أكدت جنان بهزاد، أمين عام الجمعية الكويتية لحماية البيئة، أن «فعالية تنظيف الشواطئ المعروفة بعملية السلاحف البحرية، تدخل ضمن إطار المساعي لنشر الوعي والثقافة البيئية الصحيحة بين كافة فئات المجتمع وقطاعاته، وارتأت الجمعية أهمية توجيه رسالة للأخوة المقيمين بحتمية المشاركة البيئية، كوننا جميعا نتشارك في حمل أمانة حماية والمحافظة على عناصر ومكونات البيئة التي تحتوينا جميعا دونما تفرقة، وانعكس ذلك على كثافة المشاركين الذين تجاوزوا ألف متطوع ومتطوعة».
وقالت بهزاد «إن تنظيم الجمعية لعملية تنظيف الشواطئ بمسمى «إنقاذ السلاحف البحرية بالتعاون مع الشركاء التاريخيين للفعالية، وهم السفارة والجمعية اليابانية والهيئة العامة للبيئة، وبدعم لوجيستي أو بمشاركة العديد من الجهات الحكومية والمنظمات المدنية الكويتية والمجاميع والمبادرين الكويتيين، ورغم كونها «رسالة رمزية» منا إلى الجميع، مواطنين ومقيمين، إلا أن مضمونها يعزز ويكرس من قيم المسؤولية المجتمعية من الجميع تجاه البيئة الساحلية وكائناتها الحية، وكم هي ثرية بتنوعها البيولوجي، لهذا فإنها تدرك أن مثل تلك الأنشطة الجماهيرية يأتي صداها إيجابيا تجاه الوصول لأهدافها المتمثلة في نشر الثقافة والتوعية تجاه الحياة الفطرية ومن ثم بيئتنا بموائلها ومواردها الطبيعية».
وأضافت: «يمثل العام الحالي 2024 قفزة وإشراقة مضيئة في مسيرة كل من الجمعية الكويتية لحماية البيئة وحملة «السلاحف البحرية»، فالجمعية تحتفل هذا العام بيوبيلها الذهبي ومرور 50 عاما على تأسيسها سنة 1974، فيما تصل الحملة ليوبيلها الفضي ومرور 25 عاما على إطلاقها، في هذا السياق توجه الجمعية تقديرها وامتنانها لمؤسسي «عملية السلاحف البحرية» سواء من الجمعية الكويتية لحماية البيئة أو السفارة والجمعية اليابانية أو الهيئة العامة للبيئة، علاوة على جميع الجهات المشاركة فيها طوال تلك السنوات، مشيدين بالقيادات المتعاقبة عليها من الجمعية بلجانها وفرقها، وأصحاب المعالي السفراء اليابانيين المتتاليين ومسؤولي الجمعية اليابانية وهيئة البيئة، فضلا عن مئات الجهات والمنظمات والفرق والمجاميع والمتطوعين».
ونوهت بهزاد إلى أن «الفعالية وهي تكمل عامها ال25، تكون قد قطعت نصف مسيرة الجمعية حاليا في عامها ال50، تشهد عملية إطلاق للسلاحف على الشاطئ ومن ثم إلى مياه الخليج العربي»، وذكرت «في خضم هذا اليوم البيئي الكرنفالي والجماهيري بتنوع وتعدد وكثرة المشاركين من الجهات والأفراد، أشير إلى التحليل الرقمي لمسيرة «عملية السلاحف البحرية»، حيث تخطت الأعداد المشاركة في جميع المواسم السابقة 10 آلاف فرد، وأكثر من 3000 طالب من منتسبي برنامج المدارس الخضراء بالجمعية، علاوة عن مئات الجهات والمنظمات والمجاميع والمبادرين، لذا فإن الجمعية دائما ما تتلقى رغبات من بعض السفارات الشقيقة والصديقة للانضمام لفعالية توعوية بيئية سواء مماثلة أو تندرج ضمن خطط برامجية مشتركة».
وفي هذا السياق، بينت بهزاد ما يواجه السلاحف البحرية في الكويت من التحديات،
وقالت: «أبرزها التلوث البلاستيكي الذي قد يتسبب في اختناق السلاحف أو ابتلاعها للنفايات، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. كما أن التوسع العمراني والصيد الشبحي في الحظور والأنشطة البشرية الأخرى تؤثر سلباً على بيئة السلاحف البحرية وتحد من تواجدها وتكاثرها.
وأضافت: «تلعب السلاحف البحرية دوراً حيوياً في الحفاظ على صحة البيئة البحرية، حيث تساعد السلاحف الخضراء على الحد من نمو الأعشاب البحرية بشكل مفرط، مما يحافظ على التوازن البيئي للشعاب المرجانية»، ولفتت «تعتبر السلاحف البحرية جزءاً هاماً من التنوع البيئي البحري في الكويت، ولها دور كبير في استدامة النظم البيئية البحرية. إن جهود الحماية المستمرة التي تبذلها الكويت من خلال التوعية، وإنشاء المناطق المحمية، وتنفيذ حملات التنظيف، تسهم بشكل فعال في حماية هذه الكائنات الفريدة من خطر الانقراض».
ومن جهتها، قالت مدير ادارة التسويق والاتصالات في المركز العلمي سارة الياقوت إنه تم اليوم إطلاق عدد من السلاحف البحرية بعد انقاذها واعادة تأهيلها الى موائلها الطبيعية، لافتة إلى أن المياه الكويتية تحتوي على انواع عدة من السلاحف جميعها محمي بموجب القانون وتعتبر مهددة بالانقراض وأكثر الانواع شيوعاً «السلحفاة الخضراء».
وأوضحت أن المركز قام العام الماضي بتثبيت اجهزة تتبع على السلاحف لفهم سلوكها وانماط هجرتها حيث تم معرفة ان السلاحف تهاجر جنوبا في فصل الشتاء وتعود في فصل الصيف كما يسافر بعضها جنوبا ولا يعود لأكثر من عام والبعض الاخر يبقى بقرب الحدود.