جلالة السلطان قابوس بن سعيد، سليل أحد أعرق الأسر في العالم ، والتي يمتد تاريخها إلى عدة قرون، وينحدر نسب جلالته من الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد آل بو سعيدي  المؤسس الأول للسلطنة. 
ويأتي اختيار «الوسط» لجلالة السلطان قابوس بن سعيد، شخصية العام 2019 ، لأسباب واعتبارات كثيرة ، حاولنا حصرها في ملحق خاص بهذه المناسبة ، فقد أحدث السلطان قابوس تغييرات جذرية في سلطنة عمان بعد توليه الحكم في بداية عام 1970، إذ أقام دعائمها ومضى بمسيرتها التنموية قدمًا بما ينافس غيرها من الدول المتقدمة.
وفي يوليو 1970 ، عندما أعلن جلالة السلطان انطلاق المسيرة المظفرة، أشرق على عمان وشعبها عهد جديد عادت الحياة فيه وعاد الأمل واستعاد المواطن العماني ثقته في ذاته وفي حاضره ومستقبله ، فشمس النهضة المباركة بزغت بقوة وإرادة ، وبرؤية ثاقبة وفكر مستنير نحو غاياتها وأهدافها.
وأرسى السلطان قابوس دعائم الوحدة الوطنية ، وإعلاء قيم العدالة والمواطنة والمساواة, كما أرسى قيم المشاركة السياسية، وكان أبرز ما شهدته البلاد هذا العام انتخابات مجلس الشورى العماني بمشاركة واسعة أسفرت عن مجلس غالبيته بوجوه جديدة وتمثيل نسائي،  كما عيّن السلطان 15 سيدة ضمن أعضاء مجلس الدولة العماني، والذي يتكون من 86 عضواً.
واقتصادياً، استطاعت السلطنة تعديل الكثير من القوانين والتهيئة لإعطاء دفعة كبيرة لجهود تنويع مصادر الدخل وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، الأمر الذي يمثل نقلة نوعية مهمة لاستيعاب الشباب الباحثين عن عمل، وتناغم ذلك مع المؤتمر الوطني للرؤية المستقبلية «عمان 2040» الذي عقد في يناير الماضي، حيث تسعى السلطنة لتنفيذ مشاريع استراتيجية كبرى لتنويع مصادر الدخل.
وعلى الصعيد الخارجي رسم السلطان سياسة راسخة تقوم على أسس واضحة أهمها التعايش السلمي بين الشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية و مد الجسور مع الأخرين وفتح افاق التعاون والعلاقات الطيبة مع مختلف الدول ، فاكتسبت الدبلوماسية العمانية سمات الهدوء والصراحة والوضوح في التعامل مع الآخرين ، ومما يزيد من قدرة السلطنة في هذا المجال أنها ليست لها خلافات مع دول أخرى.
لذا أصبحت السلطنة نموذجاً يحتذى في المنطقة ورمزاً واضحاً للدولة المستقرة الساعية بقوة نحو التنمية والانطلاق إلى الريادة.