في إطار رسالتها المجتمعية الهادفة إلى تعزيز قيم الكرامة الإنسانية والإصلاح الاجتماعي، سلّم الرئيس التنفيذي لـ نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي السيد سعد مرزوق العتيبي تقريرًا شاملًا إلى معالي وزيرة الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية ووزيرة الدولة لشؤون المرأة والطفولة د. أمثال الحويلة، يتناول جهود "نماء" ومشاريعها المنفذة داخل المؤسسات الإصلاحية في دولة الكويت.
قال الرئيس التنفيذي لـ نماء الخيرية السيد سعد مرزوق العتيبي: "في نماء الخيرية نؤمن أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من الإنسان، ومن هنا جاءت شراكتنا البنّاءة مع وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية، وبدعم كريم من وزارة الخارجية والديوان الوطني لحقوق الإنسان، لتنفيذ مشاريع نوعية داخل المؤسسات الإصلاحية تعزز قيم الكرامة الإنسانية، والتعليم، والتأهيل، وتترجم رؤية الكويت في ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان داخل المجتمع."
وأضاف العتيبي: "منذ تأسيس نماء الخيرية ونحن نؤمن بأن العمل الخيري لا يقتصر على الخارج، بل يبدأ من داخل المجتمع الكويتي، ولذلك عملنا على توطين العمل الخيري والإنساني من خلال تنفيذ مشاريع تنموية مستدامة تخدم الفئات المحتاجة داخل الكويت، وفي مقدمتها النزلاء في المؤسسات الإصلاحية."
وتابع: "نفذنا خلال السنوات الماضية مجموعة من المشاريع النوعية داخل المؤسسات الإصلاحية، شملت تجهيز الفصول التعليمية لتوفير فرص التعليم للنزلاء، وبناء مسجد عبدالله المطوع لتوفير بيئة روحانية للعبادة، ومشروع بيت العائلة الذي يعزز الروابط الأسرية، إضافة إلى الورش الحرفية، والعيادات التأهيلية، والملاعب الرياضية التي تسهم في إعادة تأهيل النزلاء نفسيًا ومهنيًا واجتماعيًا."
وأوضح العتيبي أن هذه المشاريع تأتي ترجمة لرؤية القيادة السياسية الرشيدة التي تؤمن بأن التنمية الحقيقية تبدأ من بناء الإنسان وإصلاحه، مؤكدًا أن نماء الخيرية ستواصل تعزيز شراكاتها مع الجهات الرسمية لتحقيق مزيد من التكامل الإنساني والمجتمعي.
وأكد العتيبي في الوقت نفسه على أهمية التعاون والتنسيق مع شركاء النجاح في تنفيذ المشاريع الإصلاحية، مشيرين إلى الدور البارز لـ الديوان الوطني لحقوق الإنسان الذي وفّر الإشراف والمتابعة لضمان تطبيق المعايير الدولية في حقوق النزلاء، ووزارة الداخلية التي سهّلت البيئة التشغيلية داخل المؤسسات الإصلاحية، إلى جانب المؤسسة الإصلاحية نفسها التي قدمت كل الدعم اللوجستي والإداري.
كما أشاد بشركائهم في مبادرة "ساندهم" لدورهم الحيوي في تفعيل المشاريع على الأرض، وتوفير الموارد والخبرات لضمان تحقيق الأثر الإنساني والاجتماعي المرجو. وأضافا أن هذا التكامل بين الجهات الرسمية والخيرية هو سر نجاح نماء الخيرية في تحقيق مشاريع نوعية تعيد الأمل للنزلاء وتعزز قيم الكرامة الإنسانية والإصلاح الاجتماعي.
من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي لـ نماء الخيرية الأستاذ عبدالعزيز الكندري: "تعتبر المؤسسات الإصلاحية ركيزة أساسية في مسيرة الإصلاح الاجتماعي، ومن هنا جاءت جهود نماء الخيرية بالشراكة مع وزارة الداخلية ووزارة الشؤون لتحويل بيئة السجون إلى بيئة إصلاحية متكاملة تجمع بين التعليم، والتأهيل، والتمكين النفسي والاجتماعي."
وأضاف الكندري: "مشروع بيت العائلة هو أحد أبرز المبادرات التي نفذتها نماء الخيرية داخل المؤسسات الإصلاحية، حيث يتيح للسجناء لقاء أزواجهم في بيئة مغلقة تراعي الخصوصية والضوابط الشرعية، بما يعزز الاستقرار الأسري ويمنح النزيل طاقة إيجابية تدفعه نحو التغيير والإصلاح."
وأشار الكندري إلى أن مشروع الفصول الدراسية داخل السجن المركزي مكّن العديد من النزلاء من استكمال تعليمهم من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية العامة، والحصول على شهادات معتمدة من وزارة التربية، ما يسهم في تحسين فرص اندماجهم في المجتمع بعد الإفراج.
وتابع: "كما نفذت نماء الخيرية عددًا من المشاريع المتنوعة، منها الورش الحرفية التي تؤهل النزلاء مهنيًا لاكتساب مهن حقيقية مثل النجارة والحفر بالليزر، والعيادات التأهيلية التي تقدم الدعم النفسي والاستشارات المتخصصة، والملاعب الرياضية التي تُسهم في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية للنزلاء، إلى جانب تطوير قاعة التأهيل وعنبر المتميزين كمبادرات نوعية تُعيد الأمل داخل المؤسسات الإصلاحية."
وختم الكندري تصريحه قائلًا: "نجاح هذه المشاريع ما كان ليتحقق لولا التكامل والتعاون بين مؤسسات الدولة والجمعيات الخيرية، وبدعم من وزارة الداخلية، ووزارة الشؤون، ووزارة الخارجية، والديوان الوطني لحقوق الإنسان، مؤكدًا أن نماء الخيرية ماضية في رؤيتها لتكون نموذجًا وطنيًا في الإصلاح الإنساني والمجتمعي، وفق منهجية علمية قائمة على التمكين والتعليم والكرامة الإنسانية."