• تنسيق جهود الخارجية الكويتية والجانب التركي لضمان التنظيم اللائق بالمنتدى.
تنظم الأمانة العامة للأوقاف في الحادي عشر من نوفمبر الجاري وعلى مدار ثلاثة أيام «منتدى قضايا الوقف الفقهية الحادي عشر»، في مدينة «إسطنبول» بالجمهورية التركية تحت شعار «قضايا مستجدة وتأصيل شرعي»، بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ورئاسة الشؤون الدينية التركية.
وفي سياق حديثه حول جهود الإعداد للمنتدى الدولي الحادي عشر لقضايا الوقف الفقهية، قال رئيس اللجنة العلمية للمنتدى الدكتور خالد مذكور عبد الله المذكور: إن اللجنة ارتأت الولوج إلى أركان نجاح الوقف، وتداول إشكالاتها بين الأصالة والمعاصرة؛ بغية التطوير والتحديث، ولوضع القواعد والمعايير الاسترشادية لتأبيد الأوقاف دون ضياع، وفرض مبادئ الحوكمة الحديثة على هيئاتها، ودعم اختيارات الواقفين والنظار عند توجيه مصارفهم، مؤكدًا أن دور اللجنة العلمية هو لمّ شتات مسائل الوقف، ووضعها على طاولة البحث أمام العلماء، ليدلوا بآرائهم، ويتوصلوا إلى الحلول الشرعية الملائمة، بما يعين المؤسسات الوقفية في العالم الإسلامي على الاستنارة الفقهية، والعمل بما يمليه الشرع عليهم.
وأضاف أن موضوعات المنتدى الحالي لا تقل أهمية عن سابقتها، حيث يعرض الموضوع الأول (توثيق الأوقاف «رؤية شرعية معاصرة») لإشكالات توثيق حجج الأوقاف وحفظها، مثل: عدم وضوح موقع الوقف، وتردد صيغة الحجة بين الوقف وغيره، وبيع أملاك الوقف ودخوله في ملكيات موثقة دون الإشارة إلى الحجج الأصلية، وصياغة شرط الواقف بألفاظ عرفية غير مبينة في الحجة، وكذلك فقد حجج الأوقاف وضياعها أو تلفها، وكذا تضييق شروط الوقف وخلوها من المرونة، بما يضيق على الناظر اختياراته في تنفيذ شرط الواقف، وعدم بيان مآل المال الموقوف حال انتهاء الوقف، و عدم الوضوح في شروط الواقف التي تضبط استثمار الناظر لأموال الوقف وتنميتها، وغيرها من الإشكالات التي تطلبت تداولها، ووضع المعايير العلمية لها، بما يرشد الواقفين، ومؤسسات الأوقاف في العالم. وقال: إن الموضوع الثاني يبحث (قواعد حوكمة المؤسسات الوقفية)، بما يستهدف الارتقاء بمستوى أداء تلك المؤسسات، واستحداث نماذج تطبيقية لحوكمتها؛ لتكون أكثر توافقًا مع طبيعة العمل الوقفي والخصائص المميزة له. ثم وضح أن الموضوع الثالث هو: (معايير أولويات إنشاء الأوقاف)، مستهدفًا وضع ضوابط تحدد للقائمين على المؤسسات الوقفية الرسمية أو الأهلية قواعد وضوابط أولويات إنشاء الأوقاف، وتعيين مصارف ريعها تبعًا لشروطها، دون التزاحم على بعضها، خاصة مع عدم وجود ضوابط تحكم تقديم بعضها على بعض، مع ضيق الموارد الوقفية أحيانًا، وعدم استيعابها للمصارف الوقفية المشروطة في حجج الوقف، وفضلًا عن عدم وضوح هذه الأولويات عند الواقفين أنفسهم، فيغفلون عن عظمة الأجر في تنمية المجتمعات الفقيرة، وأن دفع مفاسد الفقر يفوق في المصلحة بناء المساجد.
ونوه إلى أن المنتديات السابقة تطرقت إلى موضوعات بالغة الأهمية، وقدمت قرارات وتوصيات بهذا الشأن، مؤكدًا انتهاء اللجنة العلمية من إعداد موسوعة «مدونة أحكام الوقف»، لتكون مرجعًا للجهات المعنية بشؤون الوقف وقضاياه. مثمنًا دور الأمانة العامة للأوقاف التي تنظم «مشروع منتدى قضايا الوقف الفقهية»، وريادتها المحلية والإقليمية والدولية لقضايا الوقف وتنميته وتعزيز علومه ودراساته.
ومن جانب آخر، وتأكيدًا على أهمية تنسيق الجهود لعقد هذا المنتدى الفقهي الوقفي الهام، قامت سفارة الكويت في أنقرة، يمثلها سعادة المستشار سلطان العرادة بزيارة مقر رئاسة الشؤون الدينية في الجمهورية التركية؛ حيث التقى نائب رئيس الشؤون الدينية الدكتور سليم أرقون، وذلك للتباحث حول أفضل الآليات لضمان حسن سير المنتدى، معربين عن شكرهم أمانة الأوقاف لقيامها بالدور المنوط تجاه ملف تنسيق جهود الدول الإسلامية في مجال الوقف.
وفي ختام كلمته، تقدم المذكور بالشكر للأمانة العامة للأوقاف ومنتسبيها وإلى أعضاء اللجنة العلمية الموقرة على جهودهم المبذولة في إنجاح المنتدى، كما تقدم بالشكر إلى الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ورئاسة الشؤون الدينية بالجمهورية التركية على تمام التعاون والمشاركة في عقد المنتدى، داعيًا للجميع بدوام التوفيق والسداد.