تنطلق بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم الاحد أعمال القمة ال32 للاتحاد الافريقي بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات الاعضاء في الاتحاد وحضور الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس والامين العام للجامعة العربية أحمد ابوالغيط والرئيس الفلسطيني محمود ابومازن وشخصيات دولية سياسية ومدنية.
وتأتي القمة التي تعقد تحت شعار (اللاجئون والنازحون والمشردون داخليا.. نحو حلول دائمة للتشرد القسري في افريقيا) وسط استمرار للنزاعات والصراعات واعمال العنف في عدد من دول القارة الافريقية التي تأخذ احيانا شكل حروب اهلية وصراعات مسلحة ما يؤدي الى تفاقم نزيف الهجرة والنزوح واعاقة الجهود التنموية ومحاولات الاصلاح.
وفي هذا السياق اعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فكي في اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الذي انعقد بأديس ابابا تمهيدا لقمة القادة ان استمرار النزاعات والازمات في القارة الافريقية يأتي من بين اهم اسباب النزوح القسري للسكان مشددا على ضرورة انجاز هدف "اسكات المدافع" في القارة بحلول 2020.
ولفت الى تحقيق تقدم في انهاء بعض النزاعات المسلحة بمنطقة القرن الافريقي مثل انجاز المصالحة بين اثيوبيا واريتريا بعد عقدين من الاعمال العدائية وتوقيع اتفاق الخرطوم بين أطراف النزاع في افريقيا الوسطى ما يشجع على المضي قدما في احلال الامن والسلام في ربوع القارة السمراء.
ويزخر جدول اعمال القادة الأفارقة بالعديد من الملفات والقضايا الشائكة والمعقدة مثل ملفات النزاعات والصراعات القائمة في عدد من دول القارة وقضايا الامن والارهاب التي تلقي بظلالها على مجموع المنطقة فضلا عن قضايا التنمية والاقتصاد والاستثمار في البنية التحتية لتعزيز التكامل بين دول القارة اضافة الى مواضيع تغير المناخ واصلاح هياكل الاتحاد الافريقي ومصادر تمويله واعتماد جواز السفر الافريقي الموحد من اجل تسهيل تنقلات الافارقة داخل قارتهم وتحفيز النمو الاقتصادي وانشاء سوق اقتصادية مشتركة.
ومن المقرر أيضا ان يقدم رؤساء الدول والحكومات ضمن جدول الاعمال تقارير اللجان التي اسندت لهم رئاستها واهمها تقرير رئيس سيراليون جوليس مادا عن اصلاح مجلس الامن بالأمم المتحدة وتقرير رئيس الغابون علي بونغو عن المؤتمر ال24 للدول الاطراف في اتفاقية الامم المتحدة لتغير المناخ والتحضيرات الافريقية للمفاوضات العالمية الخاصة بتغير المناخ عام 2019 وتقرير رئيس كوت ديفوار الحسن واترا عن اجندة افريقيا 2063 وتقرير رئيس نيجيريا محمد بخاري عن السنة الافريقية لمكافحة الفساد.
ومن المتوقع ان يناقش قادة الاتحاد خلال القمة عددا من المشاريع والمعاهدات منها مشروع معاهدة لإنشاء الوكالة الافريقية للأدوية ومشروع النظام الاساسي لمركز الاتحاد الافريقي الدولي لتعليم البنات والنساء في افريقيا ومشروع سياسة الاتحاد الافريقي للعدالة الانتقالية ومشروع تعديل المادة 35 من ميثاق النهضة الثقافية الافريقية.
يذكر ان الاتحاد الافريقي تأسس عام 2002 على أنقاض منظمة الوحدة الافريقية التي انشئت عام 1963 ويضم في عضويته أكثر من 50 دولة.
ومن أبرز اهدافه تحقيق الاندماج والتكامل بين دوله وتعزيز السلام والأمن والاستقرار في ربوع القارة السمراء واعداد الظروف المناسبة لتمكين القارة من الاضطلاع بدورها في النظام والاقتصاد العالميين لكن يبدو ان الاتحاد مازال يواجه تحديات كبيرة من اجل تحقيق اهدافه.