظلت رجالية بحتة لمدة تزيد عن أربعين سنة، وهي الترشيح لمجلس الامة. ثم ختمت بتناول قضايا سياسية منوعة يتحدث عنها المجتمع لأؤكد أن المرأة لديها ما لدى الرجل من القدرة على التحليل والتنظير السياسي عندما تساعدها ظروفها وتتوفر لها المعلومات الكافية.
وفي الخواطر الاسلامية تناولت ما يروجه البعض من شبهات حول المرأة متهمين لها بالقصور والنقص. وتناولت بعض القضايا كالوقف ورمضان والحجاب باعتباره تاج وقار وفخر للمرأة، وتناولت وضع المرأة في الحرمين الشريفين داعية لتخصيص مساحات أكبر قريبة من الكعبة لها، والسماح لها بزيارة قبر الحبيب المصطفي ومواجهته. ثم خصصت مساحة للحوار مع التيارات الاسلامية، أحيانا اعاتبها على تقصيرها بحق المرأة وأحيانا استنهضها لتكون قضايا المرأة هي اهتمامها القادم الاساسي.
وأخيرا كانت هناك خواطر منوعة تمت اثارتها في فترة كتابتي التي تجاوزت العشرة سنوات. ختمت الكتاب بمقالين لهم مكانة خاصة لدي، الأول كتبته حين بلغت الاربعين، وتحدثت عن تلك التجربة وخصوصيتها وورودها في القرآن، ثم تحدثت عن تجربة فقدي لابني محمد رحمه الله وما انتابني من مشاعر وآلام، لعلها تكون عزاء لكل الامهات ومواساة لهن.
أسأل الله أن يجد القراء الكرام كتابي نافعا ممتعا، وأن أضيف للمرأة بالذات ولمجتمعي عموما دفعة الى الأمام نحو مزيد من الوعي باحتياجات المرأة ومزيد من التعزيز لدورها.
< وما رأيك في زيادة حوادث السيارات في الآونة الأخيرة؟ 
ـ أرى أهمية التركيز على حوادث المرور واعتبارها قضية وطنية، فهي تكلف الدولة الكثير من أرواح أبنائها وساكنيها بالاضافة الى ملايين الدنانير سنويا لان حوادث المرور تشمل التكاليف المباشرة كالفاقد الاقتصادي للوفاة والعلاج، وتكاليف الإعاقة والتأمين، والتكاليف القانونية، والإجازات الطبية، والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة وتشمل كذلك التكاليف غير المباشرة، وهي تكاليف التحقيق، وتكاليف جهد رجال المرور والدفاع المدني، ورجال الإسعاف والرسوم والمخالفات، وتوقف العمل وتأخر الإنتاج، وفقد الخبرة، والآثار النفسية والمعنوية لمرتكبي الحوادث المرورية.
إذا كانت حوادث المرور ظاهرة عالمية ومحلية، فإن ارتفاع نسبة الشباب في حوادث المرور هو ظاهرة عالمية ومحلية أيضا، ويرجع السبب في ارتفاع هذه النسبة إلى خصوصية مرحلة الشباب وما يرتبط بتلك المرحلة من إيقاع سريع للأمور واعتقاد بالتميز وحب للاستكشاف وغيره، ما يحدو الدول جميعها أن تركز على الشباب في حملاتها المرورية على أمل أن تحميهم من أنفسهم، وعلى أمل أن تحد من اندفاعهم والذي كثيرا ما يقودهم إلى الموت أو الإعاقة. إن تجربة السياقة للشاب تجربة مثيرة، فحصوله على مفتاح السيارة يعني الاستقلالية والانطلاق وحرية القرار والتحرر من تحكم الوالدين، كما يعني كذلك الكثير من المتعة بصحبة الأصدقاء. الخطير في الموضوع أن يعتبر الشاب –وهذا ما تشير له البحوث- أن قيادة السيارة باندفاع هو مظهر من مظاهر الرجولة، بمعنى أن يعتقد الشاب أنه كلما قاد السيارة بسرعة واستعراض وتجاوز القانون فهو بالتالي أكثر رجولة ومهارة. وبالرغم من أن هذا الربط بين الرجولة ونمط القيادة هو ربط غير صحيح، إلا أنه موجود عند البعض شأنه تماما شأن قيام الكثير من الشباب بالربط بين التدخين والرجولة، أو البلطجية والرجولة وهكذا. ويزداد الأمر سوءا إذا علمنا بأن البحوث تشير كذلك إلى أن الشاب يعتقد دائما أنه أكثر مهارة من غيره في التعامل مع السيارة، بمعنى أنه يثق في قدراته لدرجة أنه لا يتعظ بحوادث المرور لأنه يعتقد أنه أحذق وأنبه من غيره، وهذا ما يجعله أكثر تفاؤلا بأنه لن يكون كغيره ضحية للحوادث المرورية.
