يسود الترقب في الأرجنتين وأمريكا الجنوبية اليوم الأحد، قبل ساعات من الموعد الجديد لإياب الدور النهائي لكأس ليبرتادوريس في كرة القدم بين الغريمين بوكا جونيورز وريفر بليت، والذي أرجئ أمس بعد اعتداء مشجعي الثاني على حافلة لاعبي الأول.
وكانت مباراة الإياب لنهائي المسابقة التي توازي بأهميتها دوري أبطال أوروبا، مقررة السبت على ملعب ريفر بليت، بعد تعادل الفريقين 2-2 في مباراة الذهاب على ملعب بوكا في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
إلا أن منسوب التوتر الذي عادة ما يرافق مباريات الغريمين التقليديين في بلاد تعشق اللعبة، بلغ مستوى خطراً، قبيل الموعد المقرر لانطلاقها، مع تعرض حافلة بوكا للرمي بالحجارة من قبل مشجعي ريفر بلايت في طريقها الى ملعب الأخير مونيومنتال.
وأدى الاعتداء إلى تحطم زجاج الحافلة وإصابة بعض اللاعبين بجروح.
وبعدما أرجأ موعد انطلاق المباراة مرتين مع التأكيد على إقامتها السبت، أعلن اتحاد أميركا الجنوبية (كونميبول) إرجاء اللقاء المرتقب إلى اليوم.
وهي المرة الثانية التي تؤجل فيها مباراة في الدور النهائي هذا الموسم، لكن لأسباب مختلفة، فمباراة الذهاب التي أقيمت على ملعب "بومبونيرا" التابع لبوكا، كانت مقررة في العاشر من الشهر الحالي، إلا أنها أرجئت لليوم التالي بسبب الأمطار الغزيرة التي أثرت على أرضية الملعب.
ووجد لاعبو بوكا أنفسهم في وضع صعب للغاية بعد الاعتداء الذي شمل رميهم بالعصي والحجارة، وقال عدد من اللاعبين إنهم تعرضوا للرش برذاذ الفلفل، بينما أشار مسؤولون في بوكا إلى أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المشجعين.
وبعد إعلان إرجاء المباراة، وقعت إشكالات بين المشجعين والشرطة التي أقدمت على توقيف العديد منهم خارج الملعب.
وأظهرت لقطات تلفزيونية لاعبي بوكا يخرجون من الحافلة وهم يسعلون والدموع على وجوههم جراء الغاز المسيل للدموع، في حين بدا في لقطات أخرى أعضاء الفريق يتلقون العلاج من قبل الطاقم الطبي في غرفة ملابس ملعب مونيمونتال في الضواحي الراقية لبوينوس ايرس.
وقالت محطات التلفزيون المحلية إن بعض اللاعبين تعرضوا لإصابات جراء تطاير الزجاج في أرجاء الحافلة الكبيرة.
وأكد المعنيون أن قرار إرجاء المباراة لم يكن سهلاً على رغم التوتر.
وهذه المرة الأولى التي يقام فيها نهائي البطولة القارية بين فريقين أرجنتينيين، ويخوضها الفريق الزائر دون جمهوره بسبب منع سفر جمهور الضيوف منذ 2013 بسبب الشغب.
ويعود الفوز الأخير لبوكا جونيورز بلقب المسابقة إلى 2007 عندما ظفر بلقبه السادس، أما ريفر بليت فيسعى إلى التتويج به للمرة الرابعة في تاريخه والأولى منذ 2015.
وهي المرة الأخيرة التي سيقام فيها الدور النهائي لكوبا ليبرتادوريس بنظام الذهاب والإياب، إذ تقرر اعتماد نظام المباراة النهائية اعتباراً من العام المقبل، على أن يقام النهائي الأول في العاصمة التشيلية سانتياغو.
وسينال الفائز باللقب القاري شرف تمثيل أميركا الجنوبية في كأس العالم للأندية المقررة في الإمارات في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وتعود أول مواجهة بين الفريقين الى العام 1913، وانتهت بفوز ريفر بليت 2-1، لكن بوكا يتفوق في تاريخ لقاءات الفريقين بـ88 انتصاراً مقابل 81 لمنافسه، في حين انتهت 78 مباراة بالتعادل.