حذرت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، من أن أكثر الأنهار الجليدية خطورة في العالم قد ينهار في غضون عقود، ويتسبب بإغراق العديد من المدن في العالم.
وأوضحت ناسا أن النهر الجليدي المعروف باسم "ثوايتيس" يتأرجح على حافة الانهيار، مما يهدد بارتفاع مستويات البحار حوالي 8 أقدام، أو ما يعادل مترين ونصف المتر.
والاكتشاف الذي توصلت إليه عبارة عن تجويف هائل تحت النهر الجليدي، الذي يقع غربي القارة المتجمدة الجنوبية "أنتاركتيكا".
وقال العلماء في ناسا إن طول التجويف يوازي طول ناطحة السحاب "شارد" في العاصمة البريطانية، ويوازي حجمه مساحة 10 آلاف ملعب لكرة القدم، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذي صن" البريطانية.
وشدد العلماء، في الدراسة التي نشرت في مجلة "علوم متقدمة"، على أن التجويف يتنامى وأن النهر الجليدي سيتفكك بصورة متسارعة، مما سيؤدي في النهاية إلى انهيار التجويف وبالتالي "قد يؤدي (ذلك) إلى كارثة عالمية".
وقال العالم في ناسا بيترو ميليلو: "إن التجويف تحت النهر الجليدي يلعب دورا مهما في ذوبان الجليد.. ومع ارتفاع درجات الحرارة والماء تحته فإنه سيذوب بسرعة".
وتقدر مساحة النهر الجليدي "ثوايتيس" بحوالي 182 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل نصف مساحة بريطانيا.
وإذا ما ذاب النهر الجليدي، فإن مستويات البحار سترتفع بحدود قدمين أو ما يعادل نحو 60 سنتيمترا، وسينجم عن ذلك فيضانا ساحليا سيشرد مئات الآلاف من الناس من بيوتهم، في مختلف أنحاء العالم.
غير أن ما يثير قلق ناسا هو التأثير الحمائي أو الوقائي لثوايتيس على الأنهار الجليدية المجاورة، فهو يحول دون ذوبانها، ومن دونه فإن الأنهار الجليدية الصغيرة ستتفكك وتذوب، وبالتالي سيزداد مستوى البحار إلى أكثر من مترين ونصف المتر، إذا ما ذابت كلها.
 
 
ووفقا للعلماء، فإن العديد من مدن العالم ستصبح مهددة بالغرق، وتحول الشوارع إلى قنوات مائية.
يشار إلى أن دراسة سابقة ذكرت أن ارتفاع مستويات البحار بحدود مترين، سيغرق مناطق واسعة من إنجلترا مثل كنت وبورتسموث وكامبريدج وغيرها.
الجدير بالذكر أن ناسا اكتشفت هذا التجويف الهائل بينما كانت تعمل على قمر اصطناعي مخصص للتصوير تحت نهر ثوايتيس الجليدي.
وقال العالم في جامعة كاليفورنيا، إريك رينغنوت: "كانت لدينا شكوك منذ سنوات بأن ثوايتيس ليس متصلا مباشرة مع الطبقة الصخرية تحته.. لكن بفضل الأجيال الجديدة من الأقمار الاصطناعية، يمكننا الآن معرفة المزيد من التفاصيل".
وتلقي النتائج التي توصل إليها علماء ناسا الضوء على مدى الحاجة للمراقبة للمناطق تحت الأنهار الجليدية وتعقبها لمعرفة تأثير التغير المناخي.
وبحسب رينغنوت، فإن فهم ومعرفة تفاصيل المتعلقة بذوبان الأنهار الجليدية تعتبر ضرورية لتوقع تأثير ذلك على ارتفاع مستوى البحر في العقود المقبلة.