يقف (باب المنصور) شاهقا في (مكناس) المغربية المحصنة بأسوار تمتد على طول 40 كيلومترا تتخللها مجموعة من الأبراج والأبواب أمام ساحة (الهديم) شرق المدينة القديمة المحاطة بسفوح جبال أطلس وجبال زرهون التي تترامي حول أحياء القصبة الإسماعيلية نسبة لمؤسسها السلطان مولاي إسماعيل العلوي في أواخر القرن ال 17 ميلادي.
وترتبط ضواحي (مكناس) التي تعرف بأنها مدينة الأسوار وفقا لتخطيط هندسي محكم من جهاتها الأربع بأبواب تاريخية ومستحدثة تعلوها أبراج معززة بالمدافع لتحمي المرافق الموزعة داخلها بشكل دقيق كالمراكز الدينية والثقافية والمخازن ودور الصناعة.
ويعد (باب المنصور) الذي جدده السلطان المولى عبدالله بن إسماعيل أبرز هذه الأبواب، إذ استأثر بزخارف ونقوش منحوتة على خزف وفسيفساء متعددة الألوان مع مقاييس ضخمة أبرزها فتحة علوها ثمانية أمتار حيث تظهر في واجهته قطع خضراء من بلاط فسيفسائي له أشكال فخارية هندسية مدقوقة قطعة بقطعة فوق الجبس وهو فن معماري إسلامي عريق تطور في بلاد المغرب العربي.