حذرت السلطات الاندونيسية اليوم الاربعاء من احتمال تدهور الاحوال الجوية بشكل كبير على طول السواحل القريبة من بركان (أناء كاراكاتوا) والتي اجتاحتها امواج المد العالية (تسونامي) مؤخرا في ضفتي مضيق (سوندا) الواقعة بين جزيرتي (جاوة) و(سومطرة).وقالت رئيسة وكالة الارصاد الجوية الاندونيسية دويكوريتا كارناواتي في بيان ان "سوء الاحوال الجوية حول البركان قد يجعل فوهته اكثر هشاشة" مضيفة ان الوكالة قامت بتطوير نظام مراقبة يركز بشكل خاص على الهزات البركانية لإصدار تحذيرات مبكرة.
واشارت كارناواتي الى انه تم فرض منطقة حظر على مسافة كيلومترين حول منطقة البركان حاثة المواطنين والسياح على الابتعاد عن السواحل التي دمرتها موجات التسونامي مؤخرا واسفرت عن مقتل اكثر من 400 شخص.واجتاحت الامواج المتولدة من ثوران بركان (أناء كاراكاتوا) يوم السبت الماضي قرى ساحلية ملحقة اضرارا بالعديد من المركبات والاشجار والمنازل والطرق وحقول الارز.ويقيم آلاف الأشخاص في المخيمات والملاجئ المؤقتة مثل المساجد والمدارس فيما ينام عشرات منهم على الارض او في المرافق العامة المزدحمة مع حاجتهم الماسة للمساعدات الانسانية المقدمة من قبل الحكومة او المنظمات الدولية.
وتزداد المخاوف من حدوث ازمة صحية عامة في المخيمات والملاجئ مع ارتفاع عدد الضحايا اذ حذر عاملون في المجال الانساني من خطر نفاد الادوية والمياه النظيفة في ظل توافد الآلاف الى ملاجئ الاغاثة.وتأتي هذه الكارثة قبل اقل من اسبوع على الذكرى ال14 للتسونامي العنيف الذي وقع عام 2004 وهو اكثر الكوارث فتكا في التاريخ فقد قتل حوالي 220 ألف شخص في عدة دول محاذية للمحيط الهندي بينهم 168 ألف اندونيسي.
وتعد الكارثة التي وقعت يوم السبت الماضي اكبر كارثة مدمرة تجتاح اندونيسيا خلال الاشهر الستة الماضية وذلك بعد سلسلة زلازل مدمرة ضربت جزيرة (لومبوك) في يوليو واغسطس الماضيين كما اجتاح تسونامي مدينة (بالو) الاندونيسية في سبتمبر الماضي وادى الى مقتل 2200 شخص.
وانتشل فريق البحث الاندونيسي حتى الآن 429 جثة من عدة مناطق متضررة في مقاطعة (بانتين) بجزيرة (جاوا) ومقاطعة (لامبونج) بجزيرة (سومطرة) كما خلفت الكارثة ايضا اكثر من 1400 جريح وتسببت في تدمير مئات المنازل والقوارب وتشريد اكثر من 16 ألف شخص.