أكد وزير الصحة الكويتي الشيخ الدكتور باسل الصباح ان المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية رائدة في إنجازاتها ومتابعتها جميع المستجدات التي ظهرت في العالم وتدارسها بأسلوب علمي واقعي يتماشى مع "واقعنا في الدول العربية والإسلامية".
جاء ذلك في كلمة وزير الصحة ممثلا عن سمو ولي العهد في افتتاح مؤتمر (الوثيقة الإسلامية لأخلاقيات العاملين في الخدمات الصحية) الذي تنظمه المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي لجدة والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية وجائزة الشيخ حمدان بن راشد ال مكتوم في الفترة من 15- 17 الجاري.
وأضاف الوزير الصباح ان المنظمة قدمت صورة رائعة للعالم عن إمكانية احتواء الإسلام لكل المستجدات وبتها في المشكلات "التي عجز الغرب حتى يومنا هذا عن إصدار قرار حتمي فيها لعدم وجود نصوص لهم".
واشار الى أن هناك العديد من الأمثلة التي استطاعت المنظمة "بطريقتها الفريدة في الجمع بين الأطباء والفقهاء والمستقلين بالفلسفة وعلم الاجتماع أن تصدر فيها توصيات لها سندها القوي".
وأضاف ان كل هذا وضع المنظمة على ثغر مهم إذ أثبتت أن الإسلام يصلح لكل زمان ومكان فنالت احترام المنظمات العالمية فتم اختيارها عضوا فيها وليس من السهل أن تقبل تلك المنظمات اي منظمة الا بعد مراقبتها عن قرب وتفحص توصياتها مشيرا إلى أنها تعد مرجعا أساسيا في مجال الأخلاقيات الصحية.
وقال "من المؤسف أن نفقد رمزا وطنيا رائعا حيث خلت القاعة اليوم من المرحوم الدكتور عبد الرحمن العوضي صاحب فكرة إنشاء المنظمة ودعمها ومؤسسها ولطالما كان أول المستقبلين لزواره".
وأوضح أنه ترك بصماته الواضحة على المجال الصحي واستمرت حتى "يومنا هذا نرى أثرها الذي امتد إلى سائر أنحاء الكويت كما قدم مبادرات كثيرة في مجالات عديدة كان لها صداها وانعكس ذلك على الكويت وسائر الدول الإسلامية".
ولفت إلى أن فكرة المؤتمر تجسد العمل الجماعي للفريق الصحي دون تفرقة بين احد من أعضائه العاملين ويطرح موضوعات مهمة تثري المسيرة الصحية بأسلوب أخلاقي سليم مستمد من ديننا الإسلامي.
من جانبه قال رئيس المنظمة الاسلامية للعلوم الطبية الدكتور محمد الجارالله إن العمل الصحي لم يعد مقتصرا على فئة واحدة بل أصبح أمرا جماعيا داعيا الجميع الى مرعاة القواعد العامة للممارسات الصحية من السرية والخصوصية والإذن الحر المستنير وإدخال البيانات في الحاسب الآلي وغير ذلك مما يمكن أن يثير مخاوف سنتعامل معها أثناء مناقشة أعمال الوثيقة.
واضاف الجارالله ان المنظمة رأت أن تقوم بإعداد الوثيقة داخليا ومراجعتها مرات عدة إما بالإضافة أو الحذف أو التغيير مع الاستعانة بالعديد من المراجع من معظم دول العالم إذ "انتقينا منها ما يناسبنا مما لا يتعارض مع ديننا الإسلامي الحنيف ولتأتي الوثيقة متوافقة مع أهداف المنظمة".
وأشاد بما ما أنتجته المنظمة وحاز القبول والإعجاب عند الجميع سواء على المستوى المحلي أو العالمي وذلك بجهد وإخلاص العاملين في المنظمة من مجلس الأمناء إلى اللجنة التنفيذية والأمانة العامة التي قامت بجهد متميز واستطاعت أن تقدم عملا متميزا.
اعقب ذلك كلمة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي ووزير المالية رئيس جائزة الشيخ حمدان بن راشد للعلوم الطبية في دولة الامارات العربية القاها نيابة عنه الدكتور احمد الهاشمي اشاد خلالها بالدور الذي قام به الدكتور عبد الرحمن العوضي تجاه المنظمة مستذكرا مساهماته الخلاقة في سبيل السعي نحو مشارف القرن ال21.
واضاف ان المنظمة خطت خطوات كبيرة في عهده وحققت اكبر فائدة لجميع العاملين في المجال الطبي في الامور والمسائل التي يحتاجها الطبيب المسلم بين الحلال والحرام في الممارسات الطبية واصدار التشريعات الفقهية من قبل علماء الطب والشريعة.
واوضح ان ديننا حث على الاخلاق الحميدة في جميع المعاملات والارتقاء بالعمل وحفظ الامانة وحسن التعامل واحترام كرامة الانسان وخصوصيته بغض النظر عن اعتبارات العرق والدين والخلفية الثقافية لافتا الى ان هذه الصفات يجب ان تترجم الى عمل يتحلى بها جميع القائمين على تقديم الخدمات الطبية.
واكد الهاشمي ان الوعي بالجوانب الاخلاقية للعاملين في الطب والخدمات الصحية يشكل عنصرا مهما من عناصر الارتقاء بمستوى الرعاية الصحية وهو ما تؤكده قيم ديننا الاسلامي والتراث والمزيج الثقافي لمجتمعنا العربي والاسس العالمية المتعارف عليها في هذا المجال كي يكفل احترام جميع حقوق المرضى.