كشفت دراسة علمية جديدة، أن الأنهار الجليدية الاستوائية في جبال “الأنديز” في الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، أصبحت أصغر مما كانت عليه منذ العصر الجليدي، وهو حدث مثير للقلق قد ينذر بذوبان الأنهار الجليدية مستقبلاً بجميع أنحاء العالم.
ووفقاً لموقع “أكسيوس” الأمريكي، أظهرت أن الأنهار الجليدية الاستوائية تراجعت بشكل ملحوظ على مدى العقود الأخيرة، وأصبحت الآن أصغر مما كانت عليه منذ 11700 عام على الأقل، مما يجعل المناطق الاستوائية أول منطقة كبيرة توثق مثل هذا التراجع.
وقام الباحثون بقياس تركيزات عنصري “البريليوم 10 والكربون المشع 14” في الصخور المكشوفة حديثاً على هامش أربعة أنهار جليدية تمتد عبر جبال “الأنديز”، لمعرفة تاريخ عمليات ذوبان الجليد السابقة، وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية الحديثة أن فنزويلا فقدت آخر أنهارها الجليدية، لتصبح أول دولة في الأمريكيتين تفقد كل الأنهار الجليدية.
وذكر الباحث المشارك في الدراسة أندرو غورين، لم نجد أي أثر لعنصر “البريليوم 10” أو “الكربون المشع 14”  في أي من عينات الصخور الـ 18 التي قمنا بقياسها أمام أربعة أنهار جليدية استوائية، وهذا يعني أنه لم يكن هناك أي تعرض مسبق كبير للإشعاع الكوني منذ تشكل هذه الأنهار الجليدية خلال العصر الجليدي.
وأكد الباحثون في الدراسة، أن نقص عنصري البريليوم 10 والكربون المشع 14، دليل على الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة الاستوائية والاحتباس الحراري العالمي الذي تسبب في ذوبان الغطاء الجليدي للأنهار الجليدية.
وحذر الباحثون من أن الاحتباس الحراري العالمي، أدى بالفعل إلى رفع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 إلى 2 درجة مئوية، وأن المزيد من الذوبان سيطال الأنهار الجليدية الأخرى بجميع أنحاء العالم.
يذكر أن عنصري “البريليوم 10 والكربون المشع 14” يتكونان في الصخور عندما تخترق الأشعة الكونية من الفضاء الخارجي، الغلاف الجوي وتتفاعل مع العناصر التي تشكل سطح الأرض، مما يساعد العلماء على تتبع آخر مرة تعرضت فيها الصخور للأشعة الكونية.