لقد قرأت لأحد الوعاظ قوله أن معارك الإسلام الفاصلة في عهد النبوة لم يسقط فيها مائة شهيد في حين ندفع في كل يوم بعشرات القتلى وآلاف الدنانير بسبب حوادث المرور، فهل آن الأوان بأن تتظافر جهودنا لإيقاف حرب الشوارع، ونقوم بحملة وطنية لذلك؟
< ما رأيك في اجتذاب الشباب الى العمل التطوعي؟
ـ يزداد إدراك الدول لأهمية العمل التطوعي يوما بعد يوم، فبسبب تعقد الحياة تجد الحكومات نفسها غير قادرة على أن تغطي جميع احتياجات مواطنيها ما لم يقم هؤلاء المواطنون بالتحرك تطوعا على القضايا المستجدة التي يعتبرونها هامة. والمتطوعون هم فئة تكون أكثر وعيا واهتماما من غيرها بقضايا مجتمعهم، فيقودهم حسهم الديني أو الاجتماعي أو الإنساني القوي إلى التحرك عند وجود خلل ما أو مشكلة معينة أو قضية يعتقدون بأهميتها، ويقوم هؤلاء المتطوعون بالتجمع والعمل بغية التنبيه وإيجاد الحلول، مدركين أن نجاح مشروعهم التطوعي يحتاج إلى التنظيم والتخطيط والالتزام وحسن التعامل مع الآخرين. 
لقد أصبح للعمل التطوعي اليوم إطار قانوني يسمى «منظمات المجتمع المدني»، ويقصد بها الجمعيات غير الحكومية كجمعيات النفع العام والنقابات المهنية والتجمعات الدينية وغيرها. ومنظمات المجتمع المدني تشابه القطاع الحكومي بكونها لا تهدف للربح وأنها تخدم مجتمعها، فيما تشابه القطاع الخاص بكونها رشيقة وسريعة الحركة والتجاوب مع المتغيرات، ولعلنا نستحضر عشرات القضايا كشاهد على نشاط تلك المنظمات منها قضايا المعاقين وقضايا المرأة وقضايا البيئة والأمثلة كثيرة. ويعتبر ظهور هيئات المجتمع المدني في أي بلد دليل على وعي الأفراد فيه، فهؤلاء الأفراد ارتضوا أن يعطوا شيئا من جهدهم ووقتهم لخدمة المجتمع وقضاياه، ما يدل على سمو مشاعرهم وإدراكهم الصحيح لمفهوم المواطنة.
ويقاس نجاح العمل التطوعي بمقاييس عدة أهمها قدرته على اجتذاب الشباب، فهم الفئة الأكثر نشاطا وحماسا وابتكارا وعطاء. وتشير البحوث المنشورة إلى دور العمل التطوعي في تدريب الشباب على العمل الاجتماعي والسياسي والعام، وعلى اخلاق التسامح وقبول الآخر، مما يزيد شعورهم بالانتماء والمواطنة، ويحولهم الى شركاء في بناء الوطن.
والجميل ان الشباب الكويتي نشيط بصورة ملحوظة ومعروف عربيا وعالميا بنشاطه، الا انه من المؤسف ان يجد الشباب ان حراكه ضمن فرق شبابية يكونها ويديرها بنفسه اسهل له من ان يتحرك ضمن جمعيات النفع العام. وباستثناء بعض جمعيات النفع العام الناجحة على استقطاب الشباب –وهي غالبا جمعيات دينية التوجه- فان اغلبية جمعيات النفع العام تجد نفسها عاجزة عن استقطاب الشباب اما لعدم معرفة الشباب بما هو موجود من أنشطة تطوعية وجمعيات نفع عام، او لعدم قدرة جمعيات النفع العام تلك على تدريب الشباب وتأهيلهم للانخراط ضمن كادرها التطوعي من جهة ثانية.
ان للشباب اهمية كبيرة لجمعيات النفع العام فهم يحملون لها التجديد والطاقة والنشاط، ويرفدونها بمهاراتهم المتميزة دون مقابل مادي، كما أن الشباب هم الصف الجديد الذي ينتظر أن يكمل مسيرة العمل التطوعي. وبالرغم من احتياج جمعيات النفع العام إلى الدماء الشابة إلا أن هناك ما يجعل هذه الجمعيات ضعيفة القدرة على اجتذاب فئة الشباب بالذات مقارنة مع الفئات الأخرى الأكبر سنا لاسباب يجب الحديث عنها، وهذا موضوع يستحق الحوار والمتابعة. 
