فكرة إنشائها جاءت امتداداً لمسيرة الخير التي عرف بها الآباء والأجداد  
الحكومة وافقت على إشهار الجمعية رسمياً في العاشر من يناير 1966 
دور الجمعية لم يتوقف خلال الغزو الصدامي رغم   الصعوبات التي واجهتها 
الجمعية تسعى إلى معالجة المرضى المحتاجين المقيمين في الكويت وتوفر الأدوية والكراسي المتحركة
الجمعية تمثل إحدى المنارات البارزة في مجال العطاء الخيري ونصرة المنكوبين
مسيرة بيضاء امتدت لأكثر من خمسة عقود.. وإشادات دولية واسعة لدورها الإنساني

 
 
فيما سعت الكويت قيادة وشعبا إلى الريادة في مجال العمل الخيري الذي يمثل الجزء الأكبر والأهم من شخصية الكويت الدولية، لم تتخلى «الوسط» عن تقليدها السنوي، من خلال تسليط الضوء على أبرز الشخصيات التي حققت انجازات ملموسة في مجال العمل الإنساني والهيئات التي قدمت أعمالا مشرفة في خدمة الشعوب ونصرة المنكوبين ومد يد العون إلى المحتاجين في كافة أنحاء المعمورة.
وفي ظل التوجهات السامية لقائد الإنسانية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، أصبحت الكويت مركزا إنسانيا عالميا، يسعى لنجدة المنكوبين، ونصرة المستضعفين في كافة أرجاء المعمورة، الأمر الذي أكسبها احترام المجتمع الدولي.
ولعل أهم الجهات التي لعبت دورا كبيرا، وسطرت تاريخا مشرفا في سجل الإنسانية، كانت جمعية الهلال الأحمر الكويتي، التي تعد أحد أبرز الجهات والمؤسسات الخيرية الكويتية، فأصبحت صرحا إنسانيا وإحدى المنارات البارزة في مجال العطاء الخيري والإغاثي والإنساني في العالم.
وجاء اختيار الوسط لجمعية الهلال الأحمر الكويتي لشخصية العام 2018، بعد مسيرة حافلة بالانجازات الخيرية والإنسانية على الصعيدين المحلي والدولي، ونالت العديد من الإشادات التي تستحقها.
وطوال مسيرتها الممتدة نحو أكثر من خمسة عقود، ارتكز العمل الإنساني للجمعية على مبادراتها الإنسانية الرائدة القائمة على فكرة الخير والبذل والعطاء، فمساعدة المحتاجين وتلبية حاجاتهم الأساسية، من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، كانت الأهداف الأولى للجمعية من خلال المساعدات الضخمة التي قدمتها للعديد من البلدان التي عانت من جراء الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات، أو الأزمات الإنسانية، أو النزاعات المسلحة.
 قبل أكثر من نصف قرن، عمل ثمانية عشر شخصا من رجالات الخير في الكويت على تأسيس وإنشاء جمعية الهلال الأحمر الكويتي، وعقدوا حينذاك اجتماعا تاريخيا من أجل إطلاق ذلك الصرح الإنساني الذي أصبح إحدى المنارات البارزة في مجال العطاء الخيري والإغاثي والإنساني في العالم.
وخلال الاجتماع الأول، أقرت تلك النخبة من أهل الخير والعطاء، النظام الأساسي لقيام جمعية الهلال الأحمر الكويتي على أن تكون جمعية إنسانية تطوعية، وفي العاشر من يناير عام 1966 وافقت الحكومة على إشهار الجمعية بصورة رسمية.
ومهد توقيع الكويت على اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، إلى انضمام جمعية الهلال الأحمر إلى الرابطة الدولية لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، التي عرفت فيما بعد باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر في عام 1991.
وجاء إنشاء الجمعية امتدادا لمسيرة الخير والعطاء التي عرف بها الآباء والأجداد، وانطلاقا من المبادئ والقيم التي جبل عليها المجتمع الكويتي، وحبه للوقوف إلى جانب الضعفاء، ورغبته في مساعدة المحتاجين، وحرصه على مد يد العون للإنسانية جمعاء.
