قالت عضوة المجلس الاستشاري لمكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الكويت الشيخة انتصار سالم العلي الصباح ان المرأة الكويتية حققت قفزات متسارعة في سوق العمل جنبا الى جنب مع الرجل وتولت مناصب قيادية في عدد من المواقع.
جاء ذلك في محاضرة لها بجامعة ريجنت في العاصمة البريطانية مساء امس السبت بعنوان (المرأة العربية ودورها في تنمية المجتمع) بمشاركة عدد من الناشطات في مجال المرأة وحقوق الانسان الى جانب أكاديميين ودبلوماسيين.
وأكدت الشيخة انتصار الصباح ان ما حققته المرأة الكويتية لم يأت من فراغ بل جاء اولا بدعم وايمان ورغبة من القيادة السياسية بأهمية الدور الذي يجب ان تلعبه النساء في تنمية المجتمع وتطويره.
واضافت ان المرأة الكويتية محظوظة فقد اتيحت لها فرصة التعليم مبكرا في بداية الخمسينيات مما كان له بالغ الأثر في تكوين مجتمع مثقف ومستنير مشيرة الى ان المرأة الكويتية العاملة تشكل ما يقارب 47 في المئة من سوق العمل.
واشارت الشيخة انتصار في هذا السياق الى وجود نموذج ناجح لاحدى اهم القيادات النسائية في الكويت والمنطقة وهي وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح مشيدة بما تقوم به الاخيرة من ادوار مهمة في مقدمتها محاربة الفساد.
ودعت المرأة العربية الى الوثوق بقدراتها وأنها تستطيع بالمثابرة والإصرار ان تتغلب على الصعوبات التي تواجهها في الاعمال التي توكل اليها كما دعتها الى عدم التراجع او الانسحاب مهما كانت الصعوبات.
وشددت الشيخة انتصار الصباح على اهمية ان تثق المرأة بقدراتها فمتى كان للانسان بشكل عام رجل او امرأة ثقة بقدراته وإمكاناته وانه يستطيع ان يحدث تغييرا فسيتمكن بكل تأكيد من القيام بذلك.
وردا على سؤال حول عدم تقبل بعض المجتمعات العربية لعمل المرأة في بعض القطاعات التي تعتبر حكرا على الرجال قالت الشيخة انتصار ان عامل الوقت كفيل بتغيير كل هذه الأفكار حيث كانت بعض المجتمعات العربية في السابق تستنكر ارسال البنات الى المدارس اما الان فأصبح الأهالي هم الحريصين على ارسال بناتهم الى افضل المدارس.
وأعربت الشيخة انتصار عن تفاؤلها بتغيير الثقافة السائدة في عدد من المجتمعات العربية وتخلصها من هذه الأفكار النمطية التي تعتبر الرجال هم المحرك الأساسي لأي مجتمع مؤكدة ان "المجتمعات الناجحة والمنتجة هي التي تعتمد على الجنسين ويقبل كل طرف منهما الاخر في بيئة العمل".
من جانبها قالت المدربة الاجتماعية الاماراتية هالة كاظم ان دولة الامارات العربية المتحدة خطت خطوات مهمة وسريعة في دعم المرأة حيث اصبحت تحتل اعلى المناصب القيادية في الحكومة مشيرة الى ان هناك 9 وزيرات في الحكومة الاماراتية.وأوضحت ان المرأة الإماراتية تحظى برعاية ودعم مما مكنها من تبوؤ اعلى المناصب مشيرة إلى ان المرأة الاماراتية لديها كامل الحرية في التقدم لأي فرصة عمل ترى انها من الممكن ان تحقق طموحها.
من جهتها قالت الكاتبة والصحافية اللبنانية بارعة علم الدين ان المرأة العربية واجهت عددا من الصعوبات خلال القرن الماضي ولكنها بالتسلح بالعلم والمثابرة استطاعت شق طريقها وتحقيق نجاحات كاسحة.واشارت علم الدين الى الصورة المشرقة للمرأة العربية حيث يحتل المزيد من النساء مراكز مهمة في المواقع القيادية في المجالات الحكومية والقانونية وفي ميدان التجارة والأعمال.
واكدت الحاجة إلى المزيد من العمل والجهد من أجل أن تحتل المرأة العربية مكانها الطبيعي لتسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في بلادها.