< وما الفرق بين الكتابة الصحفية وتويتر؟
ـ الميزة التي حققها لي تويتر مقارنة بالكتابة الصحفية إنه يتناسب مع الاحداث الساخنة والمتجددة بما له من القدرة على النشر السريع الفوري ، وهي احداث تتغير في عالمنا العربي هذه الايام كل ساعة وليس كل يوم، ما يجعل تويتر مكانا مناسبا للحديث الساخن في عصر السرعة والعولمة. هذا وفي تويتر يحق لك النشر دون أن تمر بالرقابة او تخضع لقوانين الصحيفة التي تكتب بها. ويتميز تويتر كذلك بالتواصل المباشر مع الجمهور، ففي الصحيفة يأتي الجمهور إلى المقال، وفي تويتر يذهب ما تكتبه إلى الجمهور. ويتميز تويتر كذلك بسرعة تفاعل الجمهور مع ما نكتب، فيأتيك الرد منهم سريعا دون عوائق، ممن يؤيد او يعارض. ولا شك أن تويتر اوصلني إلى جمهور جديد من الشباب، ومكنهم من التعرف علي، ومكنني من التعرف على اهتماماتهم. ومن مميزات تويتر أن كل انسأن له الحق أن يكتب وينشر وليس فقط المتخصص، بل أن الجميع يتساوى في المساحة المخصصة دون ميزة لطرف على اخر. 
على أي حال سيبقى للمقال الصحفي مكانته وسيكون لتويتر دوره دون أن يأخذ احدهما دور الاخر، كل ماحصل إنه بتويتر أصبح لدينا وسيلة جديدة للتواصل الاجتماعي، فهناك بالديوانية، ثم الاذاعة والتلفزيون، ثم الهاتف النقال ورسائله، ثم الايميل والمنتديات والبلوقات، واخيرا الفيس بوك واليوتيوب والتويتر، والباب مفتوح لاي زائر جديد.
المرأة هي الحلقة الأضعف
< خطاب للجماعات الاسلامية تطالبيها بأن يكون لها دور أكبر في تصحيح وضع المرأة في المجتمع لانها تيارات نشطة فاعلة تتبنى هوية اسلامية؟
ـ تظل قضية المرأة هي الحلقة الأضعف لدى التيارات الإسلامية على اختلاف أطيافها، فحتى الآن لم تنجح التيارات الإسلامية في تقديم تصور واضح ومفصل ومقبول للقضايا المعاصرة للمرأة المسلمة، واكتفت تلك التيارات بالتأكيد على أن الإسلام هو الحل الأفضل للمرأة. واستندت التيارات الإسلامية في حواراتها حول المرأة على مرتكزين أساسيين، الأول الحديث عن وضع المرأة قبل نزول الإسلام، سواء في جزيرة العرب حيث كانت توؤَد وتدفن، أو في حضارات الفرس والروم والهند، حيث كانت تهان وتؤذى، ثم كيف جاء الإسلام لينقذها من تلك الشرور، فحقق الإسلام للمرأة بذلك نقلة نوعية وحضارية وإنسانية. وثاني المرتكزات هو المقارنات المتعبة بين وضع المرأة المسلمة وبين وضع المرأة الغربية، ويرتكز الحوار على أن المرأة الغربية وإن بدت سعيدة فرحة بواقعها، إلا أنها تعيسة حزينة في حقيقة الأمر، لأنها خسرت أمومتها وأسرتها. ما سبق من مرتكزات وأسس لمناقشة قضية المرأة هي أسس -وإن كانت هامة- إلا أنها استهلكت من كثرة الترديد، حتى حفظناها جميعا، وآن الأوان للتغيير في الخطاب الذي يتناول قضايا المرأة.
من الأسس الجديدة التي اقترحها للنهوض بقضية المرأة، أولا: أن نزيد من الخطاب المشترك للمرأة والرجل، ونقلل من الخطاب الموجه للمرأة بمفردها، فالمرأة شريكة في الخلافة على الأرض، ولطالما اعتبرت المرأة أن كلمة (يأيها الذين آمنوا) تشملها هي والرجل معا، فلماذا يعتقد البعض أن المرأة بحاجة إلى توجيه خطاب خاص بها، حتى عندما يكون مضمون الخطاب عاما؟ لا أخفيكم أننا كنساء أرهقنا مما سمعناه من مئات المواعظ والخطب المخصصة لنا، والتي لا نجد ما يقابلها من مواعظ للرجال، حتى كأننا كنساء أضعف فهما وأحوج للتكرار. وثانيا: من الضروري أن نبدأ بتناول واقع المرأة المسلمة اليوم، والإجابة على عشرات التساؤلات التي تواجه المرأة في مسيرها، وأن نقدم لها حلا أفضل من مقولة (عودي إلى بيتك وأغلقي بابك لتنعمي بالسعادة التي تريدين). إن الواقع صعب، وتحتاج المرأة أن تخوض متاعب الحياة لتعيل أسرتها أو لتنهض بوطنها، فماذا تستطيع التيارات أن تقدم لها من مساعدة؟ وثالثا: لا بد من تشجيع نماذج جيدة لنساء ملتزمات ومتميزات، ليكون للجيل القادم القدوة التي يستطيع تقليدها. أتساءل كم شاعرة لدينا، وكم كاتبة وكم صحفية وكم امرأة نستطيع أن نتحدث عنها كقدوة للآخرين؟ العدد قليل، وذلك ليس لضعف قدرات المرأة، بل لتسلط الرجل في كثير من الحالات وحيلولته للمرأة من الظهور إلى العلن. نتمنى أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه المرأة هي الحلقة الأقوى لا الحلقة الأضعف في مسيرة التيارات الإسلامية، فنسير رجالا ونساء لما فيه خير الإسلام والمسلمين.
< وماذا عن دعوتك لاحتواء التوتر الطائفي؟
ـ لعل التوتر الطائفي السني الشيعي أصبح واضحا تماما في مجتمعنا، بل وأصبح كبركان تنسكب مواده الحارقة في كل مناسبة، بل وأصبحت الطائفية جزءا مهما من فهم ومعالجة أي نزاع سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي. وأن ما نراه في الإعلام هو وجه من وجوه هذه الفتنة والتفاعل معها، إذ لا نلبث أن نجد الكتابات تحولت ليس فقط إلى كتابات طائفية، بل إلى شتم وتخوين ورغبة معلنة في القتل. إن أسباب هذا الشحن باتت واضحة، أساسها انعكاس لأحداث خارجية منها أحداث العراق ولبنان والبحرين وسوريا، وأسباب داخلية منها سفهاء من كلا الطرفين يتكفل كل منهما بإيقاد الشرارة التي سرعان ما تشتعل، يواكب ذلك ضعف معالجة الحكومة لهذا الصراع وتركه ليعالج نفسه بنفسه، ولا أدري من اأقنع حكومتنا أن ترك الجروح يشفيها.
لاستيعاب هذه الحدة الطائفية وتخفيفها أدعو الحكومة إلى تحرك جاد. فمن الحلول السريعة ضرورة جلوس عقلاء الشيعة والسنة لحوار يهدف بالدرجة الأولى لإلزام كل طرف أن يبادر هو بتهدئة من معه وضبطهم. وعلينا هنا أن نتصارح أن الاعتقاد المذهبي شيء والشتم المتبادل شيء آخر، وأن ما يقوله سفهاء الطرفين هو ولا شك يعكس ما يدور في الجلسات الخاصة بل والعامة لكل فريق، وهذا مكمن البلاء والتحريض.
نحو ديمقراطية حقيقية
كنا نظن –مخطئين- أن الديمقراطية قرينة التعليم، أي إنه بمجرد ارتفاع نسب المتعلمين في مجتمعنا، فإن الوعي بالديمقراطية سيرتفع تلقائيا. وكنا نستشهد على صحة تلك الفكرة بأن جيل آبائنا –وهو جيل أقل تعليما من جيلنا -نجح في فهم الديمقراطية –على حداثة المنطقة الخليجية بها- وبالتالي فلا بد أن جيلنا وما بعده سيكون متمرسا وواعيا بالعمل الديمقراطي، ومتشبعا بالثقافة التي تحتاجها الديمقراطية، لكن فوجئنا بأننا نحيد عن التجربة الديمقراطية ونتراجع في ممارستها.
ما يجب أن نعلمه أن استمرار الديمقراطية هو نتاج لعملية تنشئة سياسية واعية أي لتعليم موجه يحمل فكرا ديمقراطيا واضحا، فالديمقراطية ليست فقط مقرا للبرلمان وتدريسا لمادة الدستور، بل هي روح وأخلاق وسلوك ووعي، ومن المستحيل أن يصل الناس إلى ممارسة ديمقراطية واعية دون برنامج وخطة ومنهج متكامل يتربى عليه أفراد المجتمع. إنه من الخطورة بمكان أن يمارس الديمقراطية من لا يعي روحها من جهلة الديمقراطية، حيث أنها ستتحول بيدهم إلى أداة لخدمة منافعهم الخاصة، ضاربين بالقانون عرض الحائط، مرددين دون وعي: هذه مطالب الأكثرية، ولكن هل مجرد مطالبة الأكثرية بقضية هو دليل صوابها؟