وعقب إشهار الجمعية رسميا، انطلقت عجلة العمل فيها من خلال مبادرات رائدة، ومشروعات عديدة، شملت مختلف المجالات، كالبرامج الإنسانية والإغاثية والتطوعية، وميادين الإنشاء كبناء المدارس والمستشفيات والقرى، وغير ذلك من المبادرات والمشروعات التي تلبي الحاجات الأساسية للإنسانية.
وتؤكد جمعية الهلال الأحمر، حرصها الدائم على تقديم المساعدة والعون لأشد الحالات ضعفا، سواء كان هذا الضعف ناجما عن وضع اجتماعي معين أو عن وقوع حروب أو كوارث طبيعية، دون تفرقة بين دين أو مذهب أو جنس أو لون، ودون الالتفات إلى المعتقدات السياسية والفكرية.
وتعد جمعية الهلال الأحمر الكويتي– وفق تعريفها الأساسي- هي جمعية تطوعية، تتمتع باستقلالها الذاتي وشخصيتها الاعتبارية، وهي تعمل كهيئة مساعدة للسلطات الرسمية في الجانب الإنساني، وتشمل دائرة عملها جميع محافظات الدولة، ويجوز لها إنشاء فروع في مختلف المحافظات، كما أن الجمعية على أهبة الاستعداد دائما لمد يد العون والمساعدة لجميع الدول المنكوبة والشعوب المحتاجة.
أدوار مختلفة
وتؤدي الجمعية أدوارا مجتمعية مختلفة داخل الكويت تستهدف جميع الجهات المحتاجة إلى الدعم والعون والمساعدة لتجاوز الصعوبات والمحن، مما يعزز جهودها الإنسانية والاجتماعية.
وتسعى الجمعية إلى معالجة المرضى المحتاجين المقيمين في الكويت حفاظا على سلامتهم، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية والكراسي المتحركة وغيرها من الأمور الطبية.
كما تحرص على تقديم كافة المساعدات لجميع الفئات الموجودة على أرض الكويت، وتركز على رعاية الأسر المحتاجة، والتواصل مع نزلاء دور الرعاية الاجتماعية، وزيارة المرضى في المستشفيات، بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، أما مكتب السجون التابع للجمعية فهو مستمر في تقديم الخدمات الإنسانية لنزلاء السجون ومتابعة أحوالهم، مما يسهم في تحقيق أثر طيب في نفوسهم، إضافة إلى تقديم الدعم المعنوي والمادي لهم ولأسرهم.
وتشارك الجمعية في انتخابات مجلس الأمة والمجلس البلدي عبر توزيع متطوعيها وسيارات الإسعاف التابعة لها وتوفير الكراسي المتحركة والمظلات لخدمة الناخبين، بالتنسيق مع إدارة الدفاع المدني في وزارة الداخلية، وتعكس مشاركة الجمعية في تلك الانتخابات الوجه الحضاري والإنساني لدولة الكويت.
تفاعل في شهر رمضان
ويقدم متطوعو الجمعية الإسعافات الأولية للمحتاجين من المصلين في المسجد الكبير خلال صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان كل عام، وذلك انطلاقا من أهدافها الإنسانية في توفير وتقديم الخدمات والإسعافات الأولية للمحتاجين والحرص على توفير الراحة للمصلين.
وتنظم الجمعية دورات دورية في مجال الإسعافات الأولية للمتطوعين والمتطوعات تشمل الإسعافات وأهدافها، ومحتويات حقيبة الإسعاف، ومبادئ الإسعاف الأولي، والإسعافات الأولية للكسور، والإسعافات الأولية للنزيف والجروح، إضافة إلى شرح مبادئ قانون الإنسان الدولي.
وحرصت الجمعية على تنظيم «مشروع الحد من العنف الطلابي» بالتعاون مع وزارة التربية وشركة البترول الوطنية الكويتية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وشاركت في العديد من المعارض على المستوى المحلي سواء في المدارس أو في المؤتمرات التي تنظمها الدولة، ومنها السوق الخيري الذي يقام في الجمعية سنويا، والمعرض الذي أقيم بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمناسبة مرور 150 عاما على تأسيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وتستقبل الجمعية العديد من الوفود الرسمية والخاصة إضافة إلى طلبة المدارس والجامعات لإطلاعهم على العمل التطوعي والأدوار التي تقوم بها الجمعية على المستوى المحلي والدولي، فضلا عن مشاركتها في حملات التوعية التي تنظمها العديد من الجهات الرسمية والخاصة.
