احتفت جمهورية أذربيجان بمرور 21 عاما على رحيل الزعيم الوطني حيدر علييف، والذكرى 33 لانضمامها إلى منظمة التعاون الإسلامي، متذكرة الدور الكبير الذي لعبه الزعيم الراحل في تطوير وتوطيد العلاقات مع الدول الإسلامية.
وقد أعلنت السلطات في أذربيجان العام الماضي عام حيدر علييف.
كما تم الإعلان عن مدينة شوشة عاصمة الثقافة للعالم الإسلامي للعام 2024.
وسيبقى اسم الزعيم الوطني حيدر علييف إلى الأبد في تاريخ وذاكرة الشعب الأذربيجاني. وبفضل مجهوداته الجبارة، فإن جمهورية أذربيجان المستقلة بعد أن نجت من كابوس اندلاع الحرب الأهلية وحصلت على مكانة مرموقة في الساحة الدولية من خلال تنفيذ “استراتيجية النفط”، وتبنى إصلاحات منهجية وكذلك إقامة علاقات تعاون متبادل مثمر مع المنظمات الدولية وبلدان العالم تحت قيادة الرئيس إلهام علييف تسير على طريق التنمية العظيمة.
فاليوم تمر الذكرى العشرين على رحيل الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني حيدر علييف، وتبقى ذكراه المشرقة مقرونة بقدر كبير من الاحترام والتبجيل في أذربيجان، بما في ذلك في خارج البلاد.
وقد نشرت العديد من الكتب والأفلام والمقالات حول هذه الشخصية العظيمة في أذربيجان وعدد من البلدان في جميع أنحاء العالم.
وقد شارك الزعيم حيدر علييف بشكل فعال كعضو في المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي وكنائب أول لرئيس مجلس وزراء اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في تطوير العلاقات الدولية للبلاد.
وقام مرارا وتكرارا بزيارات عمل لمختلف البلدان الإسلامية في أفريقيا وآسيا. كما شارك عن كثب في المفاوضات والمباحثات السياسية للاتحاد السوفياتي مع قادة دول الشرق الأدنى والشرق الأوسط، وكان في كثير من الأحيان رئيس الوفود التي تزور هذه البلدان.
وصارت زياراته إلى مصر وسوريا والأردن وليبيا والعراق واليمن وباكستان ودول إسلامية أخرى خلال الفترة من 1982-1987 مشهودة باشتهاره كواحد من السياسيين البارزين في العالم الإسلامي بأسره.
وإثر نيل الاستقلال في عام 1991 أصبح تعزيز التضامن الإسلامي في العالم إحدى القضايا ذات الأولوية في سياسة أذربيجان الخارجية، وليس من قبيل المصادفة أن منظمة التعاون الإسلامي أصبحت أول منظمة دولية انضمت إليها جمهورية أذربيجان في 8 ديسمبر 1991، وبالتالى، تم انشاء علاقات دبلوماسية مع الدول الأعضاء.
قدر الزعيم الوطني حيدر علييف عالياً أنشطة منظمة المؤتمر الإسلامي لدعم فكرة التضامن الإسلامي على الساحة الدولية، وأشاد في قمة رؤساء دول وحكومات منظمة المؤتمر الإسلامي في 13 ديسمبر 1994 في الدار البيضاء بالمغرب بأعمال منظمة المؤتر الإسلامي حيث قال “يمكننا أن نفتخر بأن منظمة المؤتمر الإسلامي تخدم هذه الأهداف النبيلة على وجه التحديد.
وتتمتع هذه المنظمة التي تألفت من 52 دولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا (تضم منظمة المؤتمر الإسلامي حاليا 57 عضوا) ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليار شخص بإمكانات روحية وسياسية واقتصادية وعلمية وثقافية كبيرة.
كما يأتى اتخاذ التدابير اللازمة القائمة على العدالة للحفاظ على التضامن والتعاون الشامل والسلام والأمن بين بلداننا ضمن المبادئ الأساسية لمنظمة المؤتمر الإسلامي وكل ذلك مترتب على ميثاقها.
وقد التقى الزعيم حيدر علييف مع أمير دولة الكويت الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح خلال زيارته للمغرب لحضور قمة منظمة المؤتمر الاسلامي، وفي هذا اللقاء المصحوب بجو من التفاهم المتبادل، دعا رئيسا الدولتين بعضهما البعض إلى زيارة بلديهما.
وأكد أمير الكويت الراحل أن العدوان على أي دولة مستقلة أمر غير مقبول. وأضاف قائلاً “…عندكم لاجئون يحتاجون مساعدة ونحن سنقوم بمساعدتهم…”.
وهناك علاقات تعاون مثمر من المستوى الرفيع تشكلت بين أذربيجان والكويت في إطار منظمات دولية مثل الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز إلى جانب منظمة التعاون الإسلامي. وقد انطلق تطور العلاقات الأذربيجانية الكويتية على وجه التحديد منذ عهد الزعيم العظيم حيدر علييف. وخلال زيارة الوفد البرلماني الذي كان يرأسه عضو مجلس الأمة الأسبق جمال العمر رئيس مجموعة الصداقة الكويتية – الأذربيجانية في مجلس الأمة إلى أذربيجان في سبتمبر 2001، وتم التأكيد على أهمية زيادة تمتين العلاقات المتبادلة خلال اجتماعات مع قيادة البلاد.
وفي لقاء الوفد بالزعيم حيدر علييف في 27 سبتمبر 2001، بحث الجانبان مرة أخرى في قضايا مختلفة – التعاون الكويتي الأذربيجاني ومكافحة الإرهاب الدولي وما إلى ذلك.
وتجدر الإشارة بكل فخر إلى أن السياسة البعيدة النظر للزعيم الوطني حيدر علييف تتواصل بنجاح تحت القيادة الرشيدة للرئيس الحالي إلهام علييف.
وقد جاءت الزيارة الرسمية لرئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف إلى الكويت في 10 فبراير 2009 كحدث من الأحداث الهامة في العلاقات بين البلدين، وفي اللقاء مع أمير دولة الكويت الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أكد الجانبان أن العلاقات بين البلدين في تطور متواصل وأن العلاقات السياسية الثنائية على مستوى عال. وتطرق الجانبان إلى النهوض بالعلاقات بين أذربيجان والكويت في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياحة والاستثمار، كما تبادل رئيسا الدولتين وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية.
وقد قلد أمير الكويت الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الرئيس إلهام علييف وسام مبارك الكبير وهو أعلى جائزة في البلاد، بينما قلد رئيس أذربيجان بدوره أمير الكويت وسام حيدر علييف، وهو أعلى جائزة في أذربيجان.
وفي عام 2017 تم الإعلان عن “عام التضامن الإسلامي” في أذربيجان، حيث أقيمت العديد من الفعاليات في العاصمة باكو، بما في ذلك ألعاب التضامن الإسلامي الرابعة.