أعلنت السلطات التونسية أمس الأول فرض حالة الطوارئ لمدة شهر وحظر التجوال الليلي في العاصمة تونس وذلك اثر مقتل 12 من عناصر الامن الرئاسي وإصابة 20 آخرين في تفجير استهدف حافلتهم وسط العاصمة. 
وفي أحدث حصيلة، أعلنت وزارة الداخلية مقتل 12 من عناصر الامن الرئاسي واصابة 20 آخرين في “عملية ارهابية” استهدفت حافلة كانت تقلهم قرب شارع محمد الخامس الرئيسي وسط العاصمة.
وقال وزير الصحة سعيد العايدي في تصريح للتلفزيون الرسمي ان احد المصابين في “حالة حرجة».
واعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في خطاب توجه به الى التونسيين عبر التلفزيون “نظرا لهذا الحدث الاليم والفاجعة الكبرى (..) أعلن عن (فرض) حالة الطوارئ لمدة ثلاثين يوما (..) وتحجير الجولان في تونس الكبرى ابتداء من الساعة التاسعة ليلا الى الغد الساعة الخامسة صباحا».
واضاف ان “المجلس الاعلى للأمن الوطني” الذي يضم القيادات العسكرية والامنية في البلاد سيجتمع غدا “لأخذ القرارات الضرورية لمواجهة هذه الحالة».
وقال “لا شك ان هؤلاء الارهابيين يريدون النيل من قدرتنا على مجابهة هذه الاوضاع وإدخال الرعب في قلوبنا وقلوب ابناء الشعب، وأنا من هذا المنبر اقول ان الرعب سينتقل (..) الى هؤلاء الارهابيين»
حالة حرب
وتابع «نحن في حالة حرب ضد الارهاب وسنباشر هذه الحرب بما يجب من عتاد وعدة ورجال والنصر سيكون حليف تونس (..) اننا الان امام حرب لها ابعاد دولية (..) والحكومة منكبة منذ مدة على ضبط استراتيجية جديدة لمقاومة الارهاب بناء على هذه المستتجدات». وقال ان السلطات ستعطي تفاصيل ما حصل اليوم “بعد ان تتم الأبحاث (التحقيقات)».
وأضاف متوجها بالخطاب الى الصحافيين “نحن في ظرف حرج ولا بد ان لا نتكلم الا بعد ان تكون لنا المعطيات الكافية حتى لا نروّع ابناءنا وعائلاتنا بدون سبب حقيقي».
وكانت تونس رفعت في الثاني من أكتوبر الماضي حال الطوارئ التي كانت فرضتها في الرابع من يوليو إثر مقتل 38 سائحا اجنبيا في هجوم استهدف يوم 26 يونيو 2015 فندقا في ولاية سوسة (وسط شرق) وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
وقبل ذلك، خضعت تونس لحال الطوارئ منذ 14 يناير 2011 تاريخ الاطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي هرب في اليوم نفسه الى السعودية، وحتى مارس 2014.
حافلة متفحمة
وفي مكان الحادث الذي طوقته قوات الامن بالكامل، شاهدت صحافية فرانس برس حافلة متفحمة جزئيا وحولها سيارات وعناصر اسعاف.
ونقلت الصحافية عن مصدر امني في المكان ان “اغلب الاعوان (العناصر) الذين كانوا داخل الحافلة قتلوا». وقال موظف يعمل في بنك قريب من المكان انه “سمع دوي انفجار قوي” ثم راى النيران تشتعل في الحافلة.
ولم يتسن على الفور معرفة عدد عناصر الامن الرئاسي الذين كانت تقلهم الحافلة. وحل رئيس الحكومة الحبيب الصيد ووزير الداخلية ناجم الغرسلي بمكان الحادث.
واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يزور واشنطن على الاثر ادانته للتفجير. وقال هولاند في بيان صادر عن الاليزيه في باريس “في تونس كما في باريس المعركة هي نفسها من اجل الديموقراطية وضد الظلامية”. واضاف ان “فرنسا تقف اكثر من اي وقت مضى الى جانب تونس وسلطاتها وقواتها الامنية في هذه الاوقات العصيبة».
والجمعة الماضي اعلن وليد الوقيني ان قوات الامن القت القبض في مدينة سوسة (وسط شرق) على 22 شخصا من عناصر “خلية ارهابية” قال إنها “كانت تخطط لكارثة بأتم معنى الكلمة، كان من الممكن أن تحصل في تونس” من دون تفاصيل.
هجوم سوسة
وفي 26 يونيو الماضي، قتل شاب تونسي مسلح برشاش كلاشنيكوف 38 سائحا اجنبيا اغلبهم بريطانيون في هجوم على فندق في سوسة تبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. وقتلت الشرطة منفذ الهجوم خارج محيط الفندق.
وجاء الهجوم اثر مقتل 21 سائحا اجنبيا في هجوم مماثل استهدف في 18 مارس الماضي متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس وتبناه ايضا تنظيم الدولة الاسلامية.
وقتلت الشرطة شابين تونسيين نفذا الهجوم.
وتلقى منفذو الهجومين تدريبات على حمل السلاح في معسكر جهاديين في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى، وفق السلطات التونسية.
وبعد الاطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، تصاعد في تونس عنف جماعات جهادية مسلحة خططت بحسب السلطات الى تحويل تونس الى “أول إمارة اسلامية في شمال افريقيا».
ومنذ نهاية 2012 قتل عشرات من عناصر الامن والجيش في هجمات وكمائن تبنت اغلبها “كتيبة عقبة بن نافع” الجماعة الجهادية الرئيسية في تونس والمرتبطة يتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي.
وفي 13 نوفمبر ذبح جهاديون في جبل مغيلة (وسط غرب) مبروك السلطاني (16 عاما) الذي كان يرعى الاغنام مع ابن عمه شكري (14 عاما)، ثم وضعوا رأسه في كيس سلموه للأخير وطلبوا منه ايصاله الى عائلته.
والاحد تبنت جماعة موالية لتنظيم الدولة الاسلامية في شريط فيديو نشر على الانترنت ذبح الراعي متهمة اياه بتزويد الجيش بمعلومات عن تحركات عناصرها مقابل اموال.