الغزو العراقي
لم يتوقف دور الجمعية خلال الغزو الصدامي وبعد التحرير، عن تقديم العون والمساعدة للمواطنين والمقيمين على أرض الكويت طوال فترة الغزو العراقي، وذلك من خلال نقل الجرحى والمصابين والمتوفين إلى المستشفيات على الرغم من الصعوبات التي واجهها متطوعو الجمعية من الجنود العراقيين.  وأصبح مقر الجمعية في مستشفى مبارك الكبير الذي استقبل المتطوعين الذين أدوا دورا كبيرا في تلك الفترة على الرغم من أسر ستة من أعضاء مجلس الإدارة المؤقت لمدة 26 يوما والتحقيق معهم ثم حل الجمعية.
وتوجهت أنظار الجمعية إلى مملكة البحرين بعد موافقة مجلس الوزراء البحريني على طلب الجمعية استضافة مقرها المؤقت، رغم تقدم عدة دول بتوفير مقر للجمعية ، ومنها مصر والسعودية. 
وأنجزت الجمعية أثناء وجودها في البحرين العديد من المهام التي لم تكن لتتم لولا وقوف مملكة البحرين حكومة وشعبا إلى جانب الكويت، إذ تم تسهيل جميع الأمور المتعلقة بحاجات اللجان الكويتية ومنها الجمعية التي حصلت على إعفاء مواد الإغاثة التي ترسل إلى الكويت من أي رسوم جمركية، مع فتح الأندية لمخازنها لتخزين المواد الغذائية والطبية.  ووضعت الجمعية خطة عمل تتلاءم مع الظروف التي كانت تمر بها الكويت لتواجه المرحلتين الحالية والمستقبلية بالعزم والإرادة والعمل، وتم تدريب المتطوعين بعقد دورات تدريبية في مجال الإغاثة، وإعداد دورات للأطباء المتخصصين وأخرى في مجال الدفاع المدني. 
مساعدات إغاثية
وفور دخول المساعدات الإغاثية إلى الكويت في 28 فبراير 1991، عمل المتطوعون من أبناء الجمعية على توزيعها على المواطنين والمقيمين، وساهموا في إزالة الجثث من الشوارع ونقلها إلى المستشفيات ثم دفنها، فيما تولى متطوعون آخرون تسجيل المفقودين والأسرى والشهداء إلى أن أنشئت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين.  وحرص متطوعو الجمعية على مساعدة اللاجئين في مخيم العبدلي الأول حيث قامت الجمعية في 7 مارس 1991 باستقبال بعض المعتقلين الكويتيين الذين تم إطلاق سراحهم وعددهم 1200 معتقل مع أفراد الجيش الكويتي. وتعاونت الجمعية مع جهات عدة في وضع تصور لمخيم العبدلي الثاني الذي تم الانتقال إلى موقعه بدلا من الأول في ابريل 1991 لاستقبال 14 ألف لاجئ. 
مؤتمرات دولية
وحرص مجلس إدارة الجمعية على المشاركة في المؤتمرات الدولية المعنية بالقضية الكويتية، وتفنيد المغالطات العراقية عن الأسرى والمفقودين، وضرورة تطبيق اتفاقيات جنيف الأربع ومحاكمة مجرمي الحرب. وأول تلك اللقاءات الدولية حينذاك اجتماع المكتب التنفيذي لرابطة جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولي في جنيف في 22 أكتوبر 1990، حيث تم تقديم مذكره باسم الكويت عن الأوضاع الداخلية المأساوية وضرورة الحصول على معلومات عن المفقودين وفقا للقوانين الدولية.
وحرصت الجمعية على توجيه رسائل لبعض الجمعيات الوطنية لتقديم الدعم المادي اللازم للجمعية لمواجهة الظروف التي تمر بها الكويت، كما وجهت رسائل متكررة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر ولرابطة جمعيات الصليب والهلال الأحمر لحثها على تلبيه احتياجات الشعب الكويتي في أرضه المحتلة.
 

المبادئ الأساسية للجمعية

 
تعمل الجمعية من خلال اتفاقيات جنيف الأربع والقوانين والمعاهدات الدولية التي تشكل في مجملها القانون الدولي الإنساني وهي على النحو التالي:
 
الإنسانية
 
بذل الجهد والوقت للوقاية والتخفيف من آلام الإنسان وحماية الحياة والصحة، و ضمان احترام الكرامة الإنسانية، وتعزيز التفاهم والتعاون والسلام الدائم بين شعوب العالم.
 
عدم التحيز
 
التقيد بمبدأ التجرد وعدم التمييز بين القوميات أو الأجناس أو الأديان أو العقائد السياسية.
 
الحياد
 
الامتناع عن المشاركة في أي أعمال عدائية أو في مجادلات تتعلق بالقضايا السياسية والدينية والعرقية والأيديولوجية.
 
الاستقلال
 
تعمل الجمعيات الوطنية كأجهزة مساعدة للسلطات العامة، وتخضع للقوانين السارية في البلاد مع احتفاظها باستقلالها التام حتى تستطيع العمل بموجب المبادئ الأساسية للحركة.
 
الخدمة التطوعية
 
الخدمة في الحركة تطوعية لا تسعى لتحقيق أي ربح.
 
الوحدة
 
لا يجوز وجود أكثر من جمعية وطنية واحدة للصليب الأحمر والهلال الأحمر في كل بلد، ويجب أن تكون خدماتها متاحة للجميع وشاملة أنحاء البلد كافة.
 
العالمية
 
الحركة الدولية حركة عالمية تتمتع كل الجمعيات فيها بالحقوق نفسها وتلتزم بالتعاون فيما بينها.
 

مجلس الإدارة

تدار الجمعية من قبل مجلس إدارة مكون من تسعة أعضاء تنتخبهم الجمعية العامة للجمعية، ويختار المجلس من بين أعضائه لجنة تنفيذية مخولة بالكامل من قبل مجلس الإدارة.
- هلال مساعد الساير (رئيس الجمعية)
- أنور عبدالله الحساوي (نائب الرئيس)
- عبدالله سعود الحميضي (أمين الصندوق الفخري)
- مها برجس البرجس (عضو)
- حمد محمد البحر (عضو)
- خالد حمد عبدالله الصبيح (عضو)
- فوزية ابراهيم النصار (عضو)
- وليد عبد اللطيف النصف (عضو)
- محمد سعد نخيلان (عضو)
 
 

المؤسسون

-1 عبد المحسن سعود الزبن
-2 عبد الرحمن سالم عبدالله حمد العتيقي 
-3 عبدالله السلطان الكليب 
-4 الدكتور عبد الرحمن عبدالله العوضي 
-5 برجس حمود البرجس 
-6 عبد العزيز حمد الصقر
-7 عبد العزيز محمد محمود الشايع 
-8 عبدالله علي عبد الوهاب المطوع 
-9 علي محمد الراضون 
-10 عبد الرزاق مشاري العدواني
-11 دكتور إبراهيم محلحل الياسين 
-12 خالد اليوسف المطوع 
-13 محمد يوسف النصف 
-14 سعد علي الناهض 
-15 سليمان خالد يوسف المطوع
-16 يوسف ابراهيم الغانم 
-17 يوسف جاسم الحجي 
-18 يوسف عبد العزيز